التقرير الفني الأولي عن حريق المسجد الأقصى

التقرير الأولي الفني عن حريق المسجد الأقصى
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 356 – 357”

التقرير الأولي الفني عن حريق المسجد الأقصى

 

القدس

(الدستور، عمان، 30/8/1969)

 

         قامت اللجنة، المؤلفة من المهندسين رزق اسبير خوري ومحمد نسيبة وإبراهيم الدقاق، بالكشف على مكان الحريق في المسجد الأقصى المبارك، وتبين لها ما يلي:
         1 – ان حريقين منفصلين شبا في المسجد، أحدهما في منطقة المحراب ومنبر صلاح الدين، بينما شب الحريق الثاني في سقف الجناح الجنوبي الشرقي ومحراب زكريا الذي يبلغ ارتفاعه عن الأرض حوالي خمسة عشر مترا.
         2 – أ – تبين تدمير سقف الجناح الجنوبي الشرقي ومحراب زكريا بأكمله الذي تبلغ مجموع مساحاته حوالي أربعمائة متر مربع، بما في ذلك الزخارف والنقوش.
         ب – احتراق منبر صلاح الدين بأكمله.
         ج – تلف جميع جدران المحراب الداخلية، وكذلك تلف الزخارف والنقوش الأثرية بشكل لا يمكن إصلاحه.
         د – وصل الحريق إلى قمة الأقصى، واتلف الزخارف الموجودة على القبة الخشبية وقسما منها، وكذلك أعمال الفسيفساء التي تغطي الركب الحاملة للقبة، واصبح تبطين القبة من الداخل آيلا للسقوط.
         هـ – تلف العمودين الموصلين من ساحة القبة إلى منطقة المحراب المصنوعين من الرخام، وكذلك القوس المحمول عليهما بشكل يؤثر على قدرة تحملها للأحمال الآتية من القبة وعقد ردهة المحراب.
         و – تلف جميع أعمال الخشب المزخرف في سقف ردهة المحراب.
         ز- إصابة أعمال الخشب غرب القبة ببعض الحروق التي أثرت على زخارفها ومتانتها.
         3 – لم تتمكن اللجنة من التأكد من متانة القبة والركائز والجدران الأخرى، ومدى تأثرها من الحريق بسبب قيام رجال الإطفاء بمهمتهم.
         4 – لم تتمكن اللجنة من تقدير قيمة الأضرار الأثرية والتاريخية التي لحقت بالنقوش والزخارف. أما قيمة الأضرار الإنشائية، فسيتم تقديرها مستقبلا.
         5 – وفي تقدير اللجنة ان سبب الحريق حادث مفتعل، استنادا إلى تقرير المهندسين الكهربائيين المرفق، والذي ينفي إمكانية حدوثه بسبب خلل كهربائي.

(تقرير المهندسين الكهربائيين)

         قام مهندسو وفنيو شركة كهرباء محافظة القدس بإجراء ما يلي، وحسب الخطوات والمعلومات التالية:
         1 – في الساعة السابعة والنصف صباحا، وصلت إشارة تلفونية إلى موظف نوبة الكهرباء في الشركة تفيد بوجود حريق في الحرم الشريف. وفي الحال انتقل موظف النوبة، السيد عوني المهتدي، لتنفيذ الخطوات المتبعة فنيا من قبل موظفي الشركة في حالة حصول حرائق، وهي إزالة الفيوزات الرئيسية المرتبطة بخطوط الشركة والواقعة في باب المغاربة المؤدي للحرم والمحطة الفرعية للصخرة المشترك “أي الحرم الشريف” خلال دقائق معدودة.

         وقد تبين للجنة ان الموظف المذكور قد نفذ جميع التعليمات الموضوعة لتنفيذها في حالة حدوث أي حريق أو أي حدث كان كإجراء احتياطي لازم

         2 – وقد تم فحص الفيوزات في الشركة، وتبين لمهندسيها عدم وجود أي خلل أو احتراق فيها، ووجدت باردة جدا حين نزعها، كما أكد ذلك موظف النوبة.

         ان هذا في رأي المهندسين يؤكد عدم حصول حمل زائد، أي انه لم يحصل أي تماس كهربائي يذكر. إذ ان التماس يسبب احتراقا في الفيوزات أو على الأقل “في حالة فيوزات الشركة” ارتفاعا في حرارة الفيوز والبورسلين الحامل له.

ان وجود هذه الفيوزات، بصورتها الباردة جدا وفي ذلك الوقت المبكر جدا بعد حصول الحريق، يجعل مهندسي الشركة يعتقدون، بصفة مبدئية، “أي قبل اطلاعهم على أي شيء آخر” عدم وجود تماس كهربائي جدي في الأسلاك الموجودة عند المشترك.

         3 – في الساعة العاشرة وعشرين دقيقة، توجه المهندس السيد عمران أبو ميزر إلى مكان الحريق داخل المسجد، حيث رافقه موظف النوبة الذي بقي في نفس المكان طيلة هذا الوقت، وقد أفاد الاثنان انهما لم يلاحظا شيئا غريبا في الأسلاك استرعى انتباههما.

