مذكرة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الى رئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية لاعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني والتي بدأت أعمالها في 12 رمضان 1410هـ- 7 أبريل 1990م

مذكرة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى رئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية
المصدر: خالد الحروب “حماس الفكر والممارسة السياسية”، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 2، 1997، ص 318-321.

مذكرة حركة المقاومة الإسلامية “حماس “
إلي رئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية
لإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني
والتي بدأت أعمالها في
12 رمضان 1410هـ – 7[ نيسان] أبريل 1990م

بسم الله الرحمن الرحيم
من حركة المقاومة الإسلامية “حماس”
إلى: رئيس المجلس الوطني الفلسطيني
سماحة الشيخ عبد الحميد السائح المحترم

          الإخوة أعضاء اللجنة التحضيرية المحترمين
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
          إننا في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، نسجل تقديرنا للدعوة الكريمة التي وجهتموها لنا للمشاركة في أعمال اللجنة التحضيرية لإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، والتي ستبدأ أعمالها يوم السبت 12 رمضان 1410هـ الموافق 7 [نيسان]، أبريل 1990 م. هذه الدعوة التي جاءت باعتبار “حماس” إحدى القوى الفلسطينية الفاعلة والمؤثرة في قيادة الانتفاضة المباركة والتحدي للاحتلال اليهودي وآلته القمعية، الأمر الذي دفع أبناء شعبنا الفلسطيني إلى الالتفاف حول حركتهم (حماس) في تلاحم جهادي رائع.. عمده الدم وكرسته التضحيات.

          وإننا إن نعتذر عن المشاركة في اللجنة المذكورة لمجموعة من الظروف والاعتبارات لنسأل الله أن يوفقكم إلى التمسك بحقوق شعبنا وثوابتها التي ضحى من أجلها طيلة السنوات الماضية.

          وبهذه المناسبة تؤكد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أنها مع وحدة شعبنا بكل اتجاهاته وقواه على أسس وثوابت واضحة بينة.. دون تفريط أو تنازل.. ولذلك فإن حركتنا تطرح عليكم تصوراتنا لأسس تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني في المرحلة القادمة.

          سماحة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني
          الإخوة أعضاء اللجنة التحضيرية
          لقد جاء تشكيل المجلس الوطني في المرحلة الوطنية، نتيجة لإفراز مجموعة من العوامل والظروف السياسية التي مر بها شعبنا في السنوات الأولى لنهوضه الوطني

<1>

مذكرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى رئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية
المصدر: خالد الحروب “حماس الفكر والممارسة السياسية”، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 2، 1997، ص 318- 321.

بعد شتات 1948. ومما لا شك فيه أنه نتيجة لتغير الظروف والمعطيات، فإن المجلس الوطني الفلسطيني القادم يجب أن تفرزه ظروف المرحلة الراهنة.. مرحلة الانتفاضة المباركة وما كرسته من حقائق ميدانية وتوجهات وقوى شعبية وسياسية.

         فقد أكدت انتفاضتنا الباسلة أن شعبنا الفلسطيني البطل قادر- بعون الله- على مواجهة الاحتلال وزعزعة وجوده واستقراره.. ومصر على انتزاع حقوقه الثابتة. كما أثبتت الانتفاضة التلاحم العضوي بين أبناء شعبنا، بكافة قواه وتوجهاته.

         سماحة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني
         الإخوة أعضاء اللجنة التحضيرية
         إن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ترى أن الشكل الجديد للمجلس الوطني يجب ان يراعي العناصر التالية:
         أولاً: الانتخاب وليس التعيين هو الوسيلة الأساسية المعتمدة لاختيار أعضاء المجلس الوطني، وتكون الانتخابات حسب الأقاليم وبنسب تكافئ ثقلها.

         ثانياً: إذا تعذر إجراء الانتخابات فيجب أن يعكس التشكيل أوزان القوى السياسية الموجودة على الساحة، بأعداد تتناسب وأحجامها.

         ثالثاً: يتم اختيار المستقلين.. بناء على ما تفرزه نتائج الانتخابات. وفي حال تعذر الانتخابات يتم تحديد أعدادهم وأسمائهم باتفاق جميع القوى الفاعلة على الساحة الفلسطينية.

