وثائق مؤتمر قمة كامب ديفيد
4 – نص بيان سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة بشأن القرار المتعلق بالقدس
“وزارة الخارجية المصرية، معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل واتفاق الحكم الذاتي في الضفة والقطاع، القاهرة، 1979، ص 27 – 32”
نص بيان ارثر جولدبرج، سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة الذى أدلى به أمام جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، لشرح التصويت على القرار المتعلق بالقدس، الذى أجرى في يوليو 1967
السيد الرئيس. ان هدف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهو هدف نعتقد أن غالبية المجتمع الدولي العظمي تشاركنا فيه، هو سلام راسخ وتسوية دائمة. ونحن نرى أن هذا الهدف يتطلب في جميع أنحاء المنطقة أكثر بكثير من عودة إلى الهدنة المؤقتة والهشة، التى تفجرت نزاعاً مأساويا في الخامس من يونيو ( حزيران ).
أننا مقتنعون، بالمنطق وبالتجربة التي لا تنسى لتاريخ مأساوي معا، أنه لا يمكن أن يكون هناك تقدم نحو سلام راسخ في المنطقة بكاملها، ما لم يجر اتخاذ خطوات جوهرية معينة. وإحدى الخطوات الفورية الواضحة والحتمية، هي فك الارتباط بين جميع القوات وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى داخل أراضيها. وخطوة ثانية مساوية للأولى في فوريتها ووضوحها وحتميتها، هي إنهاء أية ادعاءات بحالة الحرب أو الحرب الفعلية من جانب الدول العربية في المنطقة.
أن هاتين الخطوتين جوهريتان للتقدم نحو سلام راسخ، وهما جوهريتان بصورة مماثلة، إذا كان يرجى أن يكون هناك جوهر ومعنى ثابت للحق الأساسي لكل دولة في المنطقة بموجب الميثاق، وهو حق تبقي الولايات المتحدة ملتزمة به بقوة، الحق بأن تحترم سلامتها الإقليمية واستقلالها السياسي من قبل الجميع، وأن تكون متحررة من التهديد أو استخدام القوة من قبل الجميع.
والولايات المتحدة تقف على استعداد لمنح دعمها الكامل لتدابير عملية تساعد على تحقيق هذه الخطوات، وهي انسحاب القوات، وإنهاء الأعمال أو الادعاءات الحربية بأسرع ما يمكن.
ولكن إذا كان هدفنا سلاما متينا، فلا مفر من أن تكون هناك رؤيا أكبر لدى هذه المنطقة، ولدى الأطراف نفسها في آن معا. لا مفر أن يتطلع الجميع إلى ما يتجاوز الأسباب المباشرة والنتائج المباشرة للنزاع الأخير ويجب أن يتركز الاهتمام أيضا، وبصورة ملحة:
* على التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة لمشكلة اللاجئين التي أبرزتها الأحداث الأخيرة.
وثائق مؤتمر قمة كامب ديفيد
( تابع ) 4 – نص بيان سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة بشأن القرار المتعلق بالقدس
“وزارة الخارجية المصرية، معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل واتفاق الحكم الذاتي في الضفة والقطاع، القاهرة، 1979، ص 27 – 32”
* على سبل لضمان أحترام حق كل عضو من أعضاء الأمم المتحدة في المنطقة بالعيش في سلام وأمن كدولة وطنية مستقلة،
* على ترتيبات من أجل ضمان أحترام السلامة الأقليمية والاستقلال السياسي لجميع الدول في المنطقة
* على تدابير لضمان أحترام حقوق جميع الدول لحرية الملاحة والمرور البرئ عبر الطرق المائية الدولية.
* على التوصل إلى اتفاق بين من هم في المنطقة، ومن هم خارجها جميعا، على أن تعطى الأسبقية للإنماء الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة على سباق التسلح المؤدي إلى الهدر في المنطقة.
وفي كل واحدة من حتميات السلام هذه، المنفصلة ولكن المتعلقة بعضها ببعض، نعترف كليا بأن الاتفاق لا يمكن أن يفرض على الأطراف من الخارج، وفي الوقت ذاته فإننا نعتقد أيضا بأن أجهزة الأمم المتحدة وخبرتها ومواردها، يمكن أن تكون ذات عون لا يقدر في تنفيذ الاتفاقات المقبولة لدى الأطراف.
