مذكرة منظمة “فتح” لمجلس الدفاع العربي
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 673 – 674”
مذكرة منظمة “فتح” لمجلس الدفاع العربي
(الانوار – 16/12/66)
“اجتماعكم هذه المرة يختلف في جوهره ومضمونه عن اجتماعاتكم السالفة بعد ان تمخضت الاوضاع العربية عن احداث هامة ذات مدلول عميق بالنسبة للقضية الفلسطينية.
“نشهد الان انتفاضة شعبية هامة على ضفتي الأردن، قامت اثر العدوان الصهيوني الغادر على قرية السموع. وليس العدوان بحد ذاته هو العامل الوحيد الذي يتصف بالأهمية، لان شعبنا تعود العدوان من جانب العدو الصهيوني، لكن رد الفعل الناتج عنه والذي تمثل في الاصرار الشعبي على حمل السلاح والاستعداد لخوض معركة التحرير على اوسع نطاق، هو جوهر الحدث وأهميته.
الأهداف الأساسية
“لم يكن غرض الانتفاضة الشعبية احداث تغيير وزاري، او نسف مخططات سياسية قصيرة النظر، او تبديل موقف شاذ لحكام الأردن من القضية الفلسطينية، وليس فقط توفير الحماية العسكرية للضفة الغربية عن طريق ادخال جيوش عربية الى الأردن .. لقد حدد شعبنا الثائر أهدافه الأساسية بما يلي:
“1 – تسليح الشباب في المدن والقرى الامامية.
“2 – تكوين فرق المقاومة الشعبية في جميع انحاء الضفة الغربية.
“3 – حماية العمل الفدائي وضمان استمراره الصاعد عن طريق:
“اولا: التصدي المسلح للقوى المضادة للثورة في الأردن التي تعيق النشاط الفدائي لقوات العاصفة.
“ثانيا: حث جيش التحرير الفلسطيني على التحرك وخوض المعركة المسلحة التي تدور رحاها منذ عامين بين قوات العاصفة الفدائية وقوات الاحتلال الصهيوني.
ثالثا: مناشدة الدول العربية الثورية الالتقاء في جبهة عربية مساندة للثورة الفلسطينية المسلحة.
“4 – تحرير الارادة الفلسطينية من القيود العربية المفروضة عليها.
الكفاح المسلح
“لقد استيقظ شعبنا العظيم واندفعت جماهيره في طريق الكفاح المسلح، ولا يمكن لاية قوة ايقاف مده الثوري. كما انه لن يقبل بالتصريحات المسكنة او بالقرارات المهدئة للخواطر ومن مهمة القيادة العربية الموحدة الان الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني، وتلبية مطالبه العادلة. وبكلمة مختصرة لم تعد لاجتماعاتكم من اهمية ان لم تتناول بالبحث والتنفيذ مطالب الشعب الفلسطيني الثائر.
مذكرة منظمة “فتح” لمجلس الدفاع العربي
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 673 – 674”
المزيد من الحرية
“ان المدلول العلمي للتضامن العربي هو الدعم المادي والمعنوي للثورة الفلسطينية المسلحة. ولن يتحقق شعار الثورية الا بتحقيق المزيد من الحرية للتحركات الفدائية في الأرض المحتلة، وكل ما عدا ذلك يفشل الدور الطليعي للشعب الفلسطيني ويبطل فعل الارادة العربية الواعية.
“الامن الإقليمي الذي تحاول حكومة الأردن الحفاظ عليه شعار زائف يكرس التجزئة ويجمد الطاقات الثورية لعرب فلسطين. والاستقرار الاقتصادي الذي تدعيه الأردن هو في الحقيقة انتفاخ مادي لحفنة من العملاء ورجال المخابرات، وهو انتفاخ مرضي في جسم المجتمع الأردني وينذر بانفجار شعبي.
حرب التحرير
“فلا امن ولا استقرار حقيقيين الا بالقضاء على الاحتلال الصهيوني عن طريق حرب التحرير الشعبية، حرب الجماهير على اوسع نطاق. وها نحن جنود حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) نخوض المعركة منذ عامين دون ان نلقى العون من القيادة العربية الموحدة. وبالرغم من ذلك خلقت رصاصاتنا الواعية الابعاد السياسية المطلوبة في الواقع الدولي، وتخطينا الواقع العربي الساكن وحركنا الجماهير فأصبحت درعا واقيا لكل أعمالنا الفدائية
“عاش شعبنا الفلسطيني البطل عاشت فلسطين حرة عربية. والنصر لنا .. والموت لأعدائنا. والخلود للشهداء”.