القيادة العامة لقوات العاصفة تقدم برنامج العمل إلى المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الثانية

القيادة العامة لقوات العاصفة تقدم برنامج العمل إلى المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الثانية
“الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 250 – 254”

القيادة العامة لقوات العاصفة تقدم برنامج العمل إلى المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الثانية 31 – 5 – 1965
(منشور رسمي)

        إن خطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية والعوامل المتشعبة التي تتلاطم من حولها تدفعنا إلى التوجه إلى المجلس الوطني الفلسطيني بكل تجرد وموضوعية وجدية لمواجهة المسؤولية الملقاة على عاتقكم في جو من البحث الجدي وفي مستوى مترفع عن المهاترات والخصومات والمصالح الجزئية …
        كما اننا نتطلع إلى ضرورة سير اجتماعكم بشكل بعيد عن التخوف أو الارتجال … وضرورة الخروج بالخطة التي تنقل العمل الفلسطيني إلى مكانه الطبيعي على ارضنا المحتلة …
        لقد وضح ان اللجنة التنفيذية لم تقدم إنجازات على مستوى المرحلة الحساسة التي اجتازتها قضيتنا خلال العام الماضي.
        ومع ان هذا كان بسبب عوامل من داخل اللجنة نفسها الا اننا يجب الا ننسى ان المناخ العربي الذي تتحرك هذه اللجنة من خلاله لا تزال فيه بعض الترسبات التي تمنع انطلاق الإرادة الفلسطينية الحرة في تحقيق أهدافها بالشكل الذي يتطلبه مستوى المعركة ..
        ومع كل هذا نوضح ان الأعباء الملقاة على عاتق اللجنة التنفيذية تستوجب ان تتألف هذه اللجنة من عناصر قوية منسجمة متماسكة في ظل القيادة الجماعية التي نص عليها الميثاق الوطني ..
         ولما كانت الحقيقة التي آمن بها شعبنا تتجسد في الايمان المطلق بأن الكفاح المسلح على أرضنا المحتلة هو الطريق الوحيد لتحرير ارضنا وسحق الوجود الصهيوني فان ذلك يتطلب ان ترتبط اللجنة التنفيذية واجهزتها بمفهوم الكفاح المسلح تخطيطا وتنفيذا … قولا وعملا ….
         ان انطلاقة قوات العاصفة اذ جسدت بأعمالها إرادة الشعب الفلسطيني في تصميمه على تحرير أرضه فانها أيضا هيأت للمنظمة المناخ الثوري الذي يساعدها على تخطي العقبات والإسهام بقوة في القضاء على الدعوات الانهزامية وسياسات أنصاف الحلول ومواجهة الأمة العربية بمسؤوليتها في تحقيق أهدافها في اجتثاث الوجود الصهيوني بالسرعة التي تفرضها خطورة عامل الزمن في معركة التحرير والعودة.

القيادة العامة لقوات العاصفة تقدم برنامج العمل إلى المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الثانية
“الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 250 – 254”

        إن أهمية اجتماعكم هذا ودقة المرحلة التي تمر بها قضيتنا ليملي علينا ان نقدم لمجلسكم الموقر قياما بواجبنا في انجاح العمل الفلسطيني – هذا البرنامج كخطوط عريضة للعمل في المرحلة القادمة …

        عاشت وحدة النضال لشعبنا العربي الفلسطيني البطل …

عاشت فلسطين عربية حرة

القيادة العامة لقوات العاصفة

أولا – في المجال الفلسطيني:

(أ) على الصعيد العسكري:

 

1 – أن تمارس قيادة الجيش الفلسطيني مسئووليتها بحرية من خلال الشخصية المستقلة لارادة الشعب العربي الفلسطيني وبالتعاون مع القيادة العربية الموحدة.
2 – تخفيض مدة الخدمة العسكرية الى اقصر زمن ممكن لزيادة طاقة شعبنا  العسكرية.
3 – العمل على ان لا يطغي الاهتمام باعداد الجيش النظامى على اعداد الكتائب الفدائية الضاربة فورا والتي يقع على كاهلها مسئولية توسيع المعركة بأسرع وقت ممكن.
4 – الاسراع في انشاء فرق الشباب المسلح والمقاومة الشعبية.
5 – تحصين القرى الامامية وتعزيزها بما يلزمها من متطلبات الدفاع المدني وفرق المقاومة.
6 – تحديد استراتيجية العمل العسكري الفلسطيني زمنيا ومرحليا بحيث يكون منسجما ومتكاملا مع العمل الفدائي الفوري داخل أرضنا المحتلة.