وأن تقديم مثل هذه المساعدة من قبل هذه المنطقة، لا تملية جذور مسئولية الأمم المتحدة وتعاظيها في الشرق الأوسط، اللذين أصبحا عميقين ومتينين خلال عقدين من الزمن، بل يمليه أيضا تصميمنا المشترك، وحتى واجبنا بموجب الميثاق، على إنقاذ الأجيال القادمة في الشرق الأوسط من كارثة حرب أخرى.
وتجاه خلفية هذه السياسة الشاملة طورت حكومتي موقفها تجاه قضية القدس. وأود أن أجعل ذلك الموقف واضحا جدا …
لقد عبر رئيس الولايات المتحدة وغيره من كبار المسئولين، عن آراء حكومتي بشأن القدس.
ففي الثامن والعشرين من يونيو ( حزيران )، أصدر البيب الأبيض البيان التالي:
” قال الرئيس في 19 يونيو ( حزيران ) أنه من وجهة نظرنا، يجب أن يكون هناك أعتراف ملائم بالمصالح الخاصة لثلاث ديانات عظيمة في الأماكن المقدسة في القدس، وعلى أساس هذا المبدأ فهو يفترض أنه قبل
وثائق مؤتمر قمة كامب ديفيد أن يتم اتخاذ إجراء من طرف واحد حول وضع القدس، ستكون هناك مشاورات مناسبة مع الزعماء الدينيين وغيرهم من المهتمين بهذا الأمر اهتماما عميقا. فالقدس مقدسة بالنسبة إلى المسيحيين واليهود والمسلمين. وأنها لمأساة من أعظم المآسي المستثمرة في التاريخ، أن مدينة هي إلى تلك الدرجة الكبيرة مركز أسمى قيم الإنسان كانت تلو الأخرى مركزا للنزاع. أن المعتقدات العاطفية لأحد العناصر أدت تكرارا إلى استثناء آخرين أو الجور عليهم. ولقد كان الأمر كذلك، لسوء الحظ خلال العشرين سنة الأخيرة. أن رجالا من كل الأديان لسوف يوافقون بأن علينا الآن أن نعمل بصورة أفضل. أن على العالم أن يجد جوابا عادلا ومعترفا به بأنه عادل “. والبيان الثاني الذي أصدرته وزارة الخارجية في التاريخ نفسه يقول: ” إن الإجراء الحكومي العاجل الذي اتخذ اليوم لا يمكن اعتباره مقررا لمستقبل الأماكن المقدسة أو لوضع القدس فيما يتصل بها. والولايات المتحدة لم تعترف على الإطلاق بمثل هذه الإجراءات المتخذة من جانب واحد من قبل أية دول المنطقة على أنها تتحكم بالوضع الدولي للقدس “. وقد قلت أنا خلال بياني أمام الجمعية العامة في 3 يوليو ( تموز )، أن صيانة الأماكن المقدسة وحرية الجميع في الوصول إليها يجب أن تكون مضمونة دوليا، وأن وضع القدس بالنسبة إلى هذه المناطق يجب أن يتقرر، ليس من جانب واحد، بل من خلال مشاورات مع جميع المعنيين. وهذه البيانات تمثل سياسة حكومة الولايات المتحدة المدروسة والمستمرة. أما بالنسبة للتدابير المحددة، التي اتخذتها حكومة إسرائيل في الثامن والعشرين من يونيو ( حزيران )، فإني أرغب في أن أوضح أن الولايات المتحدة لا تقبل أو تعترف بهذه التدابير، على تغير من وضع القدس. وحكومتي لا تعترف بأن التدابير الحكومية التي اتخذتها حكومة إسرائيل في الثامن والعشرين من يونيو ( حزيران )، يمكن اعتبارها الكلمة الأخيرة في القضية، وأننا نأسف لأن تكون قد اتخذت. ونحن نصر على أنه لا يمكن اعتبار هذه التدابير سوى تدابير مؤقتة وتمهيدية ولا تمثل حكما مسبقا على الوضع النهائي والدائم للقدس. ولسوء الحظ وللأسف فإن بيانات حكومة إسرائيل بشأن هذه القضية لم تعالج حتى الآن، حسب رأينا، هذا الوضع بصورة كافية. |
وثائق مؤتمر قمة كامب ديفيد
( تابع ) 4 – نص بيان سفير الولايات المتحدة لدي الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة بشأن القرار المتعلق بالقدس
“وزارة الخارجية المصرية، معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل واتفاق الحكم الذاتي في الضفة والقطاع، القاهرة، 1979، ص 27 – 32”
أن العديد من الوفود يدرك بأننا على استعداد للتصويت على قرار مستقل بشأن القدس، يعلن بأن الجمعية لن تقبل بأي قرار يتخذ من جانب واحد على أنه مقرر لوضع القدس، ويدعو حكومة إسرائيل إلى الامتناع عن القيام بأي إجراء فحواه تحديد وضع القدس بصورة نهائية.
