نداء من مسيحي فلسطين إلى مسيحي العالم لإنقاذ الأماكن المقدسة من الخطر الصهيوني
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج1، ص 577 – 579”
نداء من مسيحي فلسطين الى العالم المسيحي
لإنقاذ الأماكن المقدسة من الخطر الصهيوني (*)
(1936)
نحن المسيحيون العرب سكان وأهالي فلسطين الأرض المقدسة نوجه هذا النداء الى العالم المسيحي الى أتقياء المسيحيين أينما وجدوا والى كل مسيحي يؤمن بتعاليم الانجيل الطاهر لافتين انظارهم الى السياسة القائمة في البلاد المقدسة والى الاخطار التى تجرها وراءها والتى تهددنا بالجلاء عن بلادنا وتعرض الأماكن المقدسة للاحتقار والامتهان.
إن حكومة الانتداب البريطانية تنفيذا لوعد جائر ظالم أعطى من اللورد بلفور باسم الحكومة البريطانية في ظروف شاذة ولأسباب أنانية مادية اخذت تعمل لتأسيس مملكة يهودية تحت اسم وطن قومي لليهود في فلسطين فسنت القوانين الشاذة وفرضت الرسوم والضرائب الباهظة وسهلت بيع الاراضي لليهود وفتحت أبواب البلاد لجموعهم المتدفقة فأموها من جميع أطراف المعمورة جالبين معهم المبادئ الهدامة من شيوعية وفوضوية وإباحية المغايرة لكل الاديان السماوية.
حصل في هذه البلاد التعسة عدة اضطرابات ومظاهرات احتجاجا على الظلم الفادح النازل بها تخلل بعضها اعمال عنف وشدة قمعتها الحكومة بقوة السلاح ثم ظلت راكبة رأسها لا تلوى الى تشكياتنا ولا تصغى الى احتجاجاتنا التي لم تنقطع طيلة الثماني عشرة سنة الماضية. وقد نسيت نفسها انها ليست الا منتدبة من واجبها أن تخدم هذه البلاد وتثقف أهلها كي يصلوا الى ما يصبون اليه من استقلال وحرية ووضعت نفسها في مقام المأجور لليهودية العالمية فلا هم لها الا ارضاءها ولا تأتمر الا بأوامر زعمائها ولا تنفذ الا رغائبهم. والحكومة مع علمها الأكيد بالأخطار التي يستهدف لها شعبنا العربي من جراء السياسة المتبعة لم تقم للآن بعمل واحد حاسم يزيل مخاوفنا من الجلاء عن بلادنا أو يخفف من غلواء الصهيونيين وغرورهم.
نعم إنها عينت للآن عدة لجان زارت البلاد في ظروف مختلفة ودرست احوالها وقدمت تقارير نزيهة وبالرغم من ان الحكومة كانت تعد دائما بتسيير دفة السياسة في البلاد مستنيرة ومسترشدة بآراء هذه اللجان كنا نراها في كل مرة تراوغ وتتملص من وعودها وتضرب بهذه التقارير عرض الحائط. فكتاب باسفيلد الابيض الذي صدر سنة 1930 حوله المستر ماكدونلد الى اسود، ارضاء لغريزة الدكتور وايزمن واستبقاء لما يجلبه هذا الزعيم من خير على الامبراطورية ورجالها.
* فلسطين – يافا – 19/8/1936 ص3.
(تابع) نداء من مسيحي فلسطين إلى مسيحي العالم لإنقاذ الأماكن المقدسة من الخطر الصهيوني
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج ا، ص 577 – 579”
فهل يعجب العالم اذا سمع أن شعبا آمنا مسالما دخل برضاه وبدون أي تأثير خارجي في اضراب لم ير له التاريخ مثيلا. نعم ان الاضراب الحالي عام شامل كل مرافق الحياة من صناعية وتجارية ونقليات برية وبحرية يشترك فيه كل السكان العرب سكان المدن والقرى والبدو مسلمهم ومسيحيهم شيوخهم وشبابهم وأطفالهم ورجالهم ونساؤهم وتلامذة المدارس. ابتدأ هذا الاضراب/ في 19 نيسان سنة 1936 ولا يزال مستمرا ابتغينا به اظهار شعور السخط المستحوذ على نفوسنا من سياسة غاشمة تعمل على اجلائنا عن بلاد آبائنا وأجدادنا ورجونا أن يكون سببا لتثوب الحكومة المنتدبة الى رشدها. غير أنها وياللأسف اتبعت اهواءها فأمعنت في ارهاقنا وتمادت في تحدينا واستفزاز شعورنا فانقلب الاضراب السلمي الذى كنا نتوخاه الى ثورة دموية حولت البلاد المقدسة التي بشر فيها الملائكة بالسلام الى بلاد تسودها الفوضى والاضطرابات وتعمها أعمال العنف والشدة من هدم وحرق واتلاف وتقتيل نفوس بريئة. ونصدقكم القول انه لو لم نشعر بأن الخطر الداهم الذي يهدد كياننا وينذر بجلائنا عن اوطاننا قد ابتدأ ان يتحقق لما كنا أقدمنا على اضراب كهذا ولما كنا وطدنا النفس على أن تجاب طلباتنا الحقة.
