مذكرة الوفود العربية إلى المستر ايمري وزير المستعمرات البريطانية أثناء زيارته لفلسطين

 

مذكرة الوفود العربية إلى المستر ايمري
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 371 – 372”

مذكرة الوفود العربية إلى المستر ايمري
وزير المستعمرات البريطانية أثناء زيارته لفلسطين 
1925

1 –

إن عرب فلسطين قد قدموا تقارير كثيرة وأرسلوا وفدهم إلى لندن مرتين وفي كل ما قدموه بينوا التناقض الغريب الذي يظهر في مسلك الحكومة الانجليزية في بلاده على الرغم من:

(أ)

نص عهد جامعة الأمم

(ب)

العهود المقطوعة للملك حسين

(جـ)

بعض مواد صك الانتداب

(د)

البيانات الرسمية والشبه الرسمية الصادرة من الوزارات.

2 –

ان السياسة التي تسير عليها الحكومة في فلسطين جرت البلاد إلى حالات اقتصادية صعبة لا يمكن للبلاد أن تستمرعلى تحملها ودوام الحال على هذا الشكل دون أن يجد العرب آذانا صاغية عادلة يؤدي حتما إلى سقوط البلاد في هوة أشد عمقا من الحالة الحاضرة إذ أنهم:

(أ)

يكلفون بضرائب باهظة للإنفاق على ترتيبات واسعة لا تتحملها البلاد لتنفيذ السياسية الصهيونية التي لا يمكن أن تتفق مع مصالحهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

(ب)

قد حرموا إدارة بلادهم وتمتعهم باستقلال ذاتي على حين ليسوا أقل مستوى من سكان البلدان العربية الأخرى مثل العراق وشرق الأردن التي تتمتع بحكم ذاتي نيابي.

(جـ)

وقد حرموا حتى مما كانوا يتمتعون به من بلديات ومجالس إدارة ومجالس عمومية منتخبة، ومن إرسال أعضاء إلى البرلمان في العهد التركي.

(د)

قد فتحت أبواب بلادهم لهجرة يهودية ضخمة تحتوي على كثير من العناصر غير الصالحة لحياة البلاد وتحملها اقتصاديا واجتماعيا.

 


         عيسى السفرى. فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية، يافا، مكتبة فلسطين الجديدة 1927، ص (114 – 116).



(تابع) مذكرة الوفود العربية إلى المستر ايمري
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 371 – 372”

(هـ)

قد جعل للعناصر اليهودية أرجحية ظاهرة في إدارة البلاد الرئيسية وفي تيسير المصالح اليهودية القومية والاجتماعية هذا وهم أقلية ضئيلة في البلاد عددا ومصلحة.

العرب يطلبون حقهم في الحكم التشريعي:

3 –

إن العرب في فلسطين وهم يطلبون حقهم فى الحكم التشريعي لم يريدوا قط أن يغمطوا حقوق اليهود الذين يساكنونهم ولكنهم يريدون أن يتمتعوا بحقهم باعتبار أنهم أكثرية ساحقة في العدد والمصلحة وباعتبار أنهم وعدوا بوعود صريحة وباعتبار أن عهد جامعة الأمم يخولهم ذلك مع حفظ حق اليهود الوطنين في الاشتراك معهم في الإدارة والتشريع بحسب نسبتهم.

4 –

إن العرب يعتقدون أنهم لن يطمئنوا في بلادهم ويروا في الحكومة البريطانية النية الحسنة التي طالما أعلنتها بالنسبة إليهم إذا ظلت مستمرة في طرز الإدارة والسياسة التي سارت عليها في فلسطين إلى الآن على أنهم يريدون دائما أن يكونوا على وفاق تام معها في مصالحها النزيهة ويعتقدون أنه قد آن للحكومة البريطانية أن تقلع عن تجربتها العقيمة وأن تعيد نظرها بصورة جدية في هذه السياسة التي جعلت البلاد وأهلها في حالة اضطراب روحي وانحطاط اقتصادي وقلق.

مطالب الأمة:

5 –

وها نحن نقدم لها مطالب البلاد بصورة صريحة واضحة وأن تبدل علاقة الانتداب السيئة:

(أ)

تأسيس حكومة وطنية مسئولة أمام مجلس نيابي منتخب من الأهالي الفلسطينيين بحسب التمثيل النسبي.

(ب)

تسن جمعية وطنية منتخبة القانون الأساسي الذي يضمن بقاء الأماكن المقدسة بيد أهلها القديمين على أن لا يغير شيء فيها وحفظ حقوق الأجانب ومصالح الدولة المساعدة المتفقة مع مصالح البلاد وضمانة مشاركة اليهود الوطنيين بالحكم والتشريع بحسب النسبة على أن يراعي في وضعهما تحمل حالة البلاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وضمانة التعهدات الدولية التي تحملتها الدولة المساعدة وهي التعهدات الصحيحة وحفظ الآثار وحرية الأديان ونحوها على النمط الوارد في المعاهدة المعقودة بين الحكومة الانجليزية والعراق.

Scroll to Top