برنامج الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين لاقامة جبهة وطنية موحدة

برنامج الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين لإقامة جبهة وطنية موحدة
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 367 – 376”

برنامج الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين
لإقامة جبهة وطنية موحدة.

 

 

(الحرية، العدد 479، بيروت،
1/9/1969، ص 10)

 

مقدمة:
         تأتي مسألة وحدة القوى الوطنية المقاتلة على رأس المسائل التي تهم حركة المقاومة في هذه المرحلة. ففي الفترة التي تشتد فيها أخطار تصفية الحركة الوطنية الفلسطينية، وتتزايد فيها محاولات إخضاع الحركة الوطنية في المنطقة العربية لمخططات وشروط الإمبريالية  والصهيونية، تصبح وحدة كل القوى الوطنية المقاتلة ضد كل أولئك الأعداء ضرورة تاريخية ملحة وهامة بشكل سريع وفوري.

         وإذا كانت الجبهة الشعبية الديمقراطية تطرح بإلحاح ضرورة لقاء كل القوى الوطنية المقابلة وتوحيد نضالها وتنسيق سياستها، فإننا ننطلق من الأهمية التاريخية لوحدة كل الوطنيين أعداء الاستعمار والصهيونية والرجعية، وكل الوطنيين الذين لهم مصلحة في تحرير وطنهم تحريرا كاملا. فقد أثبت التاريخ ان تحرير بلد مستعمر ويعيش في حالة شديدة من التخلف لا يمكن ان يتم إلا من خلال شروط متعددة، أهمها توحيد كل الفئات والطبقات الوطنية من بين صفوف هذا الشعب، من خلال تحقيق تنظيم شامل وواسع لهذه الفئات الوطنية، ومن خلال تحقيق حرب شعبية طويلة الأمد ضد المستعمر من أجل دحره على الأمد البعيد وتحطيم كل آلة حربه الجبارة وجيوشه النظامية المدربة، بواسطة الملايين من الجماهير الوطنية والمناضلة. ان هذا الحكم التاريخي يفترض أساسا وحدة كل القوى والفئات الوطنية أمام عدوها الرئيسي من أجل إسقاطه ودحره إلى الأبد.

         وفي بلادنا، فقد شقت حركة المقاومة طريقها بعد حزيران (يونيو) 1967، في محاولة من اجل تطوير عملها الفدائي إلى حرب عصابات داخل المنطقة المحتلة. والتفت جماهير واسعة حول العمل الفدائي، ولكن دون أن تنظم بشكل يضمن مساهمتها الفعالة في المعركة، ودون أن يساهم العمل الفدائي في رفع درجة وعيها السياسي حتى تصبح كل جماهير الشعب قوة متماسكة ومقاتلة ومدركة لطريق تحرير وطنها، وحتى يتحول العمل الفدائي ويتطور إلى حرب تحرير شعبية كنتيجة لذلك. كما ان واقع حركة المقاومة الراهن مليء بالتناقضات والصراعات الذاتية، ويعاني من حالة التبعثر والتشتت دون ان تلتقي مجموع القوى الوطنية على برنامج وطني عريض رغم كل تناقضاتها حتى تتمكن هذه القوى من تنسيق وتطوير نضالها، بينما تقف الأنظمة الرجعية في صف موحد وفي حالة تحفز لضرب حركة المقاومة من خلال التضييق عليها وتطويقها ومن ثم احتوائها على طريق تصفيتها نهائيا. ويدفع الأنظمة الرجعية في ذلك حرصها على تحقيق التصفية السلمية للقضية الوطنية، بعد ان سقطت في مأزق جديد وخطير على اثر هزيمة حزيران (يونيو)، مما خلق حالة ثورية نامية في المنطقة تخشى هذه الأنظمة ان تطحنها في مسيرتها، فلا تجد القوى الرجعية أمامها سوى التسول على أبواب السادة الإمبرياليين من أجل أن يسرعوا في تصفية الحركة الوطنية لحسابهم وحساب الحركة الصهيونية وبقاء الأنظمة الرجعية. ومن هنا، فإن تخبط الأنظمة الرجعية وإسراعها الملهوف من أجل تنفيذ مخططات ضرب حركة المقاومة ناشئ عن فزعها أمام تنامي الحركة الثورية المسلحة التي ستفتح الأبواب أمام تغيير نوعي في مضمون وأشكال النضال التي تتخذها حركة التحرر الوطني في بلادنا. وتقف الأنظمة العربية المتقدمة التي هزمت في حزيران (يونيو) عاجزة عن تطوير أوضاعها جذريا من اجل الرد على الهزيمة لتسليح الشعب وتنظيمه وإطلاق الحرية السياسية للجماهير العاملة وعسكرة اقتصادها وقطع صلاتها الاقتصادية والسياسية بمعسكر الإمبريالية. ومن هنا تقف في موقع التردد في تأييدها لحركة المقاومة. فمع ان هذه الأنظمة تطمح إلى تحقيق التصفية السلمية حتى تتخلص من ورطة حزيران (يونيو)، إلا انها ترى في حركة المقاومة ورقة رابحة من أجل الضغط على إسرائيل والإمبريالية لكي يقدما تنازلات جزئية تفتح الطريق لتنفيذ التصفية السلمية. ومن هنا ترى هذه الأنظمة ضرورة ان تظل حركة المقاومة خاضعة بشكل أو بآخر لنفوذها وسياستها، فتعمل على زرع التنظيمات الوهمية والمصطنعة داخلها حتى تتمثل هذه التنظيمات بـ “مسمار جحا” الذي يمكن تلك الأنظمة من تحديد سياسة حركة المقاومة والمدى الذي يمكن ان تصله المقاومة. فهذه الأنظمة ترغب أن تخدم حركة المقاومة سياستها التصفوية للحركة الوطنية، وألا تتجاوز المقاومة برنامج هذه الأنظمة الذي لا يخرج عن كونه برنامج “إنقاذ ما يمكن إنقاذه”. وما تريد إنقاذه في النهاية هو استمرار هذه الأنظمة بقياداتها والفئات المسيطرة فيها، حتى لو كان ثمن ذلك استمرار خضوع المنطقة لنفوذ ومصالح الإمبريالية.

         وعلى النطاق العالمي، يزداد صراع الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة من اجل الإبقاء على مناطق نفوذها وسيطرتها الواسعة على البلدان المتخلفة. وتعمل الإمبريالية بشراسة من أجل تصفية الحركة الوطنية العربية، مستخدمة بذلك إسرائيل والموقع المتميز

<1>

برنامج الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين لإقامة جبهة وطنية موحدة
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 367 – 376”

والمنتصر الذي مثلته بعد حزيران (يونيو). وتحاول الإمبريالية في هذه المرحلة ان تصل إلى إخضاع الحركة الوطنية واستسلامها من خلال بذل المزيد من الضغوط على الأنظمة المتقدمة ومن خلال إصرارها العنيد على أن تقدم هذه الأنظمة التنازلات وراء التنازلات لتنفيذ “الحل السلمي” للصراع الناشئ في المنطقة. وتدرك الإمبريالية ان هذه الضغوط سوف تثمر في النهاية ما دامت هذه الأنظمة ببرامجها الراهنة وسياستها المترجرجة والمتذبذبة قائمة على ما هي عليه. وتساهم عدد من الدول الاشتراكية بمواقفها الخاطئة من قضية التحرر الوطني العربية وانتهاجها لسياسة حل الصراع مع الإمبريالية وإسرائيل “سلميا” مع استمرار موقفها الخاطئ من القضية الفلسطينية والحركة الوطنية الفلسطينية، تساهم في ازدياد شراسة الموقف الإمبريالي وتصاعد هجومه من أجل إخضاع ومن ثم تصفية حركة التحرر العربية.

