نداء لجنة انقاذ القدس إلى جميع الدول والهيئات الإسلامية في العالم حول تمادي سلطات الاحتلال الإسرائيلية في تغيير معالم المدينة التاريخية

نداء لجنة القدس إلى جميع الدول والهيئات الإسلامية في العالم حول محاولة إسرائيل في تغيير معالم المدينة.
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 147 “

نداء لجنة إنقاذ القدس إلى جميع الدول والهيئات
الإسلامية في العالم حول تمادي سلطات الاحتلال
الإسرائيلية في تغيير معالم المدينة التاريخية.

عمان

 

( الدستور، عمان، 19 / 2 / 1971 )

         لا تزال سلطات الاحتلال الصهيونية تعيث فسادا في جميع الأرض المحتلة، وتعمل جاهدة على تغيير معالم القدس والخليل، وغيرهما من الديار المقدسة، بالحفريات والمستوطنات. وقد بلغ الاستهتار حدا لا يجوز السكوت عنه أو التساهل فيه، نظرا لما ينطوي عليه من أخطار بعيدة المدى، وتحد لمشاعر المسلمين في أعز مقدساتهم في الديار الفلسطينية المقدسة، ذلك أن السلطات المحتلة قامت بتقديم مشروع قانون للكنيست- البرلمان الإسرائيلي- يقضي بأن الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس هي بناية المسجد الأقصى ومسجد الصخرة المشرفة فقط، أما الساحات والأراضي التي تقع ضمن سور الحرم فليست من المقدسات، وإنه يجوز لتلك السلطات إجراء أية حفريات أو تنظيمات في تلك الساحات والأراضي، إلخ.

         وبما أنه بتاريخ 15 / 8 / 1967 أقدم حاخام جيش الدفاع الإسرائيلي بريغادير شلومو غورين على الصلاة مع جماعة من تابعيه في ساحة المسجد الأقصى المبارك، وأعلن عن عزمه على إقامة صلوات أخرى في مكان آخر من تلك الساحة، وعلى إقامة كنيس فيها، بزعم أن الساحة ليست من المسجد الأقصى، كما ذكرته جريدة ” هآرتس” الإسرائيلية بتاريخ 16 / 8 / 1967.

         وبما أن ذلك العمل أثار مشاعر المسلمين حينئذ، وأدى إلى إصدار فتوى دينية من جميع علماء المسلمين وقضاتهم ومفتيهم في الضفة الغربية بتاريخ 17 جمادى الأول سنة 1387و22/8 سنة 1967، تضمنت أن المسجد الأقصى المبارك، الذي هو مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وموطن معراجه، هو جميع ما دار عليه السور، ويشمل عمارة المسجد الأقصى ومسجد الصخرة، كما يشمل جميع الساحات والأراضي التي هي داخل السور، كما تضمنت تلك الفتوى كذلك النصوص الدينية والتاريخية التي تدعم هذا الحق، ونظرا لصحة تلك الفتوى وسلامتها من الناحيتين الدينية والتاريخية، فقد أيدها المؤتمر الرابع لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف المنعقد في أواخر سنة 1968، كما أكد تأييدها المؤتمر الخامس للمجمع الذي عقد بتاريخ آذار ( مارس ) سنة 1970، وقد حضر المؤتمرين علماء يمثلون العالم الإسلامي.

         ويؤيد ذلك كله ما جاء في كتاب بلدانية فلسطين العربية للأب أ. س. مرمرجي الدومنكي، أحد أساتذة المعهد الكتابي والآثاري في القدس الشريف وعضو المجمع العلمي العربي في دمشق، أن الأقصى اسم لجميع المسجد مما دار عليه السور، وإن هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره من قبة الصخرة والأروقة وغيرها هي مكملة له.

         إن إقدام سلطات الاحتلال على ذلك التشريع يشكل عدوانا على أعظم مقدس إسلامي في فلسطين، ومن أعظم المساجد الإسلامية قداسة، وفي ذلك مخالفة صريحة لاتفاقية لاهاي التي تقضي بالمحافظة على المؤسسات والآثار الدينية والتاريخية، وعدم مساسها بأي ضرر- تشرين الأول ( أكتوبر ) سنة 1907، القسم الثالث، المادة 56 -.

         إن لجنة إنقاذ القدس تستصرخكم للوقوف في وجه هذه المحاولة الإجرامية وتعبئة جميع القوى والجهود، وعلى جميع المستويات، لإحباطها.


<1>

Scroll to Top