نص البيان الختامي الصادر عن اجتماع لجنة القدس حول القانون الإسرائيلية بشأن ضم مدينة القدس العربية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 634 – 636”
نص البيان الختامي الصادر عن اجتماع لجنة القدس حول القانون الصادر عن الكنيست
الاسرائيلي بشأن ضم مدينة القدس العربية.
الدار البيضاء، 18/ 8/ 1980 | (وفا، بيروت، 19/ 8/ 1980) |
تنعقد هذه الدورة الطارئة للجنة القدس برئاسة الملك الحسن الثاني، وبمشاركة المجاهد ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية استجابة لطلب منظمة التحرير الفلسطينية في هذا الظرف الخاص الذي تجتازه قضية القدس الشريف وقضية فلسطين، حيث صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلي اعمالها الارهابية ضد الشعب الفلسطيني وصعدت ممارساتها لسياسة استكمال تهويد المدينة المقدسة وسلبها، ذلك ان الكنيست الاسرائيلي اصدر قانونا اساسيا يقر بضم القدس العربية الشريفة الى الكيان الصهيوني واعلانها عاصمة ابدية لاسرائيل.
ان هذا الاجراء الجديد يقتضي بالاضافة الى تكريس القدس بشطريها كعاصمة موحدة وابدية للكيان الصهيوني اخراجها من نطاق اي بحث او امكانية اتخاذ اي قرار بالانسحاب منها، كما ينطوي على رفض اسرائيل النهائي للحلول السياسية العائدة للمشكلة الفلسطينية التي تعتبر مدينة القدس حجر الزاوية لاي حل يهدف الى الانسحاب الشامل من جميع الاراضي العربية المحتلة. كما ان هذا الاجراء الاسرائيلي يعتبر تاكيدا قاطعا على رفض اسرائيل الالتزام بالقرار الاخير لمجلس الامن رقم 476 والذي يعتبر كل الاجراءات التشريعية والادارية والاعمال الاخرى التي تشمل تغيير هويته ووضع القدس الشريف لاغية وباطلة ويطالب بالغائها على الفور.
ان هذا الاجراء الاسرائيلي الاخير يعتبر اخطر مرحلة في تصعيد العدوان الصهيوني على فلسطين العربية وعلى جميع المقدسات وعلى الشرعية الدولية كذلك، كما يعتبر تحديا
<1>
نص البيان الختامي الصادر عن اجتماع لجنة القدس حول القانون الإسرائيلي بشأن ضم مدينة القدس العربية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 634 – 636”
واستفزازا لملياري مسلم ومسيحي في جميع أنحاء العالم ولجميع الدول التي تلتزم بميثاق الأمم المتحدة، الأمر الذي يحمل هؤلاء جميعا مسؤولية مواجهة هذا التحدي بأساليب فعالة توقف العدوان وتردع المعتدي وتنصر الحق.
ان الدول العربية والإسلامية تجابه هذا التحدي الأخير بالتأكيد على التزامها بتحرير القدس العربية لتكون عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهي تعتبر هذا الالتزام واجبا وطنيا وعربيا وإسلاميا وإنسانيا يفرض على جميع الدول العربية والإسلامية والصديقة مساعدة الشعب الفلسطيني في نضاله من اجل ممارسة حقوقه في العودة إلى وطنه وتقرير مصيره واقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني.
لذلك فان الدول العربية والإسلامية في معرض ردها على الحرب الدينية العنصرية التي تشنها الصهيونية تؤكد عزمها على استمرار الجهاد من اجل تحرير القدس الشريف من الاحتلال الصهيوني لان الجهاد بما يمثله من معنى إنساني تحريري عظيم هو حق لكل من سلب وطنه واغتصب مقدساته وهو فرض لا بد من القيام به. ان الدول العربية والإسلامية، وهي تقدر مشاعر الغضب والمرارة التي تجيش في نفوس المؤمنين بسبب العدوان الصهيوني على القدس وعلى الشعب الفلسطيني، ستجابه هذا العدوان بالعمل بكل طاقاتها وإمكانياتها على ضمان استمرار النضال ومساندته إلى أبعد مدى حتى تحرر مدينة القدس، وتقوم دولة فلسطين وتنشرح صدور المؤمنين.