ولكن متبني القرار أوضحوا بعد ذلك، حيث أن ذلك حقهم، أنهم فضلوا السير قدما بنصهم هم الذي تتضمنه الوثيقة رقم أ / 2253، والآن بقرارهم رقم 1 / ل 528 مراجعة 2. والصياغة الأخيرة تتضمن فعلا تغييرات نعتبرها تمثل تحسينا ملحوظا في النص الأساسي وبصورة خاصة من حيث أنها لم تعد تعمد إلى الحكم مسبقا على الإجراء في مجلس الأمن. ومع ذلك وحيث أن القرار الذي تم تبنيه للتو مبني بوضوح على القرار رقم 2253 الذي امتنعنا عن التصويت عليه لأسباب أدلينا بها علنا، وانسجاما مع ذلك التصويت امتنعنا أيضا عن التصويت اليوم.
وحتى كما عدل، فإن القرار لا يتطابق كليا مع وجهات نظرنا، وذلك بصورة خاصة لأنه يبدو قابلا بدعوته إلى إلغاء تدابير، بأن التدابير الحكومية التي اتخذت تشكل ضما للقدس من قبل إسرائيل، ولأننا لا نعتقد أن مشكلة القدس يمكن أن تحل بصورة واقعية بمعزل عن النواحي المتعلقة بالقدس وبالموقف في الشرق الأوسط. ولذلك امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.
وقد عبرنا بالطبع عن أنفسنا بصورة رسمية أكبر بالتصويت لصالح قرار يعالج مسألة القدس. وكان ذلك قرار أمريكا اللاتينية الوارد في الوثيقة رقم 1 / ل 523 ر. ي. ف واحد، الذي عالج ” مسألة ” القدس كأحد العناصر المتعلقة بتسوية سلمية في الشرق الأوسط. وأنه لفي معالجة ناحية واحدة من مشكلة القدس، كمسألة معزولة ومنفصلة عن العناصر أن نؤيد القرار 2253. ويقينا فإن القدس، كما أشير بصورة إجماعية من قبل متحدث كما اعتقد هي مسألة مهمة، وهي في رأينا مسألة يجب أن تدرس بالضرورة ضمن الإطار الخاص بتسوية جميع المشاكل الناجمة عن النزاع قريب العهد. فهناك في القدس مصالح روحية متسامية، ولكن هناك أيضا مسائل مهمة أخرى. ونحن نعتقد أن أفضل طريق معالجة مثمرة هو إجراء بحث بشأن مستقبل القدس يكمن في معالجة كامل المشكلة كناحية واحدة من الترتيبات الأوسع نطاقا، التي يجب أن تتخذ لاستعادة سلام عادل ودائم في المنطقة. ونحن نعتقد أنه اتساقا مع القرار الذي كنا على استعداد لأن نتبناه، كان على هذه الجمعية العامة أن تعالج المشكلة بأن تعلن أنها نفسها ضد أي تغيير متطرف واحد في وضع القدس.
السيد الرئيس … نظرا إلى أننا نقترب من اختتام هذه الجلسة الخاصة بهذا الموضوع المهم، والتي صدرت خلالها ملاحظات لا تتعلق بصورة
وثائق مؤتمر قمة كامب ديفيد
( تابع ) 4 – نص بيان سفير الولايات المتحدة لدي الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة بشأن القرار المتعلق بالقدس
“وزارة الخارجية المصرية، معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل واتفاق الحكم الذاتي في الضفة والقطاع، القاهرة، 1979، ص 27 – 32”
محددة بالقدس، ولكنها تجول بصورة واسعة في مواضيع أخرى، فإنني لا أستطيع أن أدع هذه الفرصة تمر دون أن شير إلى بعض المزاعم التي أطلقت فيما يختص بدور حكومتي في النزاع قريب العهد في الشرق الأوسط. فالاتهامات القائلة أن الولايات المتحدة حرضت، أو شجعت، أواشتركت بأية طريقة في هذا الصراع المأساوي، لا أساس لها أبدا، ولا تستحق أي تعليق على حدة.