         رابعاً: لاعتبارات سياسية وإدارية وأمنية ومالية، يفضل تخفيض عدد أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، وإعادة النظر في المجلس المركزي ودوره.

         خامساً: تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني بما ينسجم مع عقيدة الشعب الفلسطيني المسلم وتراثة الأصيل.

         سماحة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني
         الإخوة أعضاء اللجنة التحضيرية
         إن حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، تؤكد على أهمية الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحاسمة من مراحل جهاد شعبنا.. ولذلك فإننا في “حماس” نفتح قلوبنا وصدورنا ونمد أيدينا للتنسيق مع كافة القوى والجهات والمؤسسات الفلسطينية بما يحقق مصلحة شعبنا وقضيتنا. وانسجاماً مع موقف “حماس” الثابت من هذه القضية، وإجابة للدعوات المنادية باشتراك “حماس” في المجلس الوطني الفلسطيني، من سماحة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني الشيخ/ عبد الحميد السائح، ومن بعض القوى الفلسطينية والموافقة عليها، يمكن لـ “حماس” التعامل بإيجابية مع موضوع المشاركة في المجلس الوطني الفلسطيني:
         أولاً: اعتبار فلسطين من البحر إلى النهر، ومن النقب إلى رأس الناقورة، وحدة لا تتجزأ، وهي حق للشعب الفلسطيني.

         ثانياً: رفض التفريط بأي جزء من أرض فلسطين، ورفض اعتبار الكيان اليهودي

<2>

مذكرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى رئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية
المصدر: خالد الحروب “حماس الفكر والممارسة السياسية”، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 2، 1997، ص 318- 321.

كياناً شرعياً ومعترفاً به، تحت أي ظرف من الظروف.. ورفض كل القرارات الدولية التي تنتقص من حق شعبنا في كل أرضه، بما فيها القرارات 181، 242، 338.

          ثالثاً: التأكيد على الخيار العسكري، واعتبار الجهاد هو الطريق الصحيح لتحرير فلسطين وإنجاز الاستقلال.

          رابعاً: اعتبار قضية فلسطين، قضية الأمة العربية والإسلامية جمعاء، التي عليها القيام بمتطلبات ذلك وتحمل دورها في التحرير.

          خامساً: التاكيد على أهمية استمرار الانتفاضة وتطويرها وتصعيدها ودعم صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال.

          سادساً: تمثيل “حماس” في المجلس بعدد يساوي ويكافئ ثقلها في الساحة والتي تتراوح بين 40- 50% من مجموع أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني.

          سابعاً: أن تحصل “حماس” على حقها المتناسب مع حجمها وثقلها في جميع مؤسسات المنظمة وأجهزتها.

          ثامناً: أن يوقف فوراً وعلى التَّوْ كل ما يتعرض له سجناء “حماس” من اعتداءات وتطاول، على أيدي حركة “فتح ” في كل سجون الداخل وإعطاؤهم حقوق القوى الأخرى في السجون.

          تاسعاً: التخلي عن كافة التراجعات والتنازلات والاعترافات التي تتناقض مع حقوقنا ومع تطلعات شعبنا وتضحياته والتي كان آخرها قرارات الدورة التاسعة عشرة في الجزائر في تشرين الثاني [نوفمبر] 1988 من تنازلات.

          عاشراً: مراعاة العناصر الخمسة آنفة الذكر في تشكيل المجلس الوطني. إن هذه الثوابت والمبادئ والشروط، ليست طرحاً جديداً لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” ولا يقصد بها التعجيز.. وإنما هي أسس قامت حركتنا من أجل تكريسها والدفاع عنها.

          سماحة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني
          الإخوة أعضاء اللجنة التحضيرية
          إننا إذ نعرض عليكم تصوراتنا لإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني واعتباراتنا للمشاركة والانخراط في منظمة التحرير الفلسطينية.. لنؤكد استعدادنا للعمل المخلص مع كافة القوى الفلسطينية الفاعلة مهما كان فكرها أو انتماؤها داعين الله لك التوفيق والسداد. والله من وراء القصد. حفظ الله وحدة شعبنا وأمتنا.

          وقل اعْمَلُوا فَسَيَرى اللهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُه والمُؤمِنُون

حركة المقاومة الإسلامية “حماس “
فلسطين
11 رمضان 1410هـ
6 نيسان/ أبريل 1990 م

<3>

Scroll to Top