         ان المواقف الخاطئة لهذه الدول الاشتراكية لا تضعها في صف واحد مع الإمبريالية الأميركية، كما تحاول بعض الدوائر الرجعية الفلسطينية ان تؤكد، ونقدنا لهذه المواقف الخاطئة ليس شبيها على الإطلاق بهجومنا السياسي والفكري والمسلح ضد الإمبريالية عدوة الشعوب رقم واحد في هذا العالم.

         أمام هذه الأوضاع التي تهدد مستقبل حركة التحرر الوطني العربية والحركة الوطنية الفلسطينية، فان حركة المقاومة تستمر في انتهاج سياسة ليست في مستوى المرحلة الراهنة. فرغم الرفض العام والباهت الذي تقدمه حركة المقاومة لكل مشاريع التصفية، والمحاولات الجادة على هذا الطريق، فإن حركة المقاومة لا تقف لتنتقد يوميا كل محاولة وكل موقف سياسي وعملي لتحقيق التصفية السلمية. وتظل حركة المقاومة في سياستها وممارستها بين صفوف الجماهير غير معتمدة على الحشد والتعبئة السياسية والجذرية واليومية للجماهير ضد دعاة التصفية وكل مشاريعهم المشبوهة. فرغم استمرار محاولات تطويق وضرب حركة المقاومة فلم تظهر حتى الآن أية استعدادات جذرية أو مخططات عملية موحدة بين تنظيمات المقاومة لحمايتها ومنع إجهاضها وطعنها من الخلف. كما أن الجماهير، درع المقاومة الوحيد، لا يزال ينقصها التنظيم والإعداد السياسي حتى تتلمس مؤامرات أعداء الحركة الوطنية وحتى تستعد لمجابهتها عند البدء في محاولة التصفية الدموية لحركة المقاومة. ومع كل هذا، فان الخطوة الأساسية التي تمكن حركة المقاومة من مواجهة كل هذه المؤامرات لم تتم بعد. ان تحقيق وحدة القوى الوطنية في جبهة وطنية تضم بين صفوفها كل القوى الممثلة للفئات الوطنية لتنسيق برامجها وعملها في برنامج وطني واحد، ومن خلال علاقات متكافئة تضمن استمرار وحدة هذه الجبهة وعدم بروز التناقضات الذاتية على حساب وحدة الحركة الوطنية وكفاحها المسلح، ان هذه الخطوة لم تتم بعد رغم انها الرد العملي الرئيسي على كل تلك الأخطار التي تواجه الحركة الوطنية. لقد عاشت الحركة الوطنية الفلسطينية حالة من التمزق والتبعثر، ولم تكن هذه الحالة ناشئة عن النوايا الشخصية لهذا الفرد أو ذاك أو النوايا الذاتية لهذا التنظيم أو ذاك، بل كانت ناشئة عن مجموعة عوامل أساسية أهمها:
         1 – إن الشعب الفلسطيني كأي شعب آخر، يشهد تناقضات بين طبقاته وفئاته المختلفة، وكل التنظيمات الفلسطينية التي قامت كانت تعبر عن تركيب ومصلحة وطموح وبرنامج كل فئة. وقد أكد التاريخ الفلسطيني سقوط وفشل برامج الطبقات الإقطاعية والبورجوازية الكبيرة وخيانة قطاع منها للقضية الوطنية، كما أكد هذا التاريخ ظهور فئات وطبقات جديدة وطنية بدأت تعبر عن نفسها في عدد من الأحزاب والتنظيمات الوطنية.

         ولقد لعبت الطبقات الوسطى، بكل فئاتها، دورا أساسيا في تكوين هذه التنظيمات التي كان تعددها ناشئا عن عدم وحدة مصلحة كل فئات هذه الطبقة وانسجامها. كما ان تركز قطاع رئيسي من الشعب الفلسطيني في الأردن وتوزع قطاعات أخرى في العديد من البلدان العربية جعل المهمات المباشرة أمام كل تجمع فلسطيني تختلف عن الأخرى مما جعل الفئات الاجتماعية وتنظيماتها السياسية تظهر على أساس مصلحة كل فئة في البلد الذي تعيش فيه، وتكيفت هذه السياسة على ضوء الواقع الاقتصادي والثقافي والسياسي الذي يعيشه هذا البلد أو ذاك الذي يوجد فيه فلسطينيون.

         من الطبيعي أن كل طبقة من طبقات الشعب تبني لنفسها تنظيما سياسيا يدافع عن برنامجها ومصالحها، كما انه من الطبيعي أن تتبنى كل فئة من الفئات ضمن الطبقة الواحدة تنظيما خاصا بها. ومع ضرورة وعينا لهذه الحقيقة، إلا أن هذا الوعي يدفع أساسا إلى التأكيد على ضرورة وحدة كل الفئات الوطنية والتزامها ببرنامج للتحرير الوطني، لان التحرير الوطني يحقق أهدافها ولا يتنافى معها في هذه المرحلة.

         2 – ان الارتباط بين الواقع الفلسطيني والواقع العربي هو حقيقة تاريخية، فقد كان هناك تاريخيا تأثر وتأثير متبادل بين الواقعين.

         لقد كانت الأنظمة الإقطاعية العربية تدعو إلى وحدة القوى السياسية الفلسطينية عندما تكون هذه الوحدة في خدمة إبقاء حلفائها من القيادات الإقطاعية الفلسطينية

<2>

برنامج الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين لإقامة جبهة وطنية موحدة
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 367 – 376”

على رأس الحركة الوطنية وفي خدمة عملية المساومة والتصفية للقضية الفلسطينية، كما حدث حين ضغطت الأنظمة العربية قبل عام 1948 من اجل إنشاء “الهيئة العربية العليا” بقيادة الإقطاع العائلي الفلسطيني. كما لعبت الأنظمة العربية نفس الدور، حين حاولت الضغط على الكثير من القوى الفلسطينية حتى تنضوي تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية عند إنشائها، لأن هذه المنظمة كانت خاضعة لسياسة وتأثير الأنظمة العربية وسياسات مؤتمر القمة والجامعة العربية. ولكن هذه الأنظمة، في أحيان أخرى، تعمل على المزيد من التمزيق والتبعثر للحركة الوطنية الفلسطينية حين لا تكون قادرة كليا على إخضاعها والسيطرة عليها، فنراها في هذه المرحلة تزرع بعض المنظمات الموهومة داخل حركة المقاومة وتدعم اكثر التنظيمات “ضعفا سياسيا وجماهيريا” لانها حين لا تتمكن من أن تحرك الحركة الوطنية الفلسطينية بمجموعها بما ينسجم مع برامج وسياسة هذه الأنظمة، فإنها تعمل على زرع الألغام داخل حركة المقاومة حتى تتمكن من استغلال هذه الألغام عندما تحين لحظة حاسمة كلحظة التصفية السلمية من أجل تفجير حركة المقاومة من داخلها. كما ان الأنظمة العربية تحاول أن تلعب على التناقضات بين تنظيمات المقاومة الفلسطينية بدعم هذا التنظيم وحجب الدعم عن الآخر حتى تتمكن من ترويض عدد كبير من التنظيمات وإخضاعها لسياسة وبرامج هذه الأنظمة. فأن أكثر ما تخشاه هذه الأنظمة هو نمو حركة وطنية وجذرية في هذه المنطقة تفتح الطريق أمام أوسع الجماهير للصدام العنيف والطويل ضد الإمبريالية وضد كل الذين يترددون أو يتخاذلون عن الاستمرار في هذا الصدام.

         ان هذين العاملين، مضافا لهما عدة عوامل ثانوية أخرى، قد أدت كلها إلى المزيد من التبعثر لتنظيمات المقاومة الفلسطينية، وقد ازدادت حدة التناقضات في بعض الأحيان حتى وصلت إلى درجة الصدامات والصراعات الذاتية الحادة، مما أضعف الحركة الوطنية أمام أعدائها وجعل هؤلاء الأعداء يتأهبون لاستغلال هذه التناقضات والاستفادة منها في ضرب الحركة الوطنية. كما ان هذه التناقضات قد أضعفت من درجة ومستوى النضال ضد العدو المحتل، وجعلت حركة المقاومة غير قادرة على مجابهة الاحتلال ببرنامج وطني سياسي وعسكري موحد، وبتنظيم وتجنيد أوسع الجماهير من أجل انتصار هذا البرنامج.

