نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية

نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 507 – 513”

نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول
الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية.

تونس 8 /3 /1986

(الرأي، عمان، 9 /3 /1986)

         درست اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وبمشاركة اللجنة المركزية لحركة فتح، الموقف السياسي الراهن من كافة جوانبه وابعاده، وتوقفت امام المستجدات والتطورات المتلاحقة التي شهدتها الساحة الفلسطينية والعربية والمنطقة، وأبرز مظاهرها الهجمة الاميريكة والإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وضد منظمة التحرير الفلسطينية، ومصادرة الإنجازات الوطنية التي حققها الشعب العربي الفلسطيني بنضاله وتضحياته.

         كما استعرضت اللجنة التنفيذية بوجه خاص تطورات الأوضاع في الأرض المحتلة، وتوقفت باعتزاز امام الموقف الشعبي الموحد والشامل والقوي الرافض والمقاوم بصلابة للاحتلال الصهيوني ومشاريعه ومؤامراته، والمتصدي بمبدئية وصلابة في معركة الدفاع عن وجوده ومصيره وحريته.

         مؤكداً التفافه الكامل حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ومؤكداً تمسكه بالثوابت الوطنية التي أقرتها المجالس الوطنية والتزمت بها القيادة الفلسطينية، كما استعرضت اللجنة التنفيذية مسار الجهود الوحدوية التي تقوم بها منظمة التحرير الفلسطينية، مع كافة الفصائل الفلسطينية ودرست أوضاع مخيماتنا في لبنان، والصمود العربي العظيم في وجه مؤامرة التهجير، والعلاقة الأخوية النضالية مع الشعب اللبناني البطل، وتصاعد المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني في الجنوب اللبناني.

         كما استعرضت اللجنة التقارير المقدمة إليها حول كافة الأنشطة السياسية التي قامت بها المنظمة ورئيسها في المجالات الفلسطينية والعربية والدولية/ وعلى الصعيد العربي تابعت اللجنة التنفيذية باهتمام بالغ تطورات ومجريات الحرب العراقية الإيرانية على ضوء الهجوم الإيراني الاخير الذي شنته القوات الإيرانية ضد أراضي

<1>

نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 507 – 513”

العراق الشقيق، وصمود جيش العراق البطل، وتصديه الشجاع للهجوم الأخير دفاعاً عن التراب العربي، ونظرت بارتياح كبير للنتائج الحاسمة التي سجلها هذا الصمود على صعيد حماية الاراضي العراقية العربية، بما يحمله ذلك من انعكاسات ايجابية على صعيد المنطقة بأسرها ولما يوفره من فرص موضوعية لانهاء الحرب وحل  المشكلة بالوسائل السلمية بما يضمن مصلحة الشعبين العراقي والايراني والامتين العربية والاسلامية والقضية الفلسطينية. وبعد ان استعرضت القيادة نتائج المباحثات الفلسطينية الاردنية والاوضاع المستجدة في المنطقة توقفت امام الخطاب الذي وجهه جلالة الملك الحسين في التاسع عشر من شباط عام 1986 لما تضمنه هذا الخطاب من اراء وترى القيادة الفلسطينية انه من الضروري ايضاح الحقائق لشعبنا وامتنا وذلك حرصاً من المنظمة على اظهار حقيقة موقفها ولازالة جوانب اللبس والغموض حول العديد من الموضوعات المطروحة.

         ان منظمة التحرير الفلسطينية تؤكد على ما يلي:

أولاً: ان منظمة التحرير الفلسطينية لا ترى في هذا الوقت وهذا المجال ضرورة للعودة الى الملابسات التي اعترضت تمثيل الشعب الفلسطيني في المرحلة التي سبقت قيام منظمة التحرير الفلسطينية بتحمل هذه المسؤولية الوطنية انما لا بد في هذا الصدد من التأكيد على القاعدة الاساسية لحق الشعب الفلسطيني في اختيار ممثليه ولا يحق لاحد ان يطرح هذه المسألة للجدل او النقاش ولقد جاء تحمل منظمة التحرير الفلسطينية لهذه المسؤولية الوطنية بكامل صورتها  القومية والراسخة عبر التلاحم بين المقاومة الفلسطينية المسلحة والاطار السياسي التنظيمي للشعب الفلسطيني في اطار منظمة التحرير الفلسطينية، واصبحت نتيجة لذلك وبفضل نضال الشعب الفلسطيني الباسل وتضحياته الغالية تشكل التجسيد الحي لمقاومته للاحتلال وللنضال في سبيل تحقيق الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، الذي انتزع هذا التمثيل على الساحتين العربية والدولية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.

