نداء الملك حسين إلى الشعب حول الحوادث الجارية
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 432 “
نداء الملك حسين إلى الشعب حول الحوادث الجارية.
عمان ، 10 / 6 / 1970 |
| ( الحياة، بيروت، 11 / 6 / 1970 ) |
يا أهلي ويا سندي، ايها الاخوة الشرفاء الذين نذرتم ارواحكم في سبيل مجد امتكم وقضية أرضكم وقدسكم واهلكم، هنا في هذا الجزء الصامد من أرض أمتكم وفي كل أرض عربية، اناشدكم الحرص على كل ما هو عزيز علينا جميعا، على أرواحكم وارواح اخوتكم ومواطنيكم، وقد كنتم على الدوام رمزا للبطولة والرجولة والفداء. انها فتنة لا يفيد منها الا اعداؤنا، انها فتنة تستهدف هذه القلعة العربية الصامدة من الداخل، بل وهذا السد المنيع الذي لو انهار لا قدر الله لتوسع الخطر وهدد كل أجزاء وطننا الواحد الكبير. هذا البلد موطن الفداء والمقاومة ، وهذه القوات المسلحة حملتها وحقها في اداء دورها في مقارعة العدوان والاحتلال بشرف واباء. انها لآلم فترة عشتها في حياتي.
أيها الاخوة، وإني أري العدو يعمل في صفوفنا يضرب الجيش ويضرب المقاومة الشريفة ويضرب الشعب ويزرع الاحقاد ويعمل على تفكيك الاسرة الواحدة التي عاشت ملحمة بطولة ومجد وجابهت اعتى التحديات متماسكة وقوية، اخلدوا جميعا الى الهدوء والسكينة وفوتوا على العدو وأعوانه اعوان الشيطان للنيل من كل ما بنيناه في رحلتنا الطويلة الهادفة …
ان استمرار الفتنة سيعرضكم جميعكم وأمتكم الى خطر الدمار والضياع وسيتحقق اعظم اماني الاعداء.
ان أعين العرب والمسلمين وقلوبهم وخاصة اهلنا في المحتل من ارضنا تتطلع الينا قلقة واجفة فلنكن جميعا ايها الاخوة عند حسن الظن بنا رمزا لآمال الجميع وأمانيهم. عار علينا جميعا والسلاح في ايدينا امانة واقتطعناه عن افواهنا لنحمي شرفنا وكرامتنا يستخدم في أيدي العرب ضد العرب. والدماء الزكية التي اريقت لن تضيع اذا ارتفع الجميع الى مستوى المسؤولية وتحلى الجميع بأعلى درجات ضبط النفس لنتمكن من اعادة البناء على أمتن وأسلم الاسس ولنقفل بشكل نهائي قاطع كل ثغرة يمكن ان يصل منها عدونا الى مأربه. وبوعيكم ايها الاخوة في السلاح جميعا سنتغلب بعون الله على الفتنة وسنبني من جديد. عدوكم واقف قريب منكم وكل اخوتكم وأهلكم كذلك. اما أنا فقد منحتموني طيلة حياتي من اسباب الاعتزاز بكم وفخري بانتمائي اليكم اخا لكم حياتي انتم وحياتي صمودكم ووقوفكم صفا واحدا متماسكا وستظلون لي كل حياتي حفظكم الله ورعاكم أسد القوات المسلحة ورجال الكرامة واخوتكم ورفاق مرحلتكم الشرفاء وكل من سار على دربكم الواحد وحفظ وصان وحدتنا الوطنية.
<1>