         ان هذه التناقضات التي تعيشها حركة المقاومة، تتطلب من كافة الفصائل وعيا وتفهما موضوعيا لها. ولكن الخطر يكمن في ازدياد حدة هذه التناقضات الفرعية والذاتية بينما حركة المقاومة مجابهة بتحد أكبر وبأعداء يتربصون بها: الأعداء من الأمام، ممثلين بقوى الاحتلال الصهيوني والإمبريالية الأميركية. والأعداء من الخلف، ممثلين بقوى الرجعية وحملة لواء تصفية الحركة الوطنية والاستسلام أمام الإمبريالية. ان استمرار هذه التناقضات وتصاعدها هو الفرصة الذهبية التي يتمناها هؤلاء الأعداء، وسيعملون على الاستفادة القصوى منها. كما أن تجاهل هذه التناقضات ومحاولة كبتها بالتصفية المتبادلة بين التنظيمات أو بالإلحاق والضم القسري، سوف تولد مناخا ممزقا جديدا يستفيد منه الأعداء، لانها سوف تستبدل التناقضات الأولى بتناقضات عدائية جديدة لا مكان لها الآن، وحركة المقاومة تجابه أعداء كثيرين ومؤامرات أكثر.

         ان واقع حركة المقاومة الراهن يتطلب فهم هذه التناقضات الذاتية بين صفوف عدد من تنظيمات حركة المقاومة والتناقضات الفرعية بين عدد آخر، ويتطلب قبول واستيعاب هذه التناقضات ضمن جبهة وطنية واحدة تلتقي فيها جميع الأطراف حول برنامج وطني يمثل الحد الأدنى الذي يمكن ان يلتقي الجميع حوله، مع احتفاظ كل منظمة بحقها في العمل المستقل ضمن برنامجها الخاص خارج هذه الجبهة.

         ان وحدة كل القوى والطبقات الوطنية ضرورة تاريخية من أجل إنجاز التحرير الوطني، كما ان إنجاز مهمات هذه الوحدة بشكل عاجل هو موضوع تحتمه الظروف الراهنة وهو مطلب جماهيري يومي وملح.

مشروع برنامج للجبهة الوطنية الفلسطينية الموحدة

1 – حول سياسة وعلاقات الجبهة الوطنية الموحدة على الصعيد الوطني:
         – الجبهة الوطنية الموحدة هي الممثلة الوحيدة لجماهير شعب فلسطين بكل فئاته الوطنية، وهى المسؤولة عن تقرير سياسة ومستقبل الحركة الوطنية ضمن حدود هذا البرنامج وبنوده.

         – الجبهة تمثل وحدة للتنظيمات والفئات الوطنية المقاتلة التي أثبتت من خلال الممارسة ومن خلال مواقفها السياسية التزامها بقضية التحرير الوطني الكامل لفلسطين.
         – تلتزم الجبهة بالكفاح الشعبي المسلح كشكل رئيسي

<3>

برنامج الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين لإقامة جبهة وطنية موحدة
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 367 – 376”

وقائد للنضال الوطني من أجل التحرير الوطني وهزيمة الصهيونية والإمبريالية.

         – ترفض الجبهة أي صيغة من صيغ التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، سواء أكان ذلك ممثلا بقرار مجلس الأمن في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 1967، أو أي قرار آخر. وتعتبر الجبهة أن من حقها الوطني المشروع والتزامها بقضية التحرر الوطني الفلسطيني ما يدفعها إلى انتقاد كل موقف عربي أو عالمي يهدف إلى تحقيق التسوية السلمية، لانها تسوية تقع على حساب المصالح والحقوق الوطنية لشعب فلسطين.

         – ان الجبهة تدرك ان دولة إسرائيل، بقيادة الحركة الصهيونية، هي كيان زرعته الإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة لضرب الحركة الوطنية العربية. ونضال شعب فلسطين يستهدف تحطيم أداة الدولة وكيانها وأجهزتها القائمة.

         – ان الجبهة تعتبر ان القوى والأنظمة الرجعية هم الحلفاء المخلصون للإمبريالية والحركة الصهيونية، وهم أدوات الإمبريالية في قمع الحركة الوطنية وتصفيتها.

         – ان النضال التحرري لشعب فلسطين ضد الحركة الصهيونية يستهدف أساسا الإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة ومصالحها في منطقتنا، والتي تتولى إسرائيل حمايتها كحارس أمين لهذه المصالح، فهي لم توجد إلا لتحقيق هذا الهدف.

         – الجبهة هي جزء من الواقع السياسي والاجتماعي القائم في الضفة الشرقية، ولا تنفصل عن هذا الواقع، ولهذا فان الجبهة:

  • تتخذ مواقف معلنة باستمرار تجاه سياسة النظام الحاكم في الضفة الشرقية في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وخاصة التسوية السياسية.
  • تتخذ مواقف معلنة تجاه سياسة النظام للتدخل في شؤون وعمل الجبهة وتنظيماتها داخل الضفتين.
  • ترفض محاولات فرض الشروط، مهما كانت طبيعتها، على حركة المقاومة وتنظيماتها.
  • تتخذ مواقف تجاه كل التغييرات والتطورات السياسية التي تحدث على صعيد الحكم.
  • تمارس الجبهة نضالها اليومي داخل الضفتين كقوى وطنية أردنية – فلسطينية. وتقيم تحالفاتها الوطنية على هذا الأساس، وتتخذ كافة مواقفها السياسية اليومية انطلاقا من هذا الاعتبار.

         – تناضل الجبهة من أجل تسليح الشعب وإطلاق حرياته الديمقراطية، ومن أجل حقه في التنظيم المستقل، كما تناضل من أجل قطع كافة العلاقات مع معسكر الإمبريالية وتوطيدها مع المعسكر الاشتراكي، وتناضل من أجل اقتصاد وطني مستقل عن النفوذ الاستعماري ومجند من اجل خدمة المقاومة ضد الاحتلال.

         – تناضل الجبهة من أجل تجنيد كل جماهير وقوى الشعب الفلسطيني الوطنية من خلال المنظمات المشتركة في الجبهة، وتناضل من أجل احتفاظ هذه المنظمات بهذا الحق وخاصة في الدول التي تعمل على حجبه وبشكل مستقل عن هذه الأنظمة وبلا شروط تفرضها الأنظمة لتحقيق هذه المهمة.

         – تناضل الجبهة من أجل نشر الوعي السياسي الوطني بين صفوف الجماهير ممثلا في:

  • التأكيد على ان الأعداء الرئيسيين المباشرين أمام الشعب الفلسطيني وكل الشعوب العربية هم الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية.
  • التأكيد على الدور الرئيسي للكفاح المسلح من أجل إنجاز التحرير الوطني.
  • رفض التسوية السلمية وكشف دعاتها ونقدهم يوميا من أجل حماية الحركة الوطنية الفلسطينية.
  • التأكيد على برنامج الجبهة الوطنية وضرورة توحيد الحركة الوطنية الفلسطينية.
  • التأكيد على المطالب الجماهيرية في الضفة الشرقية والتي أوردناها.
  • كشف محاولات ضرب وتصفية حركة المقاومة في عدد من البلدان المحيطة بإسرائيل أو التضييق عليها من قبل بلدان أخرى.
  • كشف عمليات محاولة التدخل وفرض الوصاية على حركة المقاومة.
  • التأكيد على أهمية التنظيم والتسليح الواسع لقطاعات الشعب الوطنية.
  • التأكيد على أن الحلفاء المخلصين للحركة الوطنية الفلسطينية هم الشعوب العربية والشعوب الثورية والاشتراكية في العالم.

         – تعمل الجبهة من أجل تسليح أوسع قطاعات الجماهير لمواجهة أي غزو قادم، وتدعم إنشاء المنظمات الجماهيرية المسلحة على أوسع نطاق.