         وجاءت قمة الرباط عام 1974 لتكرس هذا الواقع النضالي ثم تأكد ذلك في قرارات الأمم المتحدة بكل مؤسساتها وفي قرارات دول عدم  الانحياز، والدول الافريقية، والآسيوية، والاسلامية والدول الاشتراكية،

<2>

نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 507 – 513”

والدول الصديقة التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني. ومنذ البداية لم يكن هذا التمثيل ليصبح واقعاً سياسياً معترفاً به لولا ان المنظمة كانت تجسيداً للشخصية الوطنية الفلسطينية بكل ابعادها وصورها، وتعبيراً عن الطموحات الوطنية الفلسطينية، ولان الشعب الفلسطيني بمجموعه قد أكد على الدوام وبكافة الأساليب على ان المنظمة هي الهوية الوطنية النضالية لكل فرد فيه، وهذه الحقيقة لم تتعارض يوماً ولن تتعارض مع البعد عن الإطار القومي للشعب الفلسطيني وقضيته ونضاله ومصيره.

ثانياً: ان نضال الشعب الفلسطيني الذي تقوده منظمة التحرير هو إنجاز كل أبناء الشعب الفلسطيني داخل وخارج أرضنا الفلسطينية المحتلة ولا بد ان نذكر هنا ان العدو الصهيوني لم يكن ليبعث بجنده إلى لبنان لضرب قواعد منظمة التحرير أو بطائراته عبر المتوسط لضرب المنظمة في تونس لو أنه لم يعرف ان مصدر الخطر عليه هنا، كما هو هناك في كل مكان تتواجد فيه منظمة التحرير الفلسطينية وشعبها المناضل.

         وكما ان نضال الشعب الفلسطيني وإنجازاته كل لا يتجزأ فانها ايضاً لا تقبل الإحالة الى الغير، وهذا يعني بالطبع ان شعبنا الفلسطيني ليقدر حق التقدير وبكل العرفان كل المساهمات العربية والصديقة في دعم نضاله العادل لإنجاز أهدافه الوطنية الثابتة.

ثالثاً: ان محاولة الفصل بين المنظمة والشعب أو بين المنظمة وقياداتها ومؤسساتها انما يشكل محاولة عديمة الجدوى امام شعب عظيم كشعبنا الفلسطيني تمرس في مواجهة التحديات والمؤامرات، وأكد بوعي وطني عميق التزامه بمنظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها ومفشلا بذلك كافة المحاولات التي بذلت لخلق قيادات بديلة لقيادته الشرعية، وان شعبنا بذلك يذكر بالتجربة الجزائرية التي تمكن فيها شعب الجزائر المناضل من افشال مؤامرة عزله عن جبهة التحرير الجزائرية في اوج النضال الوطني الشامل في مواجهة الاستعمار الفرنسي فكما رفع شعب الجزائر الشقيق شعار الشعب هو جبهة التحرير، وجبهة التحرير هي الشعب، فان الشعب الفلسطيني يرفع اليوم ذات الشعار: الشعب هو المنظمة والمنظمة هي الشعب،

         هذا هو التجسيد الابلغ والاعمق لعلاقة الشعب بقضيته وحقوقه وقيادته وقراره الوطني الفلسطيني المستقل، تلك العلاقة المنبثقة من الالتزام والترابط العضوي بين

<3>

نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 507 – 513”

تحرير الارض والانسان والذي على دربه العظيم امتزج دم القادة الشهداء في مختلف المواقع والمعارك مع دم المناضلين والمناضلات من ابناء هذا الشعب المعطاء العظيم في مسيرته، بقيادته وكوادره وقواعده، مسيرة عمدتها افواج الشهداء وشلالات الدم على درب التحرير والنصر والعودة.

