مذكرة وزارة الخارجية الأردنية إلى البعثات السياسية المعتمدة لديها حول ” مخطط تخريبي فلسطيني”

مذكرة وزارة الخارجية الأردنية إلى البعثات السياسية المعتمدة لديها حول ” مخطط تخريبي فلسطيني “
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية بيروت مع 7، ط 1، ص 381 “

مذكرة وزارة الخارجية الأردنية إلى البعثات السياسية
المعتمدة لديها حول ” مخطط تخريبي فلسطيني “.

عمان، 16 / 5 / 1971

 

( فتح، 18 / 5 / 1971 )

          تهدي وزارة خارجية المملكة الأردنية الهاشمية أطيب تحياتها إلى البعثات المعتدة لديها ، وتتشرف بابلاغها:

          أولا – تأكد للسلطات الاردنية أن حركة “فتح” قد وضعت خطة تستهدف:

          1 – القيام بعمليات اغتيال لبعض الشخصيات المسؤولة في الدولة، وستكون بداية هذه العمليات الشخصيات الفلسطينية المسؤولة في الدولة.

          2 – القيام بعمليات تخريب واسعة النطاق للمرافق العامة للدولة.

          3 – القيام بعمليات تخريب تستهدف شل الاقتصاد الاردني والحركة التجارية وخلق جو من الاضطراب والقلق والارهاب بين صفوف الشعب، لاضعاف الدولة وشل عملها تدريجيا.

          4 – القيام بعمليات مركزة ذات حجم صغير مثل مهاجمة الدوريات ضد القوات المسلحة الاردنية، لتفتيت جهود الجيش وتوزيع قواته في مختلف انحاء المملكة. وقد حدد شهر ايار ( مايو ) الحالي موعدا للبدء في تنفيذ الخطة.

          وفي سبيل ذلك فقد مهدت ” فتح ” لخطتها هذه خلال الاسبوعين الماضيين، ومن خلال اذاعاتها وصحفها واشاعاتها، بحملة تعسفية ضد المسؤولين في الدولة من مدنيين وعسكريين ملوحة باغتيالات الفلسطينيين من أصحاب المراكز واتهامهم بالخيانة، كما اعادت تنظيم اجهزتها في الاردن على هذا الأساس. كما وزعت على بيوت التنظيم السري في عمان عددا من أجهزة الاتصال اللاسلكي ووضعت شيفرا خاصة للاتصال بالقيادة لتلقي أوامر العمل بواسطة اذاعات العاصفة و ” فتح “.

          ثانيا – ان الاسباب التي دعت حركة “فتح” لوضع هذا المخطط التخريبي ترجع الى محاولة اعادة سيطرة القيادة على كوادرها، واعادة تنظيم صفوفها ضد الاردن بعد أن أصابها الاضطراب والتفسخ بسبب انعدام ثقة قواعد الحركة بالقيادة، نتيجة ما يتردد في اوساط الكوادر على التصرفات المالية المشبوهة، وعجز الحركة عن القيام بعمليات داخل الارض المحتلة، وبروز مطامح فردية وسياسية بعيدة عن هدف التحرير، مما أدى الى انسلاخ اعداد كبيرة من العناصر عن الحركة، واستشراء الخلافات بين القيادة.

          ثالثا – ولقد اقرت حركة ” فتح ” المخطط المشار إليه في الاجتماعات التي عقدتها القيادة برئاسة السيد يا سر عرفات خلال الاسبوع الماضي في درعا، بعد أن تدارست عناصر هذه الحركة المشار اليها في الفقرة 2.

          رابعا – ان الحكومة الاردنية ترغب في ان تلفت نظر حكومات الدول العربية الشقيقة الى هذا المخطط لتضعها في الصورة الجديدة التي تود حركة”فتح” أن تنزلق اليها في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها دول المواجهة، أمام تحديات العدو المستمرة والوضع الدولي العام، في وقت يجب ان تتكاتف فيه جميع الجهود لتوجه قواها نحو العدو.

          خامسا – وبهذه المناسبة، ترغب الحكومة الاردنية في أن تؤكد التزامها بمسؤولياتها نحو مواطنيها وأمنها ووحدة جبهتها الداخلية والوطنية بأنها لن تسمح لأية جهة مهما كانت بأن تجعل الكيان الاردني وأمنه واستقراره كبش فداء لمشكلاتها الخاصة أو للمطامح الشخصية لبعض قادتها، كما انها لن تتوانى في مقاومة المخطط والضرب بيد من حديد على أيدي من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار وصمود هذا البلد مهما كانت الشعارات والاطارات المفتعلة لتغطية هذا المخطط التخريبي والاجرامي.

          كما تهيب الحكومة الاردنية، حرصا منها على العمل الفدائي الاصيل، بالدول العربية الشقيقة تحذير القائمين على حركة ” فتح ” من الانزلاق في مثل هذه المخططات الرهيبة والمشبوهة لانه ليس بوسع الحكومة الاردنية سوى مواجهة الموقف باقصى الشدة.

          وبالتالي فانها تحمل قادة ” فتح ” كل المسؤوليات التي تترتب عما سيؤول إليه الامر فيما اذا اقدمت على تنفيذ مخططها ، وتغدو هذه الوزارة ممتنه للبعثات التي لو تلطفت بنقل مضمون هذه المذكرة لحكوماتها الموقرة، وتنتهز وزارة الخارجية هذه المناسبة لتعرب للبعثات الدبلوماسية العربية عن فائق تقديرها.


<1>

Scroll to Top