         – تعمل الجبهة من أجل تنظيم أوسع قطاعات الجماهير وتعبئتها في منظمات نقابية واتحادية مستقلة، أردنية – فلسطينية.

         – تناضل الجبهة من اجل نشر المنظمات الوطنية، ورفع درجة الوعي السياسي داخل المنطقة المحتلة والذي يحتوي بالإضافة إلى ما ذكرناه سابقا على:

  • كشف الفئات الخائنة والمتعاونة مع العدو أو التي تعمل على التهاون معه.
  • كشف الفئات التي تعمل على إخضاع الجماهير لقيادة نفس القوى الحاكمة قبل حزيران (يونيو) داخل المنطقة المحتلة.
  • كشف كافة مخططات العدو الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وكافة المشاريع المشبوهة التي يطرحها، كالكيان الفلسطيني.
  • التأكيد على وحدة النضال الوطني في الضفتين، وعلى وحدة مصير الحركة الوطنية فيهما.

         – تناضل الجبهة من اجل تصعيد الكفاح المسلح إلى حرب عصابات تشمل كل المنطقة المحتلة، وتعمل على تنظيم انتفاضات الشعب وعصيانه ومقاومة الاحتلال بكافة أشكال النضال.

         – منظمات الجبهة الوطنية هي القوى الوحيدة القائدة لنضال شعب فلسطين في المنطقة المحتلة، وهي لهذا تشجب كل محاولات تثبيت وزرع القيادات الإقطاعية والتقليدية القديمة على رأس الحركة الوطنية وتقديم الدعم المادي لها من الدوائر الحاكمة في الضفة الشرقية.

         – مجال نضال شعب فلسطين هو الأرض الفلسطينية وكل المناطق التي تتواجد فيها تجمعات من النازحين وكل

<4>

برنامج الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين لإقامة جبهة وطنية موحدة
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 367 – 376”

الحدود المحاذية للمنطقة المحتلة.

         – ان الحركة الوطنية الأردنية – الفلسطينية هي حركة واحدة يجمعها واقع سياسي واجتماعي واحد وبرنامج نضال وطني واحد، ولهذا فان الجبهة الوطنية تعمل على تمثيل القوى الوطنية الأردنية – الفلسطينية داخلها والتزامها بهذا البرنامج.

         – ان الجبهة تدعو كافة القوى اليهودية المعادية للصهيونية ولدولة إسرائيل والمساندة للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ان تلتزم بهذا البرنامج وبصفوف الجبهة الوطنية الموحدة.

         – ان الجبهة تناضل من اجل كشف الخونة وعزلهم عن صفوف الشعب وعلى تصفية كل بؤر التجسس والعمل لصالح العدو.

2 – في مستقبل فلسطين وأهداف الحركة الوطنية الفلسطينية:
         – ان شعب فلسطين هو صاحب الحق في تقرير مصير وطنه وعلى أرضه.

         – ان الحركة الصهيونية هي حركة عنصرية موالية للإمبريالية قامت على أساس اضطهاد قومي عرقي للشعب العربي الفلسطيني وإجلائه من أرضه بالقوة.

         – ان الحركة الصهيونية والرأسمالية اليهودية العالمية كانت تهدف إلى خلق دولة قومية لها لتنفيذ أهدافها الذاتية في التوسع والسيطرة الاقتصادية على شعوب البلدان المتخلفة العربية وفي كل بلدان آسيا وأفريقيا.

         – ان مصير الحركة الصهيونية مرتبط عضويا بمصير الإمبريالية ونشاطها الاقتصادي والسياسي والعسكري على مستوى العالم هو جزء من حركة الإمبريالية العدوانية.

         – ان اليهود في فلسطين قد خضعوا لعملية اضطهاد طويلة في أوروبا، والمسؤول الأول عن هذا الاضطهاد هو الرأسمالية الأوروبية التي مارست اضطهادها البشع أيضا ضد شعوب البلدان المتخلفة والمستعمرة وبدأت الأسلوب الاضطهادي عند استعمارها لهذه البلدان. إن حل أزمة اضطهاد اليهود تكمن في حل أزمة المجتمع الأوروبي والرأسمالية الحاكمة في العديد من بلدانه. كما ان حل قضية الاضطهاد لا تتم من خلال اضطهاد وإجلاء شعب آخر هو الشعب العربي في فلسطين.

         – ان قسما كبيرا من اليهود قد خضعوا لتأثير الأفكار الصهيونية العنصرية التي حاولت من خلال بعث مفتعل للثقافة والأفكار الدينية القديمة، تهجير أعداد متزايدة من اليهود من مختلف البلدان إلى فلسطين، بينما كانت الصهيونية العالمية تهدف إلى تحقيق مطامح توسعية واقتصادية ذات طابع إمبريالي واستعماري.

         – ان نضال الحركة الوطنية الفلسطينية يهدف إلى تحقيق التحرير الكامل لفلسطين وتطهيرها من قيادة ونفوذ الحركة الصهيونية وأجهزتها ومؤسساتها التي عملت على اضطهاد الشعب العربي الفلسطيني ومارست القهر القومي ضده وعملت على تضليل واسع لليهود في فلسطين وإخضاعهم لمؤثرات أفكارها وسياستها الرجعية العنصرية.

         – ان نضال الحركة الوطنية الفلسطينية يهدف إلى إقامة دولة فلسطين الموحدة بعد إزالة الكيان الإسرائيلي.

         – ان الدولة الفلسطينية التي سوف تقضى على التمييز العرقي والعنصري والاضطهاد القومي يجب أن تعتمد على حل ديمقراطي للتناحر القائم يستند إلى تعايش الشعبين العربي واليهودي. ان هذا التعايش لن يتحقق إلا بزوال كافة أشكال الاضطهاد والاغتصاب والاستغلال.

         – ان الكفاح المسلح للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية ضد العدوان والاحتلال هو الطريق الوحيد الذي سوف يحقق تصفية الكيان الإسرائيلي، وهذا ما يمكن تحقيقه من خلال الحرب الشعبية التي تخوض فيها الجماهير الشعبية الفلسطينية والعربية قتالها ضد العدو الصهيوني معتمدة على قواها الذاتية وعلى تأييد كل قوى الثورة والتقدم في العالم.

3 – حول الكفاح الفلسطيني المسلح:
         – ان الجبهة الوطنية تعتبر ان الكفاح المسلح هو الشكل القائد للنضال والقادر وحده على إنزال الهزيمة بالاحتلال الصهيوني لفلسطين، وعلى إسقاط دولة إسرائيل.

         – ان الكفاح المسلح هو وحده القادر على فرز القوى والفئات الوطنية المناضلة بإخلاص من أجل التحرير الوطني الكامل عن القوى المترددة والجبانة والمدعية.

         – ان الجهة تناضل من أجل تطوير العمل الفدائي إلى حرب عصابات داخل المنطقة المحتلة ضد الاحتلال على طريق شن حرب تحرير شعبية.

         – ان انتصار الحرب الشعبية لا يتحقق إلا من خلال التحام القوى المقاتلة بجماهير الشعب في الريف والمدن، من خلال تحقيق وحدة المقاتلين والجماهير الشعبية.

         – ان انتصار الحرب الشعبية يتطلب تنظيم وتجنيد وتسليح أوسع الجماهير التي من مصلحتها أن يتحقق التحرير الوطني “جماهير العمال والفلاحين واللاجئين والطلبة وصغار التجار والحرفيين وأصحاب المهن الحرة”.

         – ان رفع درجة الوعي السياسي والوطني بين صفوف الجماهير هو شرط أساسي لتنظيمها ومشاركتها الفعالة في الحرب الشعبية.

         – ان الجبهة الوطنية الموحدة تعمل على إنشاء قيادة واحدة للكفاح الفلسطيني المسلح تقوم بتنسيق قتال العصابات داخل المنطقة المحتلة وتضع البرامج العملية من أجل تطويره وتصعيده.