رابعاً: ان وحدة النضال للشعب الفلسطيني هي الصورة لوحدة الشعب ووحدة القضية ومن حيث الاساس والمبدأ فلا يحق لاحد ان يجزئ شعبنا الفلسطيني الى خارج وداخل أو إلى أرض وشعب أو إلى شعب ومنظمة أو إلى منظمة وقيادة أو إلى أي تصنيف اخر فالقضية الفلسطينية هي قضية الشعب الفلسطيني كله وهي قضيته الوطنية وحقوقه السياسية كما انها قضية علاقة الشعب بالوطن والانسان بالارض سواء كان الفلسطيني في وطنه وعلى أرضه او كان مبعداً عن وطنه وارضه ان اي تجزئة للشعب الفلسطيني او تفريق في قضيته انما يعني تلقائياً الدخول في فكرة الوطن البديل او الاوطان البديلة وهي فكرة تحمل في آن معاً خطراً على القضية الفلسطينية وشعبها خطراً على اراضي وشعوب الاوطان البديلة المطروحة والمقترحة ويعرف اخوتنا في الاردن بأن الخطر الكامن في هذه المؤامرة يتهددهم بقدر ما يتهددنا ويهم منظمة التحرير الفلسطينية ان تلاحظ في هذا المجال بأن فكرة تجزئة الشعب الفلسطيني وقضيته قد كانت منذ البداية فكرة صهيونية طرحها العدو منذ بداية التهجير اليهودي لفلسطين وحتى مؤامرة كامب ديفيد بشقها الفلسطيني كما ان فكرة الوطن البديل هي بدورها فكرة صهيونية قديمة يعاود القادة الصهاينة طرحها وكذلك فان فكرة القيادة البديلة لجزء من الشعب الفلسطيني خصوصاً في الضفة والقطاع هي ايضاً فكرة صهيونية سبقت روابط القرى ولسوف تطرح بعدها وهي ما زالت دعو صهيونية ومشروعاً صهيونياً وقد رفض شعبنا بل وناضل بكل اصراره وقدم تضحيات عالية في سبيل القضاء على مؤامرات التوطين والاوطان البديلة وشواهد التاريخ على ذلك حية وحاسمة وقائمة ما تزال ماثلة امام الجميع حيث تمكن شعبنا من افشال مؤامرة التوطين في سيناء والاردن والجزيرة السورية والجنوب اللبناني وها هو يرفض بنفس الاصرار والعزيمة مؤامرة الوطن البديل مجدداً في الاردن الشقيق رافعاً شعاره الخالد (فلسطين هي وطن الفلسطينيين ولا وطن سواه وهي ارض العرب).

          من هذه المنطلقات التي تعتبر بالغة الاهمية وبالغة

<4>

نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 507 – 513”

الحساسية بالنسبة للشعب الفلسطيني يهم منظمة التحرير الفلسطينية ان توضح موقفها بشأن الموضوعات الاخرى المطروحة حول العلاقة الفلسطينية / الاردنية في اسسها ومسارها الراهن والتحرك الاردني/ الفلسطيني المشترك، والموقف من القرارين 242 و 338 ومن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني في اطار السعي الى تسوية  عادلة شاملة.

          أولاً: تنطلق منظمة التحرير الفلسطينية من ايمانها بالعلاقة المميزة بين الشعبين الفلسطيني والاردني بكل ما في هذا التعبير من دقة ولذا كان حرص المنظمة على تجاوز اي سلبيات في علاقاتها مع الاردن وان المسار الحالي للعلاقات الفلسطينية – الاردنية قد تجدد في النصف الثاني من السبعينات بزيارة الاخ ابو عمار والعقيد معمر القذافي للاردن مروراً باللجنة المشتركة المنبثقة عن مؤتمر قمة بغداد واللقاءات المستمرة بين الجانبين.

          وقد كانت منظمة التحرير الفلسطينية هي المبادرة الى ذلك وكان دافعها الى هذه المبادرة يتمثل في رؤية جذرية للعلاقة المصيرية والمتميزة بين الاردن وفلسطين، فارادت المنظمة ان تكرس هذه الرؤية بالعمل على وصول الى اطار جديد يعطي للعلاقة مضمونها الواقعي وايجابياتها الضرورية في مواجهة التحديات ولرسم خطوات العمل المشترك كذلك كان دافعها ظهور نغمة صهيونية تدعو جهاراً الى حل القضية الفلسطينية شرق نهر الاردن وهي الدعوة للوطن البديل.

          ومن ناحية اخرى ظهور نغمة ثانية بأن حل القضية الفلسطينية يجب ان يتم غرب النهر وفق صيغ اسرائيلية تتم على حساب الشعب الفلسطيني وجددت تعبيرها بمؤامرات ومحاولات فرض الحكم الذاتي الاداري وقد رأت المنظمة ان في الدعوتين كلتيهما خطراً على فلسطين وعلى الارض في آن معاً، وان الحل الصحيح يأتي من تضافر الجهود الفلسطينية – الاردنية ضمن علاقة متوازنة تستطيع ان تؤسس نواة تحرك عربي موحد وفعال.

          وفي الحقيقة شكلت هذه المرحلة التأسيسية التي بادرت اليها منظمة التحرير الفلسطينية، وبما كان فيها من اتصالات ومباحثات وحوارات واتفاقات، الارضية لكل تطورات العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الاردنية فيما بعد.

          وقد كان التصور الذي تبناه المجلس الوطني الفلسطيني في دورته السادسة عشرة عام 1983، واكدته الدورة

<5>

نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 507- 513”

السابعة عشرة، عن هذه العلاقة المميزة واطارها المستقبلي الكونفدرالي مبنياً على تلك المبادرة الفلسطينية، الجادة، كما ان الاطار السياسي لهذه العلاقة استند الى قرارات القمم العرية ابتداء من قمة الرباط 1974.

          ثانياً: من هذه المرحلة التأسيسية انطلقت العلاقة الفلسطينية في فترة ما بعد الغزو الصهيوني للبنان عام 1982.