         4 – في الساعة الثانية عشرة، حضر المهندسان السيدان هشام زلاطيمو وهشام الخطيب من شركة كهرباء القدس، وبرفقتهما كهربائي الحرم السيد محمد محمود الصباغ، ووجدوا ان مركز الحريق الرئيسي هو الجناح الجنوبي الشرقي.

         في هذا المكان كانت جميع الأسلاك الكهربائية ممدودة على سطح الجسور الخشبية الممتدة بين أعمدة المسجد وعلى ارتفاع أربعة أمتار تقريبا. وقد تبين ان هذه الجسور، لدى الكشف عليها، لم تتعرض لأي احتراق مباشر، مما ينفي وجود تماس كهربائي على سطحها. أي مكان وجود الأسلاك. وقد تبين كذلك، ان تلك الأسلاك كانت في حالة جيدة. أما مركز الحريق الرئيسي، فكان في السقف وعلى ارتفاع يزيد على ثمانية أمتار من تلك الأسلاك على الأقل. ولا توجد في السطح أسلاك كهربائية بتاتا، بل ولا توجد آثار في ذلك المكان، إذ ان جميع الأسلاك ممدودة على ارتفاع أربعة أمتار من البلاط تقريبا.

         5 – أما ثريا القبة، فتأتيها الكهرباء عن طريق سلك هوائي لا يزيد ارتفاعه عن البلاط بأربعة أمتار.

         6 – وجد المهندسون ان مفاتيح الكهرباء، التي تنير ثريا القبة والمحراب والمراوح الكهربائية في ذلك الموقع، كانت في حالة ممتازة، ولم تتعرض لأي احتراق. كما ان المفتاح الكهربائي كان في حالة جيدة جدا، ولم يظهر على نقاط تلامسه أي آثار حمل زائد، وتظهر عادة مثل هذه الآثار في حالة حدوث تماس كهربائي.

         ان هذا يعزز رأي المهندسين في عدم حصول تماس في هذا الموقع، كما ان هذا المفتاح من النوع الجيد الذي يكون التلامس والقطع فيه من فازونيوترل. ووجدت

<1>

التقرير الأولي الفني عن حريق المسجد الأقصى
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 356 – 357”

الأسلاك حول المنبر كذلك وقد تأثر بعضها من الحريق، وكان منها أسلاك ميكروفونات الإذاعة التي ليس لها علاقة بالكهرباء بتاتا.

          ونتيجة لاحتراق المنبر الخشبي، فقد احترق عازل السلك الكهربائي خلف المنبر فقط الذي كان مثبتا على الحائط، أما بقية السلك فهو سليم من طرفيه.

          7 – لم يجد المهندسون الكهربائيون ما يدعوهم للشك بوجود أي تماس كهربائي في المسجد من الممكن ان يكون قد أدى، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لحدوث الحريق. وبالعكس من ذلك، فان مستويات الحريق ومكانه، كما فهم المهندسون من بعض رجال الإطفاء على الموقع، فقد ابتدأت في أماكن بعيدة ولا يوجد فيها أسلاك كهربائية.

          8 – إننا مهندسون محترفون نعمل في شركة الكهرباء لمدد يصل بعضها إلى عشر سنوات، ولم يصل إلى علمنا، خلال هذه السنوات، أي حادث احتراق نتيجة حدوث تلامس كهربائي في منطقة القدس أو المناطق المجاورة.

          ولا توجد في السطح “الداخلي” أسلاك كهربائية بتاتا. أما فوق السطح الخارجي، فقد كان هناك خطوط كهربائية أربعة “3 فازونيوترل” تغذي تابلوه رئيسي في الناحية الغربية من الرواق الأوسط. وهذا التابلوه يعطي التيار لكل من رافعة “ونش” في الناحية الغربية من المسجد، وكذلك خط من أربعة أسلاك “3 فازونيوترل” يلف حول القبة من جهتها الشمالية ويسير من الغرب إلى الشرق وينتهي بتابلوه في نقطة شمال شرق القبة. وهذا السلك الأخير، هو الوحيد الذي تأثر من النيران في جزء صغير منه، وهو المعلق في الهواء. أما طرفاه، الطرف المتصل بالتابلوه وكذلك الطرف الآخر الموجود ملاصقا للقبة، فلا زالا بحالة سليمة.

          كذلك، فقد وجدنا ان التيار مقطوع عن جميع هذه الأسلاك من عمود إلى الشرق من الكاس ويبعد عنه حوالي مائة متر، ولا يوجد أي تيار كهربائي في هذه الخطوط.

          لم نجد أي اثر لماكنة لحام كهرباء على السطح، والأجهزة الوحيدة الكهربائية التي وجدت على السطح هي موتور جلخ صغير وغير متصل بأي أسلاك تيار كهربائي. ولكن وجدت بعض قضبان لحام تستعمل للحام ألومنيوم لم تستعمل، وموجودة على السطح من قبل حرب حزيران (يونيو) 1967.


<2>

Scroll to Top