         – تعمل الجبهة من أجل نشر وبناء روح التآلف والتفاعل بين جميع المقاتلين في كافة التنظيمات من خلال تنسيق العمليات المسلحة وبرامج التوعية السياسية المشتركة.

         – تعمل الجبهة على رفع مستوى التدريب والتسليح عند كافة المنظمات المقاتلة وتلاحق البرامج الخاصة لذلك من أجل سد احتياجات كل التنظيمات المشتركة في الجبهة.

         – تحدد الجبهة طبيعة أهدافها في المؤسسات والمنشآت العسكرية والاقتصادية والثقافية التي تعمل على نشر الأفكار العنصرية والمتعصبة.

         – تهتم الجبهة، اهتماما كبيرا، بتسليح الميليشيا الشعبية عند كافة المنظمات وبين التنظيمات النقابية

<5>

برنامج الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين لإقامة جبهة وطنية موحدة
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 367 – 376”

والاتحادية المستقلة، لانها تمثل الدرع الجماهيري المسلح المدافع عن احتمالات تصفية المقاومة من الخلف، كما تمثل القوة الأساسية المدافعة عن الوطن في وجه أية محاولات جديدة للغزو الصهيوني.

         – تعمل الجبهة على رفع وعي المقاتلين السياسي والوطني ضمن البرنامج الذي أوردناه، كما تقوم بوضع البرامج الموحدة للتوعية والتعبئة الوطنية للمقاتلين من مختلف المنظمات.

         – تعمل الجبهة على تحقيق الديمقراطية بين صفوف القوى المقاتلة من خلال:

  • إلغاء كافة الرتب العسكرية الكلاسيكية والاستعاضة عنها بأربع رتب تتحدد من خلال التشكيلات العسكرية للمقاتلين الذين يساهمون مباشرة في المعارك وخاصة في جيش التحرير الفلسطيني.
  • إلغاء نظام الرواتب المعمول به في جيش التحرير الفلسطيني أو أية قوة مقاتلة أخرى والاستعاضة عنه بمكافأة مادية لسد الاحتياجات المعيشية للمقاتلين وعائلاتهم على ان لا تتجاوز نسبة هذه المكافآت 1 إلى 2 في كافة القطاعات المقاتلة.
  • نشر النقد والنقد الذاتي بين صفوف القوى المقاتلة بحيث يشمل كل العاملين في القطاع العسكري بلا استثناء.
  • تطبيق نظام الانتخابات بين الجنود في جيش التحرير الفلسطيني لتشكيل لجنة عليا ممثلة للجنود يكون لها الحق في فرض رقابتها وإحداث تعديلات على القيادات العسكرية في حال أن قطاعات الجنود قد رفضتها لعدم مشاركتها في العمل المسلح، أو لاتخاذها موقفا سياسيا أو قرارا عسكريا لا يعبر عن أماني الجنود وأهدافهم.

         – تعمل الجبهة لنقل كافة وحدات جيش التحرير الفلسطيني إلى الضفة الشرقية والمنطقة المحتلة، وتحويلها إلى وحدات عصابات مقاتلة على ذات النسق والنظام والممارسة في بقية تنظيمات المقاومة، وتساهم بكل إمكاناتها في الكفاح الفلسطيني المسلح.

         – تعمل الجبهة على التزود بأحدث الأسلحة من خلال الصلات التي تقيمها بالقوى الثورية والاشتراكية في العالم ومن خلال البدء في القيام بمشاريع داخلية لصناعة وتحضير الأسلحة ذاتيا.

حول المنظمات الشعبية والنقابية والمهنية

         – تدعم الجبهة إنشاء منظمات مستقلة للعمال والفلاحين والطلاب والمرأة والشباب والمهنيين.

         – تتكون هذه المنظمات بشكل موحد في الضفتين وبين كافة تجمعات الفلسطينيين في الخارج.

         – تطبق هذه المنظمات في داخلها نظام الانتخابات الديمقراطية المباشرة ما عدا المناطق المحتلة حيث تنشئ الجبهة هذه المنظمات وتتمثل فيها كافة تنظيمات الجبهة بشكل متكافئ.

         – تعمل هذه المنظمات على تنظيم أوسع الإطارات من جماهيرها بشكل ديمقراطي مركزي.

         – تعمل الجبهة على تدريب وتسليح هذه المنظمات.

         – تقوم هذه المنظمات بنشر الوعي السياسي بداخلها وتقود أعمال الدعاية السياسية بين صفوف الشعب.

         – تناضل هذه المنظمات ضد كافة المشاريع الاقتصادية والثقافية للعدو، ضد مؤامرات الهستدروت ومحاولة تجنيد واستغلال الأيدي العاملة العربية، من اجل حقوق صغار وفقراء الفلاحين، من أجل حماية الثقافة الوطنية ومنع تشويهها على يد الاحتلال الخ.

         – تناضل هذه المنظمات من اجل إقامة علاقات حميمة مع المنظمات النقابية الديمقراطية والتقدمية في العالم، وتساهم في حملة الدعاية العالمية والنضال ضد الإمبريالية والاضطهاد العنصري والقومي.

         – تساهم هذه المنظمات في الكفاح المسلح الذي تخوضه القوى المقاتلة وبقيادة تنظيمات الجبهة الوطنية داخل المنطقة المحتلة.

4 – حول العلاقات الداخلية بين أطراف الجبهة الوطنية:
         – ان العلاقة المتكافئة بين قوى حركة المقاومة هي الصيغة الصحيحة التي يمكن من خلالها ان يتم تجاوز التناقضات الذاتية وتوحيد عدد من القوى التي ليس هناك أية فروقات اجتماعية أو سياسية بينها.

         – تتشكل كافة قيادات وهيئات الجبهة الوطنية بتمثيل متساو بين كافة التنظيمات وتتولى التنظيمات المشتركة في الجبهة رئاسة هذه الهيئات دوريا.

         – تؤخذ القرارات داخل الجبهة بالإجماع بما يتفق وبنود البرنامج الوطني المقترح.

         – تشكل الجبهة هيئات عسكرية وثقافية وإعلامية ومالية وللاتصال السياسي تابعة لها وتمثل فيها كافة التنظيمات.

         – لا تقبل عضوية تنظيم داخل الجبهة إلا بقرار جماعي.

         – ان قرار فصل أي تنظيم مشترك في الجبهة لا يتم إلا بموقف جماعي وببيان علني يحدد أسباب هذا القرار.

         – تحسم الجبهة في كافة النزاعات التفصيلية بين أطرافها وتتخذ القرارات المتعلقة بذلك بالأغلبية المطلقة.

         – ان من حق كل منظمة مشاركة في الجبهة ان تحتفظ باستقلالها التنظيمي والعسكري والفكري وحقها في اتخاذ مواقف سياسية مستقلة مع استمرار التزامها ببرنامج الجبهة وقراراتها.

         – ان من حق كل منظمة ان تنتقد مواقف الجبهة الوطنية علنا وان تنتقد مواقف أطراف أخرى مشاركة في الجبهة مع استمرار التزامها ببرنامج الجبهة وقراراتها والوحدة مع هذه الأطراف.

5 – حول علاقات الجبهة الوطنية الموحدة مع الأوضاع العربية القائمة:
         – لقد أثبت التاريخ القديم والحديث لفلسطين أن مصير القضية الفلسطينية تقرره الأوضاع الداخلية الفلسطينية بعلاقتها الجدلية مع الأوضاع العربية المحيطة. لقد كانت هناك باستمرار علاقة تأثر وتأثير متبادلين بين الأوضاع الفلسطينية الداخلية والأوضاع العربية. ان هزيمة ثورة 1936 وهزيمة 1948 وهزيمة 1967 هي دلائل بارزة على التأثير الذي تمارسه الأوضاع العربية في تقرير مصير القضية الفلسطينية، كما ان هذه الهزائم قد عكست آثارها على مجمل الأوضاع الداخلية العربية، ولا تزال حتى هذه الفترة، فساهمت في إسقاط القيادات الإقطاعية العربية وفي كشف عجز

<6>

برنامج الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين لإقامة جبهة وطنية موحدة
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 367 – 376”

القيادات الوسطية عن إنجاز التحرير الوطني الكامل.