          ويذكر الجميع ان تلك المرحلة شهدت ظهور مشروع ريغان الذي رفضته منظمة التحرير وفي تلك المرحلة ايضا ظهر تحول استراتيجي ايجابي على الصعيد العربي تبلور في مشروع السلام العربي الذي أقرته قمة فاس وقدمت من خلال تصوراً عربياً شاملاً لمسألة السلام العادل، ولقد رأت منظمة التحرير في هذا المشروع بعداً سياسياً هاماً خاصة وانه حظى بتأييد عربي واسع وقد كان توجه منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك مركزاً على أهمية التوصل مع  الاردن الى علاقة على اساس المصير المشترك توثيق باتفاق المبادئ برسم صيغة التحرك المشترك المستندة الى المشروع العربي للسلام خاصة بعد تعطل عمل اللجنة السباعية العربية التي كان قد انيط به التحرك لتنفيذ قرارات قمة فاس غير ان تباين المواقف بين الحكومة الاردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية حول مشروع ريغان الذي كان يلقي تجاوباً من الحكومة الاردنية أوجد اختلافاً على هدف السعي المشترك وانتهت تلك المرحلة دون اتفاق.

          ثالثاً: وفي أواخر عام 1984 وأوائل عام 1985 بدأت مرحلة جديدة استهلت بمبادرة الملك حسين بالموافقة على عقد المجلس الوطني الفلسطيني في عمان.

          وقد توقفت نتائج المباحثات والحوارات التي جرت بين الجانبين في حينها باتفاق 11 شباط 1985 والذي سمي بمشروع العمل المشترك الاردني – الفلسطيني.

          وعلى أساس هذا الاتفاق وفي حدود نصوص بنوده تم وضع خطة تحرك سياسي مشترك على الصعيد الدولي، من أجل توفير ظروف ملائمة لعقد المؤتمر الدولي للسلام وفق التصور الفلسطيني والعربي لصيغة وصلاحيات هذا المؤتمر وقد وعد الطرف الاردني من جانبه بأن يبذل مع اشقائه العرب جهوداً لدى الولايات المتحدة الامريكية لحملها على القبول بصيغة الحل الدولي الشامل والعادل ومع فهم المنظمة لحقائق الموقف الامريكي وتعنته تجاهها وتجاه الحقوق الوطنية الفلسطينية الا انها كانت ترى أن ذلك لا يتعارض مع أن يبذل الاردن جهوداً في محاولة التأثير على

<6>

نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 507- 513”

الموقف الامريكي.

          ولقد قام الاردن من جانبه بمحاولات في هذا الاتجاه استغرقت عدة أشهر. وكانت نتيجتها وحسب ما أبلغ الاردن المنظمة بها هي استمرار الموقف الامريكي في رفض الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ورفض الاعتراف بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني بما فيها حق تقرير المصير واصرار الولايات المتحدة على اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية المسبق بالقرارين 242 و 338 وحق اسرائيل في الوجود وضمن حدود آمنة ومعترف بها. وعلى اعلان المنظمة عن وقف الكفاح المسلح مقابل موافقة الولايات المتحدة على قبول اشتراك المنظمة في المؤتمر الدولي ضمن وفد مشترك.

          كما تركت الولايات المتحدة الباب مفتوحاً لحق اسرائيل في رفض ما لا تراه مناسباً أو ما يتعارض مع مصالحها.

          رابعاً: لقد كررت المنظمة موقفها المعلن منذ البداية تجاه قرار 242 لأنه يتجاهل جوهر القضية الفلسطينية سواء على صعيد الارض والشعب أو الحقوق أو التمثيل.

          وأوضحت بأنها إذ قبلت بالقرار دون اقترانه بحق تقرير المصير كأساس لمؤتمر دولي للوصول الى تسوية في الشرق الاوسط فإنها تكون قد قبلت بالغاء القضية الفلسطينية من جدول أعمال المؤتمر الذي سيتحول لمناقشة الموضوعات الحدودية فقط. كما أن هذا القرار الذي يتعامل مع القضية الفلسطينية على أنها قضية لاجئين جرى تفسيره في بيان فانس / ديان في اكتوبر 1977 على أن المقصود في ذلك اللاجئون العرب واليهود.

          ان المطلوب كما بينت منظمة التحرير الفلسطينية وفق الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة والقرارات العربية ووفق الاتفاق الاردني / الفلسطيني هو حل القضية الفلسطينية من جميع جوانبها وهذا الحل لن يتوفر الا بضمان ممارسة حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني مثله في ذلك كمثل شعوب الارض ضماناً واضحاً وصريحاً.