(ب) على الصعيد السياسي والاعلامي:

 

1 – كسر جدار الصمت الرسمى الذي احاط بالعمل الفدائي الفلسطيني في ارضنا المحتلة والافادة من هذه الاعمال البطولية لتكون رائدا ثوريا لجماهير شعبنا.
2 – العمل على تنمية استغلال شخصية المنظمة وارادتها الحرة في العمل الفلسطيني.
3 – يجب ان يقوم كل عمل دعاوي وسياسي من خلال العمل المسلح وتلبية لحاجاته
4 – يجب ان لا تكون – بأي حال من الاحوال – مشاريع تحويل الروافد بديلا عن العمل الفوري لتدمير مشروع التحويل الصهيوني للمياة العربية. وان تركز الدعاية في توضيح هذا المفهوم.

القيادة العامة لقوات العاصفة تقدم برنامج العمل إلى المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الثانية
“الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 250 – 254”

 

5 – توعية الجماهير بخطورة قيام العدو بتعمير النقب وتوضيح ما يترتب على ذلك من مضاعفة طاقة العدو البشرية والعسكرية. والاستفادة من هذه الحقيقة في تعميق مفهوم وجوب الاسراع في التنظيم والاعداد لمواجهة هذا الخطر.
6 – اتخاذ العمل الفدائي المسلح منطلقا اساسيا في تحقيق الوحدة الوطنية واعداد البرامج التثقيفية والدعاوية بشكل يبتعد عن الشعارات والمفاهيم النظرية.
7 – العمل على غرس الثقة في نفوس الجماهير وتعميق ايمانها بقدرتها واستعدادها للتضحية والبذل ومحاربة وسائل الاعلام الصهيونية والاستعمارية التي تهدف الى تضخيم قوة العدو كوسيلة لزرع عقدة الخوف من المعركة في صفوف الأمة العربية.
8 – التركيز المستمر بالبحث الموضوعي المدعوم بالارقام على خطورة الوجود  الصهيوني وتحالفه مع الاستعمار على مصير الأمة العربية بكاملها، والتوضيح الكامل على ان التحرك العربي في معركة التحرير، ليس تحركا يمليه الشعور بالعطف، انما هو تحرك تستوجبه سلامة الوجود العربي بكامله.

(جـ) على صعيد المجلس الوطني والتنظيم الشعبي الفلسطيني:

 

1 – قد لا يكون هذا البيان مجالا لشرح تفاصيل مشروع للتنظيم الشعبي الفلسطيني الا انه لا بد من الاقرار بوجوب اقامة هذا التنظيم بالسرعة التي تتطلبها المعركة واعطائه توجها عسكريا يحتوي تنظيمات فرق الشباب المسلح والمقاومة الشعبية وهذا يدعو الى ان تسهم العقول العسكرية الثورية في خلق هذا التنظيم بحيث يلبي دائما متطلبات المعركة بجميع ابعادها.
2 – من خلال ما جاء اعلاه لا بد من ان يتشكل المجلس الوطني القادم من قيادات التنظيم الفلسطيني ذي التوجه العسكري المقاتل بنسبة الثلثين على الاقل على الا يزيد عدد اعضاء المجلس الوطني القادم عن خمسين عضوا.
3 – ونظرا لأهمية مثل هذا التنظيم في معركة التحرير كان لا بد من تأليف لجنه تضع اسسه وتفصيلاته خلال شهرين على الاكثر لتباشر اللجنة تطبيقه حالا ليتم قيام المجلس الوطني القادم على اساسه.
4 – لا بد لمكتب المجلس الوطني من ممارسة صلاحياته وتحقيق دوام الصلة بين اعضاء المجلس وبين اللجنة التنفيذية.