         – إن الجبهة الوطنية تعتبر ان التطورات التي تجري في داخل البلدان العربية تؤثر سلبا أو إيجابا على القضية الفلسطينية، ولهذا فالجبهة تعتبر ان واجبها الوطني وإخلاصها لقضية النضال الفلسطيني يدفعها إلى توضيح وجهة نظرها في الأوضاع العربية التي كانت قائمة في الخامس من حزيران (يونيو). وان استمرار هذه الأوضاع لن يؤدي إلى اتخاذ خطوات حقيقية إلى الأمام من أجل التحرير وردع العدوان. فبدون تسليح الشعب في كل بلد وتدريبه وإطلاق حرية العمل أمامه وقطع الصلات الاقتصادية والسياسية مع الإمبريالية وتجنيد اقتصاد كل بلد عربي من أجل خدمة متطلبات الحرب الطويلة الأمد مع إسرائيل، بدون هذا فإن الشروط للرد على هزيمة حزيران (يونيو)، وتجاوز الأوضاع التي قادت إلى الهزيمة على المستوى العربي، لن تتحقق. ويتحمل شعبنا حتى الآن النتائج التي أفرزتها هذه الأوضاع بعد حزيران (يونيو) 1967.

         – ان الجبهة الوطنية تعتبر أن نضالها من أجل التحرير الوطني الكامل لفلسطين ودفاعها عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني يدفعها إلى التدخل وإعطاء رأيها في الأوضاع العربية القائمة بمقدار ما تمس هذه الأوضاع القضية الفلسطينية ومستقبل التحرير الوطني.

         – تشجب الجبهة مواقف الأنظمة العربية التي قبلت بالحل السلمي ممثلا في قرار مجلس الأمن أو أي مشروع آخر مشابه له، وتعتبر ان موافقة هذه الأنظمة على المشاريع السلمية المطروحة لن يؤدي في النهاية إلا إلى الاستسلام للصهيونية والإمبريالية الأميركية والانصياع لشروطهما مهما كانت طبيعة النوايا وراء هذه الموافقة، وتعتبر أن هذه الموافقة على الحلول السلمية تمس الحقوق الوطنية لشعبنا وحقه في تقرير مصيره بنفسه دون وصاية من أحد على مستقبله.

         – تعتبر الجبهة أن رفض بعض الأنظمة الرجعية البعيدة عن حدود الصراع مع إسرائيل للحل السلمي، هو موقف تضليلي ومزيف، تهدف هذه الأنظمة من ورائه إلى المزايدة وطنيا والى الظهور بمظهر شريف ومخلص لقضية شعبنا، بينما تستنزف الإمبريالية الأميركية بترولها يوميا وتحوله إلى أداة حرب تمد بها إسرائيل لتقمع انتفاضة شعبنا في المناطق المحتلة وتقتل نساءه وأطفاله بغاراتها على الضفة الشرقية التي تقوم بها طائرات تتزود بالبترول العربي أو طائرات صنعت بأموال جناها الإمبرياليون الأميركيون من بترول وخيرات عدد من البلدان العربية.

         – تعتبر الجبهة أن رفض بعض الأنظمة المتقدمة لقرار مجلس الأمن لا يكتسب مضمونا عمليا إلا في حال قيام هذه الأنظمة بإعداد الشروط لحرب شعبية طويلة الأمد على صعيد الاقتصاد والسياسة وتنظيم وتسليح الجماهير والعلاقة مع معسكر الإمبريالية.

         – تعتبر الجبهة ان موافقة الأنظمة الرجعية المحيطة بإسرائيل على قرار مجلس الأمن هو موقف طبيعي يمليه تركيب هذه الأنظمة الخاضع لنفوذ الإمبريالية الأميركية، وتعتبر أن هذه الأنظمة هي المنفذ الرئيسي للإمبريالية من تصفية حركة المقاومة والحركة الوطنية العربية.

         – ان الجبهة الوطنية الموحدة تعلن انه:
         “لا سلطة فوق سلطة المقاومة المسلحة”.
         ومن هنا فهي ترفض رفضا تاما إملاء الشروط على تنظيمات المقاومة الفلسطينية ومحاولة تقييد عملها أو وضع العراقيل في طريقها. ولهذا فإن الجبهة:

  • ترفض محاولات الدوائر الحاكمة في الأردن فرض شروطها على حركة المقاومة والتضييق على عملها وعلى رأس هذه الشروط الأربعة عشر بندا التي حاولت هذه الدوائر ان تفرضها على حركة المقاومة بعد 4/11/68، وتعلن الجبهة إنها تعمل وفق أنظمتها الداخلية الخاصة وانطلاقا من إرادة الشعب الأردني – الفلسطيني ونضاله من أجل التحرير الوطني.
  • ترفض موقف النظام العراقي وشروطه التي حاول فرضها على حركة المقاومة والمتمثلة في مذكرة الحكومة العراقية ببنودها الثمانية ونقاطها الخمسة عشر الهادفة إلى التضييق على حرية عمل المقاومة في العراق.
  • ترفض وتشجب مواقف النظام اللبناني الذي حاول البدء بمؤامرة تصفية حركة المقاومة، وقام بعمليات تصفية فاشية ضد المقاتلين الفلسطينيين وجماهير الشعب اللبناني والجماهير الفلسطينية في لبنان، وتعلن الجبهة تصميمها على النضال من أجل استمرار العمل المسلح من لبنان وعلى التصدي لمحاولات منعه بكافة الوسائل التي تملكها، كما تناضل الجبهة مع كل القوى الوطنية اللبنانية من أجل قطع الطريق على مؤامرات هذا النظام.
  • ترفض وتشجب مواقف أي نظام عربي يهدف إلى التضييق على النشاط السياسي والعسكري والدعاوي المستقل لتنظيمات المقاومة، كما تشجب محاولات إلقاء التهم واحتجاز أعضاء منظمات المقاومة في بلدان عربية متخاذلة أخرى.

         – ان الجبهة الوطنية ترفض وتشجب محاولات عدد من الأنظمة العربية اختلاف واصطناع تنظيمات فلسطينية وهمية ومحاولة إجبار منظمات المقاومة الفلسطينية على الاعتراف بها كمنظمات عاملة. وتعتبر الجبهة انه ليس هناك ما يبرر وجود هذه التنظيمات وتدينها كأدوات من أجل النفاذ إلى حركة المقاومة من داخلها وفرض الشروط عليها لتحريكها ضمن مخططات القوى العاملة على تحقيق التصفية السلمية.

         – ان الجبهة الوطنية تشجب مواقف عدد من الأنظمة العربية بإغداق المساعدات على عدد من المنظمات وحجبها عن المنظمات الأخرى لانها مواقف تؤدي إلى ازدياد تفتيت وتمزيق حركة المقاومة.

         – ان الجبهة الوطنية تعلن أن من حقها إقامة علاقات وطيدة مع التنظيمات والقوى الشعبية العربية كجزء من الموقف الاستقلالي للنضال الوطني الفلسطيني عن الأنظمة الرسمية العربية.

         – ان الجبهة الوطنية تعلن أن من حقها ممارسة العمل السياسي المستقل بين الجماهير العربية من أجل حشدها لدعم ومساندة المقاومة الفلسطينية باستقلال تام

         – إن الجبهة الوطنية تؤيد محاولات التنسيق العسكري العربية وتطالب باستمرار المحاولات من أجل تدعيم هذا التنسيق، كما انها لا تقبل اعتبار العمل الفدائي جزءا من خطط التنسيق هذه، لاستقلال العمل

<7>

برنامج الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين لإقامة جبهة وطنية موحدة
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 367 – 376”

الفدائي وطنيا وعمليا عن التنسيق العسكري الكلاسيكي، ونظرا لوجود استراتيجية كفاحية مختلفة للعمل الفدائي عن الاستراتيجية العسكرية التقليدية.