          ان حق تقرير المصير الذي هو حق مقدس كفلته المواثيق الدولية، وفي مقدمتها ميثاق الامم المتحدة وأيدته كحق للشعب الفلسطيني جميع القرارات والبيانات الصادرة عن الأمم المتحدة والقمم العربية والاسلامية ودول عدم الانحياز والدول الافريقية والدول الاشتراكية.

          كما أعلنت تأييدها له مجموعة الدول الاوروبية في بيان البندقية سنة 1980 وأيدته أيضاً جميع المراجع الدينية

<7>

نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 507 – 513”

المسيحية العليا وكذلك البرلمان الاوروبي وبيانات حلف وارسو.

          وانطلاقاً من ذلك فإن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وممارسته ليس مجرد مسألة داخلية وثنائية بين الاردن والمنظمة بل هو حق طبيعي ثابت ومقدس يتحقق ويترسخ بالتضحيات الجسام التي يقدمها شعبنا ويترسخ بالتأييد العربي والدولي له.

          ان تشبث الشعب الفلسطيني وقيادته بحق تقرير المصير لا يقف عند مجرد اقرار هذا الحق بل في ممارسته على الأرض المحررة من الاحتلال.

          ان العدو الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة الامريكية هو الذي يمنع الشعب الفلسطيني من ممارسة هذا الحق وليس الاردن.

          وان أي اختيار فلسطيني لشكل العلاقة بين الدولة الفلسطينية التي تنبثق عن التحرير والاردن أو أي قطر عربي آخر انما تصبح حقيقة واقعة عند ممارسة حق تقرير المصير على الارض بعد اجلاء الاحتلال عنها ولذلك فإن منظمة التحرير الفلسطينية تصر على أن يكون حق تقرير المصير هو احد المبادئ الرئيسية التي يعقد على أساسها المؤتمر الدولي فلا يكون عرضه للتجاهل أو الالغاء أو المساومة وهذا الأساس الذي تصر منظمة التحرير الفلسطينية عليه هو وحده الذي يضمن تسوية عادلة وشاملة لا تحمل في طياتها ظلماً وغبنا للشعب الفلسطيني في الشتات وتحت الاحتلال.

          خامساً: ان منظمة التحرير الفلسطينية ترفض الفهم الامريكي للمؤتمر الدولي الذي يتعارض مع الفهم الفلسطيني والعربي ففيما يتعلق بصيغته والصلاحيات المعطاة له فلقد ظل الموقف الاميركي مقتصراً على اعتباره مجرد مظلة دولية لمفاوضات مباشرة بين الأطراف المعنية الأمر الذي رفضته وترفضه منظمة التحرير الفلسطينية بينما يؤكد موقف المنظمة على ضرورة التمسك بالصيغة والصلاحيات التي أقرتها قمة الدار البيضاء للمؤتمر الدولي.

          سادساً: ان المنظمة ترى ان الموقف الامريكي في جملته قد هدف الى تجاوز النقط الاساسية التي تحرص منظمة التحرير الفلسطينية “وحرص الاردن كما قال ” على تثبيتها من أجل الوصول الى تسوية عادلة ودائمة بالتحديد فقد عملت واشنطن على تجاوز التمثيل الفلسطيني عبر منظمة التحرير الفلسطينية ورفض

<8>

نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 507 – 513”

الاعتراف بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق تقرير المصير والامتناع عن توفير الضمانة الدولية لعدالة وديمومة أي تسوية يمكن الوصول اليها، إن أي قراءة متأنية لمضمون خطاب الملك حسين تثبت ان الولايات المتحدة قد أرادت ايهام الشعب الفلسطيني بوجود فرصة للسلام مقابل استجابة منظمة التحرير الفلسطينية لطلبها بتقديم تنازلات جذرية وقد كان هذا هو موضوع الخلاف وهو خلاف مع الولايات المتحدة بالأساس وعليه كان تركيز منظمة التحرير الفلسطينية وكانت خطتها ان المزيد من الصمود في وجه المراوغة الاميركية والضغط الاميركي هو الطريق الصحيح للوصول الى الضمانات المطلوبة لتحقيق شروط ايجابية للتسوية وبالتأكيد فإن هذه الشروط الايجابية لم تكن قد توفرت وتبدي منظمة التحرير الفلسطينية أسفها البالغ لأن كلمة الملك حسين التي ركزت في توجيه اللوم على المنظمة حملت بالمقابل تبرئة للموقف الامركي فبدل ان يوجه اللوم للموقف الاميركي على افشاله للتحرك فقد تم تحميل منظمة التحرير الفلسطينية المسؤولية وهو تكرار للموقف الذي أعلن من قبل فيما يتعلق بزيارة الوفد المشترك لبريطانيا وفي الحقيقة لا ترى منظمة التحرير الفلسطينية أي داع للدفاع عن نفسها في هذا المجال إلاّ أنه من المفيد في هذا الصدد ان يشار الى ما أوضحه الخطاب عن فشل كل المشاركات والمبادرات التي سار فيها الاردن سابقاً ولم تكن المنظمة طرفا فيه ابتداء من قبول الاردن لقرار 242 في شهر نوفمبر عام 1967 الى مبادرة روجرز الى مؤتمر جنيف وفصل القوات الى مشروع ريغان ففي جميع هذه الحالات وغيرها كان سبب الفشل هو انعدام المصداقية الاميركية وانحياز واشنطن الدائم الى جانب العدو الصهيوني.

