بيان سياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حول الأحداث الدامية التي شهدتها المنطقة العربية داخل الأرض المحتلة وخارجها

بيان سياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” حول الأحداث الدامية داخل الأرض المحتلة وخارجها
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 653 – 656”

“بيان سياسي” لحركة التحرير الوطني
الفلسطيني “فتح” حول الأحداث الدامية
التي شهدتها المنطقة العربية داخل الأرض
المحتلة وخارجها.

10 كانون الاول (ديسمبر) 66
(منشور)

         يا جماهير شعبنا في فلسطين والوطن العربي
         لقد شهدت المنطقة العربية حول أرضنا المحتلة وداخلها أحداثا دامية كان اخرها العدوان الصهيوني الوحشي الغادر على قرية “السموع” المناضلة وأبنائها الأبطال وكان لهذه الأحداث ردود فعل محلية ودولية اتسمت بالعنف والخطورة لذلك لا بد من الوقوف عندها وفهم طبيعتها وتحليلها بمنطق يرتفع الى مستواها بعيدا عن العاطفة والانفعال .. فلقد تميزت أحداث الاشهر الاخيرة بأمور كثيرة أهمها:

         – نشاط متصاعد لأعمال قوات العاصفة وفدائييها الأبطال داخل الأرض المحتلة.

         – تزايد ظهور الشعب الفلسطيني على مسرح العمل الايجابي حيث مارست بعض المنظمات السياسية الى جانب العاصفة الكفاح المسلح داخل الأرض المحتلة.

         – تأييد منظمة التحرير الفلسطينية صراحة ولاول مرة للعمل الفدائي الفلسطيني الفوري ودعوتها لمزيد من هذا العمل الثوري الرائد دون أية تحفظات.

         – الموقف النضالي البطولي الرائع الذي وقفته الجماهير الفلسطينية في مناطق خطوط الهدنة تجاه العدوان الصهيوني على قرية “السموع” البطلة ومطالبتها بالسلاح للثأر ومواجهة العدوان.

         – احتضان الجماهير الفلسطينية والعربية لفكرة العمل الفدائي الفوري والمطالبة بعدم ملاحقة الفدائيين والاصرار على وجوب دعمهم للاستمرار بالقيام بواجبهم الوطني.

         – محاولة الغاء تبعة العمل الفدائي الذي تقوم به قوات العاصفة على سورية العربية امعانا من الصهيونية والاستعمار في طمس كفاح الشعب الفلسطيني الذاتي وانكار وجود الارادة الفلسطينية الحرة، هذا الى جانب تحقيق مآرب استعمارية عدوانية تدبر في الخفاء ضد سورية.

         – انتشار الهلع والذعر داخل الأرض المحتلة من نشاط الفدائيين الفلسطينيين مما دفع الصهاينة الى عدوانهم ومحاولة الربط بين العدوان والاستراتيجية الجديدة التي تقضي بالانتقام من المدنيين الفلسطينيين والعرب ردا على العمل الفدائي.

         – المظاهرة العسكرية التي حاول “الأسطول     

 بيان سياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” حول الأحداث الدامية داخل الأرض المحتلة وخارجها
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 653 – 656”

السادس” الاميركي والأسطول البريطاني من خلالها أن يؤكدا وجودهما وتأييدهما لدولة العصابات الصهيونية.

         – انتقال القضية الفلسطينية في المحافل الدولية من قضية لاجئين وقضايا حدود واغاثة وتعويض وتوطين الى قضية تحرير وتقرير مصير (مجلس الأمن الدولي وبحثه أعمال الفدائيين الفلسطينيين والاقتراح الامريكي البريطاني بتحمل الفتح مسؤولية هذه الأعمال).

         ان النظرة الواعية العميقة لهذه الاحداث تشير بكل وضوح الى الاستعداد المفتوح لدى الجماهير العربية عامة والفلسطينية خاصة للقيام بواجبها النضالي البطولي في تحرير الجزء المحتل من وطنها كما تشير الى أن نظرية العمل الفدائي التي بشرت بها ومارستها حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” كانت تعبر بصدق عن تطلعات الشعب الفلسطيني نحو العمل الجاد وايمانه بالكفاح المسلح كمنطلق نضالي للتحرير والعودة كما تشير بوضوح الى استعداد الامة العربية للتضحية والفداء في سبيل تحرير فلسطين وتصفية الوجود الصهيوني في أرضنا المحتلة.

         والى جانب هذه الصورة المشرقة في الاحداث تبرز الحقائق التالية:

         – ان الاستعمار الانجلو أميركي رمى بثقله في دوامة الاحداث واثبت ان وقوفه الى جانب عصابة المحتلين في أرضنا مصيري والى النهاية.

         – ان العمل الفدائي اثبت وجوده في الساحة وأجهز على كل المبررات التي كانت تساق في معرض ضربه او التشكيك بجدواه ابتداء بمنطق التوريط والارتجال وانتهاء بالحديث عن الفردية (والخطة المحكمة).

         – ان العمل الفدائي قد نجح في تحريك القضية الفلسطينية في خطها التحرري ونجح في استقطاب جماهير الشعب للالتفاف حوله كما نجح في تحقيق أهداف المرحلية التي استهدفت ..