         إن الجبهة الوطنية الموحدة تشجب وتدين أي دعوة لمؤتمر قمة عربي، كما ترفض رفضا تاما المشاركة في أي مؤتمر كهذا. وتعتبر أن مؤتمر القمة هو مسرح تحاول عدد من الأنظمة الظهور عليه بمظهر وطني، وأن تتخلص خلاله من مسؤوليتها الوطنية تجاه جماهيرها، أو تتستر وراء العمل العربي الموحد للتخلص من التزاماتها الوطنية بالإعداد الجاد والحقيقي لمعركة التحرير الوطني. كما تعتبر ان دعوة منظمات المقاومة للمشاركة هو محاولة للتضييق على المقاومة وحصرها ضمن المخططات الرسمية العربية مما قد يعرض قضيتنا الوطنية لكي تغرق مرة أخرى في دهاليز المساومات السياسية والدبلوماسية.

         – ان الجبهة الوطنية تطالب الأنظمة العربية الحاكمة بعدم منع أو التضييق على شعوبها من أجل تقديم دعمها السياسي والمعنوي والمادي لحركة المقاومة.

         – ان الجبهة الوطنية تطالب الأنظمة العربية القائمة بـ:

  • إطلاق الحرية الدعاوية والسياسية لحركة المقاومة بدون شرط.
  • إطلاق حرية التنقل الكامل لحركة المقاومة.
  • تقديم الدعم إلى الجبهة الوطنية أو أي صيغة موحدة للمقاومة فقط حتى يتم توزيع هذا الدعم بشكل متساو على تنظيمات المقاومة على ان لا يتم دعم أي تنظيم خارج هذه الصيغة الموحدة.
  • ان الجبهة ترفض أي مساعدة أو دعم يمس حريتها في تنفيذ برنامجها.
  • عدم التعرض للنشاط العسكري لحركة المقاومة وعدم تقييده بأي صورة من الصور أو أي مبرر مهما كان نوعه.
  • إطلاق حرية الفدائيين في المناطق التي يعملون بها خارج المنطقة المحتلة وعدم التعرض لهم عند دخولهم أو تحديد مناطق دخولهم.
  • إطلاق حرية الجمع المادي للجبهة الوطنية شعبيا في البلدان العربية بدون تدخل من النظام القائم.
  • إنهاء علاقة الأنظمة العربية بجيش التحرير الفلسطيني ونقل كل وحداته للضفة الشرقية والمنطقة المحتلة، وخضوع هذه الوحدات للقيادة السياسية الفلسطينية كليا.
  • عدم تدخل الأنظمة العربية في قضايا جيش التحرير المتعلقة بالتسليح أو التنقل أو بتشكيل القيادات أو النظام المالي الداخلي.

         – ان الجبهة الوطنية تعتبر ان العمل الفدائي وحرب العصابات ثم حرب التحرير الشعبية هي استراتيجية كفاحية كاملة لها شروطها المادية وأشكال نضالها الخاصة بها وقواها الجماهيرية وبرنامج عملها الكامل للتحرير الوطني ومن هنا، فالجبهة ترفض اعتبار العمل الفدائي تمهيدا ومقدمة لدور الجيوش العربية الرسمية في واقعها الراهن كما ترفض اعتبار ان الكفاح المسلح يؤدي وينهي مهمته حين تبدأ مهمة هذه الجيوش.

         – ان الجبهة الوطنية ترفض كل محاولات تصوير النضال الوطني الفلسطيني معزولا عن النضال الوطني العربي ضد الإمبريالية والصهيونية. ومن هنا فإننا نرفض كل المحاولات الغريبة التي تقول “بأن من حق المقاومة الفلسطينية رفض قرار مجلس الأمن والتصفية السلمية لأن هذا يتعلق بقضيتها الوطنية بينما من حق الأنظمة العربية ان تقبل هذا القرار لانه يتعلق بالأنظمة هذه فقط” ان الجبهة ترفض هذه التجزئة الممسوخة للنضال الوطني العربي وتعتبر ان ذلك مناورة مكشوفة لتمرير مؤامرة الحل السلمي، وتؤكد على وحدة نضال كل الشعوب العربية ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعية ومؤامرات التصفية ودعاتها. كما تؤكد بأن أي تصفية سلمية سوف تستهدف أساسا تصفية حركة المقاومة الفلسطينية، وسوف تتناول الحقوق الوطنية الأساسية لشعبنا في تحرير وطنه.

6 – الجبهة الوطنية الموحدة وموقفها على الصعيد العالمي:

         – ان الجبهة الوطنية تعتبر ان الاستعمار والإمبريالية ونظام الاستغلال العالمي هم وراء كل الحروب العدوانية وعمليات قهر الشعوب الفقيرة والمتخلفة واستغلالها، وهم أعداء التحرر والاستقلال الوطني. ان الجبهة تعتبر ان الإمبريالية الأميركية هي الرأس المحرك للاستغلال والعدوان على مستوى العالم وهي عدو الشعب رقم واحد.

         – ان الجبهة الوطنية تعتبر أن نضالها يستهدف أساسا الإمبريالية الأميركية التي تحاول إخضاع المنطقة العربية وشعوبها ومن بينها الشعب الفلسطيني لنفوذها ومصالحها.

         – ان الكفاح الوطني للشعب الفلسطيني لا ينفصل بل يشكل وحدة متكاملة مع نضال كل الشعوب الثورية على نطاق العالم ضد الإمبريالية والاستغلال ومع نضال الجماهير الثورية المعادية للاستغلال والعدوان داخل الدول الإمبريالية والاستغلالية ذاتها.

         – ان الجبهة الوطنية تعتبر أن مؤامرة “الحل السلمي” قد أعدتها الإمبريالية لقهر الشعوب العربية وحركتها الوطنية، وتطالب الأنظمة العربية القائمة بقطع علاقاتها مع هذه الدول الإمبريالية، وإنهاء كل محاولات الحوار أو التباحث معها حول ما يسمى “بالحل السلمي” على حساب القضية الوطنية للشعب الفلسطيني.

         – ان الجبهة الوطنية ترفض وتدين كل محاولات الرجعية الفلسطينية ان تساوي بين مواقف الدول الإمبريالية تجاه الحل السلمي والمواقف الخاطئة لبعض الدول الاشتراكية من هذا الموضوع.

         – ان الجبهة الوطنية تنتقد المواقف الخاطئة لبعض الدول الاشتراكية تجاه القضية الفلسطينية ومسألة وجود إسرائيل ومسألة الحل السلمي وحل الصراع مع الإمبريالية “سلميا” وتعتبر ان مواقف هذه الدول تتنافى مع المبادئ التي تحملها والتي تنادي بحرية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها وبرفض كافة أشكال القهر ومن بينها القهر القومي، والتي تحلل الإمبريالية على أنها نظام استقلالي معاد لحريات الشعوب والجماهير ولا يمكن قهره إلا بالكفاح الثوري المسلح.

<8>

برنامج الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين لإقامة جبهة وطنية موحدة
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 367 – 376”

         – ان الجبهة تقدر، تقديرا عاليا، عددا من الدول الاشتراكية الأخرى كفيتنام وكوريا والصين وألبانيا وكوبا تجاه قضية النضال الوطني الفلسطيني ومسائل التحرر الوطني العربية والصراع ضد الإمبريالية والصهيونية.

         – ان الجبهة تقدر، تقديرا عاليا، مواقف العديد من المنظمات والأحزاب الاشتراكية والديمقراطية والتقدمية على نطاق العالم والتي بدأت تأخذ موقفا صحيحا من القضية الوطنية لشعبنا وكل الشعوب العربية.

         – ان الجبهة سوف تقيم امتن صلات التفاعل المشترك مع كل القوى الاشتراكية والتقدمية العمالية من أجل توحيد النضال ضد الإمبريالية والصهيونية والاستغلال والقهر.

