بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين بمناسبة الذكرى الـ 49 لوعد بلفور

بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين بمناسبة الذكرى الـ 49 لوعد بلفور
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 493 – 494”

بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين بمناسبة
الذكرى الـ49 لوعد بلفور.

بيروت في 2/11/66
(فلسطين نشرة الهيئة العربية العليا
لفلسطين العدد 69. كانون أول 66)

         منذ ما يقارب نصف قرن من الزمن عقد الاستعمار البريطاني مع الصهيونية العالمية حلفا عدوانيا عرف بوعد بلفور استهدف سلخ فلسطين عن الوطن العربي الكبير واقامة قاعدة صهيونية على البحر الأبيض المتوسط تخلف قواعد الاستعمار العسكرية في المنطقة وتخدم مصالح المستعمرين.

         ويهم الهيئة العربية العليا لفلسطين ان تؤكد ما سبق لها ان اعلنته مرارا ان اغتصاب فلسطين التي هي الخط الامامي للامة العربية ما هو الا خطوة اولى على طريق المطامع الاستعمارية والصهيونية في الوطن العربي. وان مصير الأمة العربية باسرها مهدد ببقاء السرطان الصهيوني في اخطر جزء من وطنها يقع على ملتقى القارات الثلاث ويقوم مقام الجسر الواصل بين جناحيها الاسيوي والأفريقي.

         ويجدر بالامة العربية ان تقف عند هذه الذكرى الاليمة لاستخلاص العبر والعظات وتحديد موقفها الحازم على ضوء سلسلة التجارب والاخطاء تصحيحا للأوضاع التي ادت الى نكبتها الكبرى عام 1948.

         والهيئة العربية طالما نادت بان الاسلوب الامثل لتحرير فلسطين هو تعبئة الامة العربية على المستوى الشعبي تعبئة شاملة تجنبا للوقوع في الخطأ مرة اخرى كما حدث عندما انتزعت قضية فلسطين من ايدي اصحابها وعولجت على المستوى الرسمي المقيد بالالتزامات الدولية مما ادى الى اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها،

         لقد لعب عامل الزمن دوره الكبير في تحويل دفة الصراع بين الامة العربية وبين اعدائها، اذ اصبح الوجود الصهيوني، بعد ثمانية عشر عاما من تخاذل العرب وتشاغلهم  بالمعارك الجانبية يشكل خطرا ماثلا يهدد استقلال وسيادة الدول العربية، اذ تمكن الاعداء خلال هذه الفترة من مضاعفة عددهم وتثبيت مركزهم الدولي، وتجفيف بحيرة الحولة، والتقدم في مجال الابحاث الذرية واغتصاب مياه نهر الاردن العربية وايصالها الى النقب، وافتتاح الكنيست اليهودي في القدس، والتخطيط لحفر قناة جديدة منافسة لقناة السويس.

         والامة العربية تقف اليوم امام تحد صهيوني خطير يستهدف القطر العربي السوري لكسر شوكته تمهيدا لفرض القوات الدولية على حدوده والقضاء على الروح المعنوية للامة العربية باسرها. وليس من المنتظر ان يقف العرب في مختلف أقطارهم المحيطة بالوجود الصهيوني من كل جانب موقف المتفرج من هذا التحدي، فان

بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين بمناسبة الذكرى الـ 49 لوعد بلفور
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 493 – 494”

كل اذى يلحق بسورية لا بد وان يلحق بالاقطار العربية كاملة.

         واذ ترى الهيئه العربية العليا لفلسطين ان العدوان على سورية ما هو الا حلقة في سلسلة  المؤامرات الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على شعبها العربي المناضل، فانها تدعو الشعب العربي الفلسطيني الذي عرف بالتضحية والفداء الى بذل ارواحه ودمائه رخيصة في سبيل احباط المؤامرات الصهيونية والاستعمارية على سورية وعلى اي قطر عربي اخر يتعرض  للعدوان.

         وان الهيئة العربية العليا لفلسطين التي طالما ناشدت الشعب العربي الفلسطيني الابتعاد عن المعارك العربية الجانبية صونا لقداسة قضيته وحفاظا على روابط الأخوة التي تربطه بالشعب العربي في جميع اقطاره دون تفريق او تمييز، لا يسعها الا ان تعود فتدعو ابناء فلسطين الى وضع انفسهم تحت تصرف كل قطر عربي يتعرض للعدوان الاجنبي لان في ذلك دفاعا عن مصير قضيتهم ومستقبل امتهم.

         وتغتنم الهيئة العرببة العليا لفلسطين  مناسبة ذكرى وعد بلفور لتناشد الامة العربية والاسلامية نبذ اختلافاتها وحشد امكاناتها وتوحيد كلمتها والوقوف صفا واحدا امام العدو المشترك الذي يستهدف القضاء على مستقبلها وحضارتها.

              بيروت في 2-11-1966
                الهيئة العربية لفلسطين  


Scroll to Top