بيان اللجنة العربية العليا للمتابعة حول “المراحل التي قطعت في سبيل تطبيق اتفاقيتي القاهرة وعمان”

بيان اللجنة العربية العليا للمتابعة حول المراحل التي قطعت في سبيل تطبيق اتفاقيتي عمان والقاهرة
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 1011- 1012 “

بيان اللجنة العربية العليا للمتابعة حول ” المراحل التي
قطعت في سبيل تطبيق اتفاقيتي القاهرة وعمان”.

عمان،26 / 11 / 1970

 

( فتح ، 29 / 11 / 1970 )

         عقدت اللجنة العربية العليا للمتابعة يوم الخميس 26 / 11 / 1970 اجتماعا موسعا برئاسة دولة الرئيس الباهي الأدغم ومشاركة دولة الرئيس وصفي التل رئيس الحكومة الأردنية الهاشمية.

         وقد حضر هذا الاجتماع عن الجانب الأردني السادة :
         رياض المفلح ممثل الحكومة الأردنية باللجنة العربية للمتابعة،
         واللواء محمد خليل عبد الدايم رئيس أركان القوات المسلحة،
         واللواء زيد بن شاكر مساعد رئيس أركان القوات المسلحة،
         والسيد عبد المجيد الشريده مدير الأمن العام،
         والزعيم نذير رشيد مدير المخابرات العامة،
         والعقيد عبد الرحمن المحادين.
         وعن اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية السادة:
إبراهيم بكر ممثل اللجنة المركزية باللجنة العربية العليا للمتابعة،
         ياسر عمرو،
         العقيد أحمد عفانه،
         حامد أبو سته،
         العقيد حسام طهبوب،
         أبو صبري،
         المقدم نهاد نسيبه،
         يوسف القطاني،
         صالح رأفت،
         كما شمل الاجتماع العميد أحمد حلمي والسيد الطيب السحباني عضوي اللجنة العربية، والسيد محمد عمامو القائم بأعمال السفارة التونسية بعمان وقد دام الاجتماع أربع ساعات وسادته روح التصارح والتعاون والعزم الصادق على السير قدما في تنفيذ اتفاقيتي القاهرة وعمان للقضاء على أسباب ومخلفات الأزمة التي مرت بالأردن خلال أيلول (سبتمبر) 1970 والتفرغ للمشاكل المصيرية الأساسية التي تواجه الأمة العربية.

         وقد تم خلال هذا الاجتماع استعراض المراحل التي قطعت في سبيل تطبيق اتفاقيتي القاهرة وعمان.

         وسجلت اللجنة التحول الذي طرأ على الأوضاع والذي تقبلته كافة الأطراف المعنية بكثير من الارتياح. وباسم اللجنة أشاد الرئيس الباهي الأدغم بالتفهم وبعد النظر اللذين برهن عنهما جميع المسؤولين في معالجة المشاكل العويصة والمعقدة التي واجهتها اللجنة، كما نوه بعزم المسؤولين على مواصلة المساعي الصادقة لتذليل كل الصعاب التي قد تعترض سبيلهم الموحد في المستقبل بروح من التصافي والتصالح والتضامن.

         ويسر اللجنة العربية العليا أن تعلن عن أنه تم التوصل إلى حل معظم المشاكل القائمة، وقد أحالت إلى اللجنة العسكرية العليا التي ستواصل اجتماعاتها أسبوعيا النظر في بعض المسائل الجزئية المتبقية بقصد تصفيتها.

         وفي هذا الصدد فإن اللجنة تعلن عن قرار الحكومة رفع منع التجول عن مدينة الزرقاء نهائيا ابتداء من تاريخ اليوم وعودة الحالة إلى ما كانت عليه سابقا.

         كما يسر اللجنة الإعلان عن تصفية قضية المعتقلين من جراء الحوادث فقد سرح كافة المعتقلين السوريين والعراقيين ورحلوا إلى بلدانهم الأصلية، كما سرح نهار اليوم واحدا وخمسين معتقلا أردنيا وفلسطينيا كانوا مبعدين بسجن الجفر وهم حسب الكشوف الرسمية البقية الأخيرة من المعتقلين بسبب حوادث أيلول ( سبتمبر ).

         كما اتخذت أثناء هذا الاجتماع عدة قرارات أخرى ترمي إلى إرجاع الحياة العامة في الأردن إلى مجراها الطبيعي. وقد قررت اللجنة العودة إلى الاجتماع في منتصف كانون الأول ( ديسمبر ) المقبل لتسجيل الانتهاء من تطبيق اتفاقيتي القاهرة وعمان ووضع تقرير في ذلك يرفع إلى ملوك ورؤساء الدول العربية.

<1>

بيان اللجنة العربية العليا للمتابعة حول المراحل التي قطعت في سبيل تطبيق اتفاقيتي عمان والقاهرة
المصدر: ” الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 1011- 1012 “

         وإن اللجنة العربية العليا توجه نداء حثيثا إلى كافة المواطنين في هذا البلد الكريم وتهيب خاصة بالمثقفين والأساتذة والمعلمين والمسؤولين عن الرأي العام وعن المنظمات القومية حتى يتعاونوا للقضاء على الأشباح المتخلفة عن الحوادث الأليمة وتتضافر جهودهم لتركيز أسس الوحدة الوطنية والصمود في وجه كل محاولة ترمي إلى تفتيت هذه الوحدة أو بعث الشقاق بين عناصر الشعب وبث الإشاعات الهدامة في صفوفهم.

         وإن اللجنة لتأمل أن تكون الأحداث التي مرت بالأردن على مرارتها عبرة وموعظة للجميع، وأن نكون قد استخلصنا منها دروسا تقينا من المستقبل شر الكبوات وتفتح بصائرنا على خطورة الأوضاع التي تنتظرنا والواجبات الكبرى الملقاة على عاتقنا والمسؤولية التي يتحملها هذا الجيل أمام الله وأمام التاريخ. وإنها لمقتنعة أن الإيمان الذي يعمر النفوس في هذا البلد بوحدة المصير وقداسة القضية سوف يكون زاد المسيرة الذي يشحذ العزائم وينير العقول ويوحد القلوب.


<2>

Scroll to Top