ان الدول العربية والإسلامية تعبر عن ثقتها التي لا تتزعزع بان لديها من الطاقات والإمكانيات ما يجعلها قادرة على مجابهة المعتدي واتخاذ الإجراءات العملية الفعالة اللازمة لذلك، وفي ضوء كل ذلك قررت لجنة القدس ما يلي:
في المجال الإسلامي:
1 – تأكيد التزام الدول الإسلامية الأعضاء بالتنفيذ الفوري بالقرارات التي اتخذت في المؤتمر الإسلامي لوزراء خارجية الدول الإسلامية الذي انعقد في عمان مؤخرا وكافة القرارات الإسلامية السابقة.
<2>
نص البيان الختامي الصادر عن اجتماع لجنة القدس حول القانون الإسرائيلي بشأن ضم مدينة القدس العربية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 634 – 636”
2 – تقديم الدعم المادي والمعنوي لمنظمة التحرير الفلسطينية لتمكنها من تصعيد كفاحها المسلح وتدعيم صمود الشعب الفلسطيني الباسل داخل فلسطين المحتلة وخارجها.
3 – دعوة الدول العربية التي تتعامل مع قرار إسرائيل بضم القدس أو تؤيده أو تشجبه أو تسهم فيه أو تساعد على تنفيذه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة البدء في تطبيق المقاطعة السياسية والاقتصادية:
أ – الدول التي لها سفارات أو ممثليات في مدينة القدس الشريف.
ب – الدول التي تنقل أو تعلن عن نقل سفاراتها أو بعثاتها إلى القدس.
جـ – الدول التي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
د – إجراء الاتصال مع دول العالم وتنبيهها إلى ان قيام المسؤولين فيها بزيارة القدس المحتلة يعتبر تشجيعا ودعما منها لقرارات إسرائيل بضم القدس الشريف وحثها على عدم القيام بتلك الزيارات.
4 – تكليف الأمين العام للاتصال بالدول الإسلامية لدعوتها للانضمام إلى نظام المقاطعة العربية ضد إسرائيل.
5 – تقديم الدعم والمساندة للشعبين اللبناني والفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة التي يشنها العدو الإسرائيلي بصفة متواصلة خاصة في جنوب لبنان والتجمعات الفلسطينية في المخيمات.
6 – إعادة التأكيد على ضرورة تعميم تكوين جمعيات وطنية في الدول الأعضاء لتعبئة الشعوب الإسلامية وتعريفها بقضية القدس وفلسطين في ضوء الأحداث الأخيرة.
7 – في مجال الاتصال بالعالم الخارجي..
تشكيل لجنة من فخامة الرئيس أحمد سيكوتوري رئيس جمهورية غينيا الشعبية الثورية وفخامة الرئيس ضياء الرحمن رئيس جمهورية بنغلاديش الشعبية للعمل إلى جانب جلالة الملك الحسن الثاني في الاتصالات التي يرى جلالته إجراءها:
<3>
نص البيان الختامي الصادر عن اجتماع لجنة القدس حول القانون الإسرائيلي بشأن ضم مدينة القدس العربية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 634 – 636”
أ – مواجهة التطورات المستجدة بالنسبة لقضية القدس الشريف.
ب – الطلب إلى الدول الأوروبية الغربية تبني الدعوة إلى انسحاب إسرائيل الفوري وغير المشروط من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما في ذلك مدينة القدس وان تعلن إدانتها للتعسف الصهيوني وان تتخذ إجراءات عملية في هذا المجال.
جـ – الطلب من الأحزاب الأوروبية والأحزاب الصديقة المشاركة في الاشتراكية الدولية طرد حزب العمل الإسرائيلي من المجموعة لموافقته على عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وعلى القرار الإسرائيلي المتعلق بضم القدس الشريف.
د – الطلب من الدول الأوروبية التي تقدم تسهيلات للمهاجرين اليهود إلى فلسطين المحتلة، التوقف عن تقديم التسهيلات لان التهجير يسهم في استيطان الأراضي الفلسطينية والعربية بما فيها القدس. كما يشجع العدوان الصهيوني على شعب فلسطين.
هـ – بذل الجهود لدى الدول الغربية واليابان وكندا وأستراليا لتوسيع الاعتراف – بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني وتقديم التسهيلات المختلفة لها على الصعيد السياسي والدبلوماسي.
و – الطلب من دول عدم الانحياز التي لها علاقات بإسرائيل ان تبادر إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية وتطبيق العقوبات الاقتصادية ضدها.
ز – إجراء اتصال مع الدول التي لديها سفارات في القدس عن طريق وفد مكلف من طرف رئاسة لجنة القدس بقصد شرح موقف الدول الإسلامية ومطالبة تلك الدول بنقل سفاراتها من القدس الشريف.