(د) على الصعيد المالي:

 

ضغط النفقات الادارية والوظائفية والاتجاه بها الى نظام التكليف على اساس الحشد للجهد العسكري وان تقدر مكافآت المكلفين على اساس الاحتياجات الاساسية وليس على اساس كادر وظائفي مترف.

القيادة العامة لقوات العاصفة تقدم برنامج العمل إلى المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الثانية
“الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 250 – 254”

ثانيا – في المجال العربي.

1 – ان قيام منظمة التحرير الفلسطينية لا بد وان يقترن بانهاء مرحلة الوصاية على العمل الفلسطيني وانهاء دور المسؤولين العرب في الانفراد في تقديم الحلول للقضية الفلسطينية ولا بد من ان تتصرف المنظمة بما يتفق وهذه الحقيقة.
2 – العمل على ان تقوم الاجهزة العربية بتصوير الابعاد الحقيقية لمعركة التحرير في المجال الدولي وما يتطلبه هذا من ابراز واضح لدور الشعب الفلسطيني في خوض مباشر لمعركة استرداد أرضه وإبراز دور الأمة العربية في مساندة العمل الفلسطيني المسلح ومسؤولية القيادة العربية الموحدة في الدفاع عن الحدود بشكل يمنع العدو من نقل المعركة خارج حدود ارضنا المحتلة.
3 – تحديد دور التنظيمات والحركات والاحزاب العربية على اساس ان واجبها هو دعم العمل الفلسطيني المسلح من الخارج وحمايته من الاخطار والظروف المحلية التي قد تحاول عرقلة وتبديد الجهد الفلسطيني. وبهذا تسهم باخلاص في تمكين الشعب العربي الفلسطيني من حصر جهوده وتسخيرها جميعها لمعركته الاساسية داخل الارض المحتلة.
4 – السعي الحثيث لدى الدول العربية لتوحيد جهودها العسكرية وتنسيق خطة عملها ونبذ خلافاتها لتعمل في جو من الثقة والتعاون لمواجهة اي عدوان صهيوني او استعماري على اعتبار ان الخطر الصهيوني المتحالف مع الاستعمار يأتي في المرتبة الاولى بين كافة الاخطار الاخرى.
5 – بالاضافة الى وجوب الشجب العنيف لسياسة المراحل وانصاف الحلول لا بد من العمل لدى الاوساط العربية للكف عن المناداة بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة على الصعيد الدولي والاعلان صراحة بأنه من حق الشعب العربي الفلسطيني استعمال القوة لاستعادة أرضه.

ثالثا – على الصعيد الدولي:

1 – ابراز الشخصية الفلسطينية على الصعيد الدولي باعتبارها الطرف الاصلي في النزاع العربي الصهيوني وان الشعب العربي الفلسطيني هو صاحب الحق الوحيد في تقرير مصيره واسلوب كفاحه.

 القيادة العامة لقوات العاصفة تقدم برنامج العمل إلى المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الثانية
“الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 250 – 254”

2 – ان معركة الحرية واحدة لا تتجزأ … وان هزيمة الاستعمار والامبريالية العالمية في اي مكان من آسيا وافريقيا واميركا اللاتينية انما يعتبر انتصارا لمعركة الحرية في فلسطين العربية وبالتالي فان شعبنا يقف الى جانب جميع الشعوب في نضالها من اجل حريتها واستقلالها وتحقيق التعاون الوثيق مع جميع قوى التحرر في العالم.
        أيها الأخوة … لنكن في مستوى المسؤولية الوطنية التي تفرضها خطورة هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ شعبنا … ولنتذكر في كل خطوة من خطواتنا ان جماهير شعبنا تقف مراقبة ومحاسبة. وانها لن ترحم أي تقصير وسيكون حسابها مع كل من قصر جد عسير.

القيادة العامة لقوات العاصفة


Scroll to Top