سابعاً: ان ما أثير حول المنهج والمصداقية لمنظمة التحرير الفلسطينية من ادعاء بموافقتها على القرارين 242 و 338 في اغسطس / آب عام 1985 يقتضي الاشارة الى أن قرارات القمة العربية الاستثنائية في الدار البيضاء التي انعقدت في نفس الفترة قد أكدت على ضرورة الالتزام بقرارات قمة فاس واعتبارها أساس التحرك العربي والفلسطيني الاردني المشترك كما أكدت على الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وهذا ما يتناقض مع هذا الادعاء الذي يختلف جذريا عن القرارات التي التزمنا بها جميعاً في الدار البيضاء والتي اشارت الجهود الفلسطينية الاردنية التي تمت عبر الاتفاق الاردني الفلسطيني في 11/2/1985 على اساس

<9>

نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 507 – 513”

ان يكون هذا التحرك على ارضية قمة فاس في اطار السعي لعقد مؤتمر دولي فعال بمشاركة الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الامريكية وبقية الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن مع الاطراف المعنية بالصراع في المنطقة بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية من اجل الوصول الى حل عادل ودائم وشامل للنزاع في الشرق الاوسط وللقضية الفلسطينية.

          وكان من المفروض حسب الاتفاق في هذه الفترة بعد مؤتمر الدار البيضاء ان يتم لقاء وفد اردني فلسطيني مشترك مع ميرفي وتم الاتفاق مع الحكومة الاردنية على وضع برنامج متكامل يتضمن الاعتراف الامريكي بالمنظمة وبحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية المشروعة بما في ذلك حقه في تقرير المصير والضمانات السياسية الاخرى للمنظمة ولعقد المؤتمر الدولي في مقابل قبول المنظمة للقرارات الدولية بما فيها 242 و 338 الا انه كما هو معروف للجميع فان لقاء الوفد المشترك مع ميرفي لم يتم لان الولايات المتحدة قد تراجعت عن وعودها للاردن، فكيف تطالب منظمة التحرير الفلسطينية وحدها بالاعتراف بالقرارين 242 و 338 بينما تمتنع الولايات المتحدة الامريكية عن الاعتراف بالمقابل بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبتقديم الضمانات السياسية للمنظمة وهي التي كانت محور المباحثات مع الاردن حول ترتيب لقاء الوفد المشترك مع المبعوث الامريكي وكيف تحمل المنظمة مسؤولية التراجع وهي التي ما قبلت ابداً بالقرار 242 دون اقترانه بقرارات الامم المتحدة كلها وبحق تقرير المصير ابتداء بما اتفقت عليه مع الاردن في 11 شباط وانتهاء بموقفها الراهن والثابت من هذه القضية.

          ان مسؤولية الفشل تقع دون شك على تراجع الولايات المتحدة الامريكية ومصداقية امريكا هي التي كانت دائماً موضع شك.

          لقد صدقت المنظمة ما وعدت به شعبها الفلسطيني وأمتها العربية فهي لم تتراجع أبداً عن النضال من أجل حقوق الشعب الفلسطيني ولم تضن بأية تضحية من أجل الاستمرار بالكفاح المسلح وفي البحث عن كل طريق سياسي يمكن ان يوصل للحل العادل والدائم وبذلك فإن المعيار الحقيقي لمصداقيتها هو التزامها الثابت بحقوق شعبها والنضال من أجلها.

          ثامناً: ان ما يقال في ميكانيكية الحل بأن المنظمة لا تراعي الأولويات الصحيحة أو استعادة الارض فإن

<10>

نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 507 – 513”

المنظمة تعتبر هدفها الأول والأخير هو تحقيق الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وان استعادة الارض ليس مجرد خيار تكتيكي خاضع لأولويات حسابية. وانما هو هدف وطني تتحمل منظمة التحرير الفلسطينية مسؤولية تحقيقه جنباً الى جنب مع شعبها وأمتها العربية وتعمل على حشد كافة الطاقات الفلسطينية والعربية والدولية لانجازها ولقد قدر للشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية ان تتحمل ارثاً كبيراً ومتراكماً كان غيرها مسؤولاً عنه حين ضاعت الارض.

          ولا تألوا المنظمة جهداً في اشراك الاشقاء والعمل معهم لاستعادة الارض والمقدسات.

