بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين بمناسبة العدوان الصهيوني على منطقة الخليل

بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين بمناسبة العدوان الصهيوني على منطقة الخليل
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 608 – 609”

بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين بمناسبة
العدوان الصهيوني على منطقة الخليل

(فلسطين نشرة الهيئة العربية العليا
لفلسطين . العدد 69. كانون اول 66)

         ان العدوان الاثيم الغادر الذي قامت به العصابات الصهيونية المسلحة صبيحة يوم الاحد 13 تشرين الثاني 1966. على القرى العربية العزلاء في منطقة الخليل، وما جرده الاعداء من حملة عسكرية كاملة العدد والعدد، مسلحة بما تتسلح به الجيوش الحديثة في المعارك الكبرى من وسائل الابادة والدمار، وما اسفر عنه ذلك العدوان الغادر من تقتيل السكان وتدمير المنازل على رؤوس سكانها العزل الابرياء، ونسف المساجد والمدارس والمصحات، جاء دليلا جديدا، وبرهانا ساطعا على ما يمتاز به العدو الغادر من وحشية وهمجية وتمتليء به صدور افراده من حقد لئيم على شعبنا العربي المؤمن المجاهد المرابط على خط النار، خط الدفاع الأول، غير آبه بما يبيته له العدو من غدر وشر، سلاحه الإيمان وعدته اليقين بأن يوم النصر قريب ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم.

         لقد وسم ذلك العدوان الغادر، اولئك المجرمين السفاكين، على جباههم بميسم الوحشية والنذالة، حتى ان اشد انصارهم في مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة لم يستطع ان يكتم استنكاره لذلك العدوان الغادر الذي لا مبرر له والذي دل على انطباع طريق على روح الشر و الإجرام. وليست فظائع العصابات الصهيونية في دير ياسين وكفر قاسم وعشرات غيرهما من المدن والقرى الفلسطينية ببعيدة العهد عنا.

         ان الهيئة العربية العليا لفلسطين اذ تحيي  روح الفداء والجهاد في الشعب الفلسطيني  الباسل، ولا سيما اهل السموع والقرى المجاورة التي كانت ضحية العدوان الغادر، وبقية اهل المنطقة الذين هبوا للقاء العدو، تحيي ايضا روح البسالة والشجاعة الذي تتحلى به القوات الأردنية المسلحة التي خفت لقتال العدو حتى ردته على اعقابه رغم عدم التكافؤ في العدد والعدد، وهي تستمطر رحمة الله الواسعة على ارواح الشهداء الابرار الذين سقطوا صرعى في ميدان الشرف والفدا ء من عسكريين ومدنيين، وتضيف اسماءهم الى سجل اخوانهم الذين سبقوهم الى الشهادة في ميادين فلسطين المقدسة وهم يرددون قول القائل:

ولست ابالي حين اقتل مؤمنا

 

على اي جنب كان في الله مصرعي

         والهيئة العربية لا تعدو رغبة كل عربي في الضفتين الغربية والشرقية. في الاعراب عن اهمية مبادرة السلطات المسؤولة لمضاعفة الجهود في تحصين الحدود وتزويد الشعب المتعطش الى   

 

بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين بمناسبة العدوان الصهيوني على منطقة الخليل
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 608 – 609”

الجهاد، بالسلاح والعتاد، ولا سيما في القرى الامامية التي هي عرضة قبل غيرها لمثل ذلك العدوان الغادر. وهي تقدر اعلان الحكومة الأردنية للتجنيد الاجباري الذي يستهدف تدريب جميع القادرين على حمل السلاح ويطبع الشعب بطابع الجندية المشرف الذي هو طابع الجهاد والفداء، ويزيد في توثيق اواصر الاخوة والزمالة بين الجيش والشعب.

         ولهذه المناسبة، تجدد الهيئة العربية دعوتها التي ما انفكت تدعو اليها من وجوب التالف والتاخي وتصافي القلوب، ومحاربة روح الهزيمة الذي يبثه بعض العملاء. وهي تدعو الشعب الواعي اليقظ الى الوقوف في وجه كل محاولة لاستغلال قضية فلسطين وحادث العدوان الاثيم وذيوله، لبلوغ اهداف لا تمت الى صالح القضية بسبب، كما تدعو الى تعاون وثيق بين افراد الشعب الكريم بمختلف فئاته وهيئاته وجماعاته، والوقوف صفا واحدا في وجه العدو الذي لن يكف عن متابعة عدوانه الاثيم الا بالقوة القاهرة الرادعة .

         والهيئة العربية توجه دعوتها الى العالمين العربي والإسلامي، دولا وافرادا وجماعات، للمبادرة بالبذل والمساعدة بالمال والسلاح الى الأردن في محنته الحاضرة لزيادة قدرته على  الصمود والدفاع والتجاوز بعد ذلك الى الهجوم لتحرير الجزء السليب من الوطن المقدس.

         كما انها تناشد الدول العربية الشقيقة خاصة نبذ خلافاتها ظهريا، وتدعوها بكل صدق واخلاص الى تناسي الاحقاد والخصومات، ووقف حملات التشهير وتبادل التهم. والى التعاون الصادق الجدي للدفاع عن الوطن المهدد فان مسألة فلسطين يجب ان تظل فوق مستوى الخصومة والشحناء. وان قضية تحريرها تستوجب قيام الدول العربية المجاورة لفلسطين بواجباتها القومية على طول حدودها مع الاعداء وازالة مختلف العوائق الدولية والسياسية وتقديم التسهيلات الضرورية للشعب الفلسطيني للدفاع عن وطنه والعمل على تحريره من جميع الجبهات دون استثناء.


 

Scroll to Top