         في جانب العدو:

         – خلق روح عدم الاستقرار بين المهاجرين اليهود وبين أجيالهم الجديدة ليعلموا ان هذه الأرض ليست أرضهم وان هذا الوطن ليس وطنهم.

         – تنشيط عمل الهجرة اليهودية الجماعية من أرضنا المحتلة كما تشير الى ذلك الإحصاءات الدولية .. ووقف الهجرة الى بلادنا.

         – شل نمو العدو الاقتصادي الذي يحتاج الى الاستقرار والهدوء.

         – استنفار العدو الدائم لقواته على الحدود وما يتبع ذلك من ارهاق لميزانيته وتعطيل لمشروعاته.

         – توقف الرأسمال الأجنبي من استثمار أمواله في الأرض المحتلة لاضطراب الموقف والتوتر المستمر. واستهدفت
         من جهة شعبنا العربي الفلسطيني ..

         – بروزه، كموجه للاحداث على هامشها، قوة نضالية تسعى الى تحرير الأرض السليبة بالدم والفداء والكفاح المسلح.

         – القضاء على الجوانب السلبية في نفسيته تلك الجوانب التي عملت الدوائر الاستعمارية والعميلة على استغلالها وتوجيهها على أساس خلق استقرار زائف له حول أرضنا المحتلة.

         – اثبات ذاتية شعبنا وقدرته على قيادة معركة التحرير دون وصاية او خضوع لاية جهة كانت او كونه جزءا من أية استراتيجية تكتيكية أو عفوية ..

         – تعميق ايمان شعبنا بالعمل الفدائي وقد ثبت ذلك من التظاهرات الشعبية الاخيرة في كل من الأردن وسورية وغزة ولبنان، حيث خرج الشعب في أروع استفتاء مؤيدا العمل الفدائي شاجبا لكل العراقيل التي توضع في طريقه.

         يا جماهيرنا المناضلة …

         من وحي هذا التحليل الواقعي للاحداث وعلى ضوء هذه الحقائق الدامغة المؤلمة تعلن حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”:

         – شجب حركة القمع والإرهاب والقتل التي   

 بيان سياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” حول الأحداث الدامية داخل الأرض المحتلة وخارجها
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 653 – 656”

مارسها الحكم العميل في الأردن ضد شعبنا في الضفة الغربية وضد فدائيينا الابطال ..

          – رفض كل المبررات التي يسوقها زبانية عمان لضرب حركتنا وقتل فدائيينا وسجنهم وارهابهم وتشريدهم لاحرار شعبنا.

         – تحية للجماهير الفلسطينية البطلة في الأردن وغزة وسورية ولبنان على موقفها الثوري من العمل الفدائي الفلسطيني الرائد وتضم صوتها الى هدير الجماهير الفلسطينية والأردنية في مطالبتها بالكف عن ملاحقة الفدائيين كما تؤيد بكل قوة تسليح الشعب الفلسطيني في الخطوط الامامية وتحصين قرى الحدود وانشاء فرق المقاومة الشعبية والدفاع المدني على طول مناطق الحدود في الضفة الغربية… كما توجه التحية الى الجيش العربي الأردني الباسل وتطالبه ان يقف الى جانب الشعب في مطالبه العادلة الحيوية ..

         – تهيئة الفرصة أمام جيش التحرير الفلسطيني   ليرابط في مكانه الطبيعي على طول حدود أرضنا المحتلة استعدادا لخوض معركة التحرير.

         كما ان الحركة ترحب اشد ترحيب:

         – بمبادرة منظمة التحرير الفلسطينية في تأييدها العمل الفدائي الفلسطيني الفوري والتخلي عن تحفظاتها السابقة ومطالبة المنظمة بدعم العمل الفدائي القائم ماديا ومعنويا وانزال قوات الصاعقة الفدائية أرض المعركة فورا لتباشر الكفاح المسلح الى جانب العمل القائم.

         – تحية العمل الفدائي الجديد الذي بدأ في أرضنا المحتلة ودعوته الى الاستمرار في خطه البطولي والى التنسيق وتبادل الخبرات تحقيقا. لشعارنا في ” لقاء القوى الثورية الفلسطينية على أرض المعركة”.

         – تحية اكبار واعزاز لفدائيي العاصفة الذين استطاعوا أن يتخطوا كل العقبات التي وضعت في طريقهم والذين استطاعوا رغم الحرب النفسية التي واجهتهم ان يتعالوا على الجراح ويقاتلوا على أكثر من جبهة وان يثيروا الفزع في صدور الاعداء والمرجفين على السواء حتى حركوا قضية بلادهم في المحافل الدولية كأشرف وأجل قضية نضال وكفاح من أجل تقرير المصير.

         بقيت لنا بعد هذا العرض السريع للاحداث ملاحظتان:

         الملاحظة الاولى:

         تتعلق بالخطب الرنانة والمؤتمرات الصحفية والتعليقات الإعلامية التي يفهم منها الإصرار على مقاومة العمل الفدائي وتجنيد الطاقات والإمكانات لضربه