          وإذا كان هناك من يحتاج الى قرائن نضالية على ذلك فإن صفحات النضال الوطني الفلسطيني المكتوبة بدماء الشهداء الفلسطنيين والعرب تؤكد الدليل الحاسم على أن الأرض هي الاساس وأنها وان ضيعت بأقل الأثمان فإن شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية على استعداد لتحريرها بأغلى ثمن عبر قوافل الشهداء.

          تاسعاً: وعندما يكون الحديث عن معاناة أبناء الشعب تحت الاحتلال ويكون طرح مسألة رفع المعاناة في سياق القبول بالأمر الواقع وضغط عامل الزمن وما يوصف باستغلال الفرص السانحة فإن منظمة التحرير يهمها هنا أن توضح أموراً يفترض انها في غاية الوضوح.

          أولها: أن معاناة الشعب الفلسطيني يجب أن ينظر اليها بعمق وشمولية وموضوعية، فهي معاناة يتحد فيها الفلسطينيون داخل الأرض المحتلة وخارجها فمن هم تحت الاحتلال يعانون من سطوة القمع والقهر والاستيطان والمصادرة وسلب الهوية الوطنية ومن هم خارج الاحتلال يعانون الام التشرد والملاحقة والحصار ان منظمة التحرير لا تقبل ولا يجوز لأي أحد أن يقبل بتجزئه معاناة الشعب الفلسطيني والتعامل مع هذه المعاناة بعيداً عن جوهرها وأساسها وهو الاغتصاب الصهيوني للوطن الفلسطيني وما نجم عنه من نتائج متداخلة ومتفاقمة على كافة الصعد والمستويات ومن هذا المنظور فإن المنظمة ومعها الشعب الفلسطيني كله والامة العربية جميعها يدركون أن رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني تكون باحقاق الحقوق الوطنية الثابتة له وفي صلبها حق تقرير المصير وبغير ذلك فإن ما يطرح لن يكون أكثر من حلول تخديرية مجتزأة تفاقم المعاناة وتضاعفها وتعمقها وتعطي للمسؤولين عنها شرعية التمادي بفرضها تحت أشكال جديدة وعناوين متعددة تكون في نهاية المطاف على حساب الشعب الفلسطيني

<11>

نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 507 – 513”

ووحدته ومصيره وأرضه ومقدساته ومستقبله.

          عاشراً: وعندما يتم الايحاء بأن التسوية جاهزة وان الفرصة سانحة وان كل تعقيدات الازمة قد حلت ولم يبق سوى موقف منظمة التحرير فان وجهة نظرنا ووفق ما لدينا من معلومات بما فيها المواقف الامريكية والصهيونية ترى في ذلك نوعاً من مصادرة الحقائق وتبسيط الامور على نحو يبتعد كثيراً عن المنطق السياسي والحسابات الدقيقة والصحيحة لمجمل الاوضاع المعقدة في ازمة الشرق الاوسط، فالولايات المتحدة ورغم كل محاولات البعض اظهار ما يوصف بالتطور الايجابي في موقفها لا تزال تصر على منح اسرائيل حق الاعتراض على كل ما لا يلائمها من افكار السلام ومشاريعه وما تزال تصر على انها في غير وارد الضغط على اسرائيل لقبول حلول متوازنة حتى في حدودها الدنيا بل انها بالمقابل تركز ضغطها على الطرف الفلسطيني والاردني والعربي للانصياع للشروط الاسرائيلية القائمة على حسابات القوة وغطرستها ثم ان منظمة التحرير يهمها ان توضح بأن مسألة السلام في الشرق الاوسط لا يمكن منطقياً وعملياً ان تكون خاضعة لفرص عابرة او لمجرد ايحاءات غامضة لا تستند الى اسس واضحة وراسخة خاصة وان التجارب المتكررة مع الولايات المتحدة ومن خلال الوقائع الملموسة وحتى من خلال الخطاب الذي القاه الملك حسين كانت دائماً تصل الى طريق مسدود وان تراجع الولايات المتحدة عن وعودها صار سمة مميزة للموقف الامريكي ومن هنا فان اصرار منظمة التحرير الفلسطينية على توفير الاسس الراسخة للحل العادل لا يعني تشنجاً او تشدداً عشوائياً بل انه في جوهره وغايته يؤكد حرصاً مسؤولا على بلورة سلام حقيقي عادل تضمن فيه حقوق الشعب الفلسطيني بعيداً عن التقلبات والمناورات والمؤامرات ومن هذا المنطلق فقد قدمت منظمة التحرير الفلسطينية اثناء المباحثات الاخيرة في عمان ثلاث صيغ لدفع عجلة المباحثات باتجاه ايجابي لاحلال السلام العادل والشامل والدائم للقضية الفلسطينية والنزاع في الشرق الاوسط الا ان هذه الصيغ رفضت جميعها من قبل الادارة الامريكية كما ابلغنا الاردن.