7 – حول المهمات الدعاوية والإعلامية:
          – ان الدعاية هي عمل سياسي يعتمد أساسا على مكاشفة الجماهير بحقائق الواقع الراهنة، وعلى حشدها حول أهدافها الوطنية والاجتماعية الأساسية وحول شعارات المرحلة الراهنة ومتطلباتها الكفاحية والعملية. كما ان الدعاية تهدف إلى رفع الروح النضالية عند الجماهير، ورفع درجة استعدادها لتلبية مهام المرحلة.

         – ان الدعاية يجب ان تخدم سياسة وبرنامج النضال الوطني لا ان تتحول إلى أداة لمسخ هذه السياسة والبرنامج من خلال عمليات تضخيم طاقات النضال الفلسطيني الراهنة وحشد معنوي زائف حول شعارات زائلة أو إغراق الجماهير بالوعود والأماني دون الاعتماد على الحقائق الموضوعية للواقع ومتطلبات النضال من أجل تغييره.

         – ان الدعاية للقضية الفلسطينية يجب ان تنطلق من الأسس التي وضعها هذا البرنامج، والذي ينفي عن النضال الوطني الفلسطيني صيغة العنصرية أو حرب الإبادة كما كانت تحاول تصويرها عدد من الأجهزة الدعاوية العربية. والتأكيد على الطابع التقدمي والديمقراطي للحركة الوطنية الفلسطينية والحلول الديمقراطية التي تطرحها للمسألة الفلسطينية.

         – ان الدعاية في الجبهة الوطنية تتم من خلال أجهزة دعاية مركزة رغم وجود أجهزة دعاية خاصة لكل منظمة من المنظمات.

         – ان مهمات الأجهزة الدعاوية المركزية تتلخص في:

  • التأكيد على برنامج الجبهة الوطنية الموحدة.
  • تجنيد إذاعة منظمة التحرير لنشر مواقف القوى الوطنية الفلسطينية السياسية مع حق كل منظمة ان تطرح وجهة نظرها المستقلة عبر هذه الإذاعة.
  • إنشاء دار للنشر تصدر عنها جريدة ومجلة مركزية تركز حول النشاط العسكري والسياسي لمنظمات المقاومة مع حق كل منظمة في أن تستخدم هذه الأجهزة لطرح وجهات نظرها المستقلة. كما تصدر عنها دراسات وطنية يحق لكل تنظيم إصدارها ودراسات بكافة اللغات للتوزيع العالمي، كما تقوم بترجمة كافة الدراسات المتعلقة بالقضية أو بالقضايا الثورية في العالم.
  • أن تخضع كافة المؤسسات الثقافية والإعلامية للجهاز الإعلامي المركزي الموحد كمركز الأبحاث الفلسطيني والتركيز على الرقابة الإدارية والسياسية والمالية للجهاز الإعلامي.
  • تتولى الأجهزة الإعلامية المركزية تعميم كافة النشرات السياسية والعسكرية التي تصدر عن أي منظمة على كافة المنظمات والهيئات عربية وعالمية.
  • تعتمد الأجهزة الإعلامية المركزية على الإمكانيات الذاتية لمنظمات المقاومة في إنشاء مراكز دعاوى في العالم وتقطع كافة صلاتها بمراكز الجامعة العربية التي تسيء إلى قضية النضال الوطني بمواقفها العنصرية والمتعصبة فضلا عن أن هذه المراكز تابعة لمؤسسة عربية لا تكسب احترام وتأييد القوى الديمقراطية والتقدمية عالميا لالتزامها بالسياسة الرسمية العربية وتاريخها غير الوطني في هزيمة 1948 أساسا وما بعدها.

8 – إعادة تنظيم الشؤون المالية:
         – ان القوى الوطنية الفلسطينية يجب أن تركز اعتمادها على ذاتها وعلى الجماهير في التمويل المادي حتى تتلاقى احتمالات تطويقها من قبل الثورة المضادة وحصارها ماديا، كما ان الدعم المادي الرسمي يكون ثمنه في كثير من الأحيان تنازلات سياسية تقدمها حركة المقاومة وخاصة في هذه المرحلة.

         – ان البرنامج المالي للقوى الفلسطينية يعتمد على:

  • توحيد الجباية المالية من خلال إنشاء مجلس وطني فلسطيني للتمويل الموحد بدلا عن الصندوق الوطني الفلسطيني بأوضاعه الراهنة، وتتمثل في هذا المجلس كافة المنظمات الفلسطينية المشاركة بشكل متكافئ.
  • مهمات هذا المجلس الاعتماد على الجباية الشعبية من خلال فرض نسبة على المداخيل لكافة قطاعات الشعب الفلسطيني على ان تكون هذه النسب تصاعدية.
  • يخضع قبول المساعدات الرسمية لقرار سياسي تتخذه كافة المنظمات من خلال قيادة الجبهة الوطنية.
  • يتولى المجلس تحديد حصة كل منظمة من المنظمات المشاركة من خلال ميزانية تقديرية تقدمها وتخضع للتدقيق والإقرار من قبل القيادة السياسية، ومن هنا تكون ميزانية الجبهة الوطنية هي حصيلة جمع كل الميزانيات لكل التنظيمات.
  • يضع المجلس خطة عمل لكافة المشاريع المالية في الوطن وفي الخارج.

         – ان من المهمات الأساسية لحركة المقاومة في هذا المجال هو القضاء على كل الامتيازات المادية والإسراف البشع الذي تعيشه بعض الدوائر وهذا يتم بواسطة:

  • القضاء على الامتيازات المادية لقيادات جيش التحرير الفلسطيني من خلال المشروع الذي أوردناه.
  • تخفيض كامل لمصاريف مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية.
  • التقليل من حجم المصروفات في التنقل والسفر.
  • ضغط مصروفات إذاعة منظمة التحرير والأجهزة الدعاوية الأخرى.
  • إلغاء كادر الموظفين والاستعاضة عنه بمتطوعين يحصلون على مكافآت شهرية لسد احتياجاتهم المعيشية، على أن يعين هؤلاء المتطوعون من أعضاء التنظيمات المشاركة وبقرار من قيادة الجبهة.

<9>

برنامج الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين لإقامة جبهة وطنية موحدة
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 367 – 376”

         ان الجبهة الشعبية الديمقراطية تطرح هذا البرنامج على كافة القوى الوطنية المقاتلة كمشروع أولي لجبهة وطنية موحدة تحقق تجاوزا لكل التناقضات الذاتية والصراعات وحالة التجزئة التي عاشتها الحركة الوطنية من أجل رفع المستوي الكفاحي لحركة المقاومة وتحقيق أهداف الجماهير ومطالبها الملحة في وحدة كل قواها وفئاتها الوطنية ضمن برنامج وطني واحد. ان هذا البرنامج خاضع للتعديل والإضافة والتطوير على ضوء النقاش والحوار مع كافة فصائل حركة المقاومة.

         ان الجبهة، إذ تطرح هذا البرنامج على المجلس الوطني الفلسطيني والقوى المشاركة فيه، فإننا نعتبر ان مشاركتنا في هذا المجلس هي خطوة على طريق تحقيق علاقات وطنية ومتكافئة بين المنظمات المقاتلة، كما أننا نعتبر ان مشاركتنا في هذا المجلس تتطلب منا ومن كل القوى الوطنية المناضلة ان تعمل بدأب من أجل تطوير صيغة المجلس الوطني إلى جبهة وطنية موحدة تحقق مزيدا من التماسك والوحدة بين أطراف حركة المقاومة. كما أن جبهتنا وكل القوى الوطنية سوف تستمر في نضالها لفتح حوار جدي وفعال حتى نتمكن جميعا من انتشال حركة المقاومة من واقعها الراهن وتطوير نضالها ومواقفها، وحتى نتمكن من مواجهة كافة الأخطار والمؤامرات التي تحيط بها.


<10>

Scroll to Top