8 – العمل على استصدار قرارات دولية في الأمم المتحدة ومؤسساتها ومنظماتها وانزال العقوبات المنصوص عليها في
<4>
نص البيان الختامي الصادر عن اجتماع لجنة القدس حول القانون الإسرائيلي بشأن ضم مدينة القدس العربية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 634 – 636”
الشطر السابع من الميثاق ضد إسرائيل وذلك لاستمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية وتحديها للإرادة الدولية وقراراتها ومتابعة العمل لإقرار مشروع العقوبات المقدم من المجموعتين العربية والإسلامية لمجلس الأمن.
9 – دعوة جميع الدول على صعيد الأسرة الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في التصدي لتحدي إسرائيل للقرارات الدولية وذلك باتخاذ هذه الدول إجراءات عملية رادعة – للعدوان الإسرائيلي وداعمة للنضال الفلسطيني والعربي ولتبنيها موقفا واضحا من ضرورة انسحاب إسرائيل الفوري وغير المشروط من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
10 – تكثيف الاتصال مع حاضرة الفاتيكان وباقي العالم المسيحي لاتخاذ موقف إيجابي ضد قرار العدو الإسرائيلي بضم القدس.
11 – التأكيد على قرارات اللجنة للاستفادة من إسهام لبنان على الصعيد الدولي والمؤسسات الدينية اللبنانية في القيام بالاتصالات اللازمة للتعريف بقضية القدس وفلسطين.
12 – العمل على الاستفادة من الطاقات الهائلة التي تشكلها الجاليات العربية وخاصة اللبنانية في الولايات المتحدة وفي دول أمريكا اللاتينية لمجابهة قوة الضغط الصهيوني في هذه الدول.
13 – القيام بحملة إعلامية واسعة للتنديد بالقرار الإسرائيلي وتوضيح الحقوق العربية الإسلامية في القدس وتركيز العمل الإعلامي في هذه المرحلة على التعريف بأخطار وابعاد قرار العدو الإسرائيلي.
14 – تعميق التعريف بقضية فلسطين وقضية القدس لدى الرأي العام الأمريكي بصفة عامة، ولدى الأوساط الجامعية الأمريكية بصفة خاصة، على اعتبار أنها تشكل مركزا هاما من مراكز توجيه الرأي العام والسياسة الأمريكية.
<5>
نص البيان الختامي الصادر عن اجتماع لجنة القدس حول القانون الإسرائيلي بشأن ضم مدينة القدس العربية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 634 – 636”
15 – توصي لجنة القدس مؤتمر القمة الإسلامي القادم ان يبدأ بالتطبيق العملي لمقررات المؤتمرات الإسلامية السابقة المتعلقة بتقديم الدعم والمساندة الفورية والعاجلة لدول المواجهة العربية، ومنظمة التحرير الفلسطينية بهدف تحقيق التوازن الاستراتيجي مع العدو الإسرائيلي ولتغطية الاحتياجات الملحة التي تتطلبها المرحلة الراهنة والظروف المستجدة على الساحة العربية.
16 – توصي بتغطية ومضاعفة رأسمال صندوق القدس كي يتمكن من مواجهة الاحتياجات الضرورية والملحة بدعم صمود ونضال الشعب الفلسطيني.
17 – توصي لجنة القدس بجمع التبرعات في جميع الدول الإسلامية لصالح فلسطين وصندوق القدس.
18 – بعد ان ظهر جليا ان هدف الكيان الصهيوني هو ترسيخ احتلاله والتمادي في مخططاته التوسعية في ضوء قرار الأخير بضم القدس وجعلها عاصمة أبدية لكيانه وردا على الحرب الدينية والعنصرية التي شنتها إسرائيل على الدول العربية والإسلامية بضم القدس توصي اللجنة مؤتمر القمة الإسلامي القادم بوضع الخطط الناجحة من الجوانب الاقتصادية والسياسية والثقافية والإعلامية وغيرها للوصول مع الدول التي تدعم إسرائيل إلى إيقاف هذا الدعم وللعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية علما بان استمرار دعمها للكيان الصهيوني في ضوء هذه الحقائق ينعكس سلبيا على مصالحها في العالم الإسلامي.
19 – توصي اللجنة بعقد دورة طارئة لوزراء خارجية الدول الإسلامية خاصة بالقدس الشريف بتاريخ 18 أيلول بالمملكة المغربية.
<6>