أيها المسيحيون:
إننا لم نطلب من الحكومة المنتدبة الا ان تعطينا حقنا المهضوم وتعيد لنا حريتنا المسلوبة فتوقف الهجرة اليهودية وقفا تاما باتا وتشكل في البلاد حكومة نيابية اسوة باخواننا ابناء العراق وسوريا.
أيها المسيحيون:
إن احتقار وامتهان اماكنكم المقدسة قد ظهرت بوادره في السنة الماضية عندما دخل شباب اليهود وشاباتهم الى كنيسة المهد في بيت لحم محل مولد المسيح له المجد ودنسوه بأعمال مغايرة للآداب الأمر الذي أدى الى تدخل القوة لاخراجهم.
أيها المسيحيون:
إن مشروع روتنبرج قد غير مجرى نهر الاردن في بعض أقسامه وشوه جمال بحيرة طبريا الطبيعي أفلا يحق لنا أن نفسر هذا العمل بأنه محاولة لمحو أثر من الآثار التى تذكرنا بحياة السيد المسيح.
أيها المسيحيون:
إننا نرى من واجبنا أن ننبهكم الى الاخطار المحدقة ببلادنا التي تحوى مقدساتكم من مغارة المهد التي ولد فيها المسيح الى بستان الجثمانية حيث أدى صلاته الاخيرة قبل تسليمه الى الصلب من قبل اليهود الى طريق الآلام الى مكان الجلجلة حيث صلب وقبر الى كل بقعة وطأتها قدماه الطاهرتان في القدس وبيت لحم وأريحا والسامرة والناصرة وقانا الجليل وسائر مدن وقرى وبحيرات فلسطين ونتوسل اليكم أن تعملوا ما في وسعكم لمساعدتنا على حفظ هذه البلاد بيد أهلها الشرعيين خوف أن تطغى عليها الهجرة اليهودية فيؤسسون المملكة اليهودية التي طالما حلموا بها وعندها تتعرض
(تابع) نداء من مسيحي فلسطين إلى مسيحي العالم لإنقاذ الأماكن المقدسة من الخطر الصهيوني
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 577 – 579”
للاهمال والتلف كل الآثار التى تذكركم بذلك الناصرى الذي أتم كل النبوءات بارتفاعه على الصليب.
(التواقيع)
القدس – يعقوب فراج رئيس اللجنة التنفيذية العربية الارثوذكسية وعضو اللجنة العربية العليا. الدكتور توفيق كنعان نائب رئيس جمعية اتحاد الشبان المسيحية. الدكتور فوتى فريج عضو في الهيئة الارثوذكسية الوطنية. مغنم الياس مغنم سكرتير نقابة المحامين العرب وسكرتير حزب الدفاع الوطنى. عبود هزو عضو الجمعية المرقصية للسريان الارثوذكس. الدكتور حنا عطا الله دكتور طب. شكري ديب رئيس كنيسة مار يعقوت الارثوذكسية. جورج شبر مهندس معماري. الياس توما جلاد من وجوه طائفة اللاتين. بولس سعيد من وجوه البروتستانت.
يافا – سليم بركات من وجوه الطائفة المارونية. رفول عبود عضو المجلس الملى لطائفة الروم الكاثوليك ووكيل الأوقاف. وديع انطونى الخوري أحد وكلاء كنيسة القديس جاورجيوس. الفرد روك عضو اللجنة العربية العليا. عيسى العيسى نائب رئيس اللجنة التنفيذية الارثوذكسية. حنا صلاح عضو عمدة الطائفة البروتستانتية.
الرملة – جورج كته رئيس مؤتمر الشباب الارتوذكس. توفيق ناصر عضو عمدة الطائفة البروتستانية.
حيفا – فرج فرج الله سكرتير الجمعية المسيحية بحيفا.
بيت لحم – حنا ميلاد وجيه. عيسى البندك رئيس البلدية. عيسى سابا جحا عضو اللجنة التنفيذية الارثوذكسية. سليمان قنواتي رئيس الجمعية الخيرية الارثوذكسية.
بيت جالا – اندريا منصور رئيس البلدية. جورج أيوب عضو المجلس البلدي
بيت ساحور – نخله عبد الله مختار طائفة الروم. حنا جريس نائب رئيس المجلس المحلي. باسيل شوملى رئيس المجلس المحلي.