هرتزل حول مقابلته مع دوق بادن الأكبر
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلي عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 77 – 78”
هرتزل حول مقابلته مع دوق بادن الأكبر
13 / 4/ 1896
ان مهمتى هذا المساء هو أن أقنع الدوق الكبير، بأن يحصل لى على مقابلة مع القيصر وأيضا أن يتكلم عنى وعن قضيتى عند دوق هس الكبير حمى قيصر روسية، اذ لا بد من أن يتكلم دوق هس الكبير فى سانت بيترزبرغ عندما يحضر تتويج قيصر روسية.
لقد اهتم دوق بادن الكبير باقتراحى بأن تقوم دولة منذ البدء .. وكان الشىء الوحيد الذى يخشاه من مساندة القضية هو ان يساء فهم هذه المساندة وينظر اليها كعمل لاسامى. فطمنته ان الذين سيذهبون من اليهود هم فقط الفئة التى تريد الذهاب. فاليهود مثلا الذين فى بادن راضون عن حكمه ولن يهاجروا ولهم حق فى ذلك. وكنت اثناء حديثى معه أعود بين الوقت والآخر الى موضوع صداقته لليهود لاقنعه بأنه اذا ساعد قضيتنا، لن يبدو ذلك معاديا لليهود أبدا، وانه من واجبنا نحن زعماء اليهود أن نقنع الشعب أن تأسيس دولة يهودية هو من صالح اليهود وليس اضطهادا لهم. واضفت اذا انتشر خبر معاملتك الحسنة لليهود فسوف ينهال على دوقيه سموكم عدد كبير منهم مما قد لا تحمد عقباه.
تطرق الدوق الكبير الى ما ذكرته الصحف عن سوء حال اليهود الذين هاجروا الي لندن. فقلت: لهذا بالضبط يتوجب ايجاد قوة تراقب الامور، ولهذا لا يمكن الاستغناء ابدا عن اعتراف الدول الكبيرة بنا منذ البدء. أجاب الدوق الكبير، ان المانية لن تبادر الى الاخذ بمثل هذا العمل، أولا لانها لا تهتم بالمسالة الى القدر الذى تهتم به النمسة التى فيها المشاكل اللاسامية بسبب لويجير. ان اليهود فى المانيا ليسوا كثيرين، ولن يؤثر تركهم حتى ولا فى الحالة الاقتصادية. أو يحسنها وهنا عدت الى القول بأن الفائض من اليهود فقط سيترك. وشرحت له ان الممتلكات التى يمكن نقلها لن تكون لاصقة بالبلد التى هى فيه بالضرورة وكيف انه بعد ايجاد حل للمسألة اليهودية سترجع الى أكثر ما كانت عليه كذلك أتيت على ذكر الخطر الذى سيكون فى البلاد بسبب كثرة رؤوس الاموال ذلك انها سوف تشجع الصناعة فى البلاد البعيدة وبيد عاملة أرخص. لن يحتاج الصينيون أن يأتوا الى أوربة لان المصانع أصبحت تقام لهم هناك وهكذا بعد أن هددت اميركة الزراعة، أخذ الشرق الاقصى يهدد الصناعة ولمنع هذا فأنا أدعوا الى حركة تعمل على جبهتين: تصفية الفائض من اليهود والعمال، وحفظ رؤوس الاموال الدولية تحت المراقبة. سيضطر اليهود الالمان أن يرحبوا بهذه الحركة، لانها ستحول عنهم انهيال يهود شرق أوربة. وكان
“يوميات هرتزل” – اعداد انيس صايغ – سلسلة كتب فلسطينية.
هرتزل حول مقابلته مع دوق بادن الأكبر
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 77 – 78”
الدوق إلكبير يعلق طيلة الوقت على كلامى بقوله: حبذا لو حصل ذلك. ثم التفت الى هكلر وقال: اظن انه لا أمل من التعاون بين انجلتره والمانية، لان العلاقات بين البلدين سيئة الآن. اتظن ان انجلتره ستسير فى المشروع؟ فقلت: يجب أن يفكر يهودنا الانجليز بالأمر. فقال الدوق الكبير بشىء من الاستياء: اذا استطاعوا ذلك … قلت: ان القضية ستكون أقوى وقعا اذا اذيع ان دوق بادن الكبيرمهتم بها. فصاح: هذا ليس صحيحا، ليست لي كل هذه السلطة. حبذا لو ساند القضية قيصر المانية او ملك بلجيكة. ولكنى عدت الى التشديد عليه قائلا: ولكن دوقا مجريا مثلك، انت الذى ساعدت فى صنع الامبراطورية الالمانية، أنت الذى يستشيرك قيصر المانيا، اذا أنت سندت المشروع فسوف تثبته. ان سموك هو مستشار القيصر.
ثم سألنى الدوق الكبير ما اذا كنت عملت شيئا بخصوص السلطان وهنا أخذت اشرح له الفوائد التى ستعود على الشرق من هذا المشروع. اذا تم تقسيم تركية في المستقبل القريب فسوف تقف الدولة التى تقام فى فلسطين دولة حاجزا. هذا ونستطيع ان نلعب دورا كبيرا فى المحافظة على تركية نستطيع ان نسند السلطان سندا قويا بالمال، اذا هو تخلى لنا عن قطعة أرض لا قيمة كبيرة لها عنده.
وتساءل الدوق الكبير ما اذا كان من الافضل أن يذهب بضع مئات الآلاف من اليهود أولا الى فلسطين ومن ثم تثار القضية. فقلت بحزم: انا ضد هذا لانه يعنى ادخالهم بالسر، مما يعنى ان هؤلاء اليهود سيجابهون السلطان كمتمردين. اريد أن أقوم بكل شىء علانية، أريد ان أعمل ضمن القانون. اذهله كلامى الحازم هذا أولا ولكنه ما لبث ان وافقنى. ثم توسعت فى موضوع الفوائد العامة التى ستجنيها أوربة من هذا المشروع سنرجع الصحة الى مركز الوباء فى الشرق. سنبنى سكك حديد فى آسية – ونشق الطريق للامم المتحضرة، وهذه الطريق لن تكون فى يد دولة كبيرة واحدة بل للجميع. قال الدوق الكبير: ان هذا سيحل المسألة المصرية تتمسك انجلترا بمصر فقط للمحافظة على طريقها للهند، ولكن مصر تكلفها أكثر مما تساوى.
وسأل هكلر، هل لروسية مخططات فى فلسطين؟ اجاب الدوق الكبير لا أظن ذلك لان روسية ستبقى بعد مدة طويلة مشغولة بالشرق الاقصى.
وسألته: هل يظن سموك انه باستطاعتى ان أحظى بمقابلة قيصر روسيه؟ قال: ان التقارير الاخيرة تقول بأن القيصر لا يقابل أحدا، انه لا يقابل الا وزراءه عند الضرورة ولا أحد غيرهم. على انه يمكن المحاولة مع هس فربما استطاع ان يضع كتابك بين يديه.