لقد عالجت الكثير من هذه الأباطيل صراحة في مجلس الأمن الدولي. ولن أضيع وقت الجمعية العامة في استعراض الأمر نفسه هذا وأني أعيد تأكيد ما قلته لمجلس الأمن بشأن كل واحدة على حدة وكل واحدة من هذه الاتهامات.
سأقول فقط أن إيجابية واحدة في هذه الجلسة كانت التخلي عن أعظم الأباطيل شرا. التي كان يمكن أن تنتج أشد العواقب فداحة، وهي أن طائرات وعناصرعسكرية أمريكية اشتركت في الحرب بجانب إسرائيل.
لقد سعينا من قبل أن تندلع الحرب لمنعها بكل الوسائل التي نملكها. وتوا بعد أن بدأت عملنا كل ما في وسعنا لوضع حد مبكر لها. وأن سجل دبلوماسيتنا في هذا الموضوع واضح جدا رغما عن التعليقات التي تليت من الصحف، والتي من الصعب أن تسم هذه الدبلوماسية. كما أن سجل الأمن واضح وصريح ليقرأه كل شخص فيما يختص بالإجراءات التي اتخذناها وأيدناها وأخذنا زمام المبادرة فيها في مجلس الأمن لإنهاء النزاع.
هناك اتهام واحد بشأن موقفنا، اعتقد أنه لا توجد دولة ممثلة في هذه القاعة، ووفية لميثاق الأمم المتحدة، تشعر بأية ضرورة لأن تدافع عنه. ذلك هو الاتهام بأننا نؤيد حق كل دولة ذات سيادة هي عضو في منظمة الأمم المتحدة في وجود قومي مستقل، وحقها في أن تعيش في ظل روح التعايش السلمي وحسن الجوار مع جميع الموجودين في المنطقة. وتلك تهمة يضعها ميثاق منظمة الأمم المتحدة على كواهلنا جميعا، ويجب علينا أن نقبلها طواعية ونعترف بها.
أن نظرتنا بقيت ثابتة، قبل النزاع، وخلاله، وبعده. وحاليا، نحن نمد يد الصداقة إلى جميع دول الشرق الأوسط، ونعبر عن الأمل الحار في أنه حين يبري الزمن ندوب الحرب، سنستطيع فورا ثانية، أن نوحد جهودنا المشتركة للمساعدة في بناء نظام أفضل وأكثر ديمومة في كل دولة وفي المنطقة بأسرها، مقرون بالسلام والعدالة والأمن والحرية للجميع.
وثائق مؤتمر قمة كامب ديفيد السيد الرئيس .. انطلق قدر كبير جدا من القدح داخل هذه الجمعية لا يليق بمنبر عالمي، بحيث أني لا أستطيع إلا أن أستبعد للذاكرة اليوم بيانا لفائدة قضية السلام، أدلى به سلفي الشهير ادلاى ستيفنسون، الذي توفى قبل عامين من اليوم بالضبط. قال ادلاى يتحدث عن ايليانور روزفلت: ” كانت تفضل إشعال شمعة على شتم الظلمة ” وأنني أشارك في تلك الروح. فلست أرى أن قضية السلام في الشرق الأوسط ستكسب أي شيء عن طريق القدح الذي جرى … قدح ليس موجها ضد بلدي فقط، بل ضد دول صغيرة أخرى … قدح لا مكان له على هذا المنبر. لقد حان الوقت … وفي الواقع أنه تأخر كثيرا، كي يهدئ حدة القدح والمرارة، الإدراك الرصين للصعوبات القائمة أمامنا، والاستعداد لمواجهتها مباشرة وعمل شيء ما بشأنها. وما نحتاج إليه هو الحكمة السياسية، التي يملكها جميع أولئك المعنيين مباشرة، وكذلك أعضاء منظمة الأمم المتحدة، كي يكون ممكنا في النهاية أن تحل ظروف حسن الجوار محل ظروف الحقد الذي انتعش زيادة عن الحد في هذه القاعة. وما نحتاج إليه قبل كل شيء في تلك المنطقة هو روح الوئام يؤمل أن تمكن يوما ما من إقرار سلام من الوئام. وأني آمل بحرارة في أن يتجه جميع من في تلك المنطقة، وجميع الموجودين في هذه القاعة نحو الأيام القادمة بهذه الروح.
|