          ان منظمة التحرير الفلسطينية ومن موقفها الوطني والقومي واستناداً الى قرارات المجالس الوطنية والثوابت الفلسطينية تؤكد بمبدئية راسخة حرصها على تحقيق مسار ايجابي للعلاقة الاردنية الفلسطينية انطلاقا من كون هذه العلاقة بخلفياتها وآفاقها وتميزها يجب ان تظل بمنأى عن التقلبات والمتغيرات العارضة بحيث تلتزم أولاً وأخيراً

<12>

 

نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 507 – 513”

بمصلحة الشعبين الفلسطيني والاردني في مواجهة الضغوط والمؤامرات التي تستهدفهما معاً ومن هنا تأتي نظرتنا لهذه العلاقة الاستراتيجية المصيرية التي تربط بين الشعبين.

          ان فهم منظمة التحرير الفلسطينية لهذه الحقيقة وعلى قاعدتها انطلقت توجهات المنظمة في مجمل علاقاتها مع الاردن، ومع باقي الاطراف العربية وغير العربية وعلى اساسه تتخذ المنظمة مواقفها وسياساتها تجاه كافة الشؤون المتعلقة بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

          وان كثيراً من اشكال المعاناة التي تعرضت لها منظمة التحرير كان بسبب تمسكها باستقلالية قرارها الوطني على ارضية الالتزام القومي حيث رفضت سابقاً كما ترفض اليوم كل محاولة للنيل من هذه الاستقلالية بهدف القفز على حقوقنا الوطنية.

          ان منظمة التحرير وعلى ضوء ما تقدم تؤكد ما يلي:

          1 – انها ومن موقع المسؤولية الوطنية والقومية تواصل كفاحها الصعب والعنيد وبكافة اشكاله وفي الصميم منها الكفاح المسلح لتحقيق الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني بما فيه حقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس كأساس راسخ للسلام الدائم والعادل في منطقتنا.

          2 – ان منظمة التحرير الفلسطينية وهي تعتز بصلابة الموقف الشعبي الراسخ داخل الارض المحتلة وخارجها الذي يعبر بكل قوة عن تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية والتفافه الكامل حول منظمة التحرير الفلسطينية تعاهد جماهير الشعب الفلسطيني والامة العربية على مواصلة النضال فوق كل ساحاته ولن يعيقها عن مواصلة حمل الامانة الوطنية ذلك التآمر الامريكي الصهيوني وبما يمتلك من قوى ووسائل ضغط وان موقف منظمة التحرير هو في جوهره واساسه وقوته مستمد من موقف الجماهير الفلسطينية وصمودها العظيم واصرارها الواعي على مواصلة الكفاح دون كلل او تردد حتى بلوغ الهدف الوطني العادل.

          3 – ان منظمة التحرير الفلسطينية ومعها كل جماهير الشعب الفلسطيني داخل الارض المحتلة وخارجها تدعو الامة العربية الى النهوض بمسؤوليتها الوطنية والقومية ازاء القضية المركزية.. قضية فلسطين.. بما يعنيه ذلك من

<13>

نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية
المصدر: “يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 507 – 513”

توفير كافة اشكال الدعم المادي والمعنوي لكفاح الشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية التي هي التزام عربي.

          4 – ان منظمة التحرير الفلسطينية وهي تواصل كفاحها الوطني على كافة المستويات تعتز بتحالفاتها الراسخة مع معسكر الاصدقاء المتجسد في مواقف الدعم والتأييد والالتزام التي تمثلها التجمعات الدولية على صعيد الدول الاشتراكية وفي مقدمتها الاتحاد السوفياتي، وعلى صعيد دول عدم الانحياز والدول الاسلامية والافريقية وتدرك ايضاً اهمية التطورات الايجابية الظاهرة في مواقف العديد من الدول الاوروبية. ولهذا فإن المنظمة ستواصل العمل بكل دأب على ترسيخ هذه التحالفات وتطوير آفاقها ومردودها الايجابي على صعيد حقوقنا وكفاحنا الوطني وان منظمة التحرير وهي تعتز وتثق بالوحدة الوطنية الراسخة التي يجسدها شعبنا العظيم في كل اماكن تواجده تجدد الدعوة لكافة الفصائل الفلسطينية الى الالتقاء في اطار منظمة التحرير الفلسطينية لتعزيز الوحدة واغلاق كافة الابواب التي يحاول اعداء شعبنا الدخول منها للعبث في بنائنا الوطني الراسخ ومسيرتنا الوطنية الواحدة والمجيدة.

عاش نضَال الشعب الفلسطيني
عاشت فلسطين حرة عربية
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
وانها لثورة حتى النصر..


<14>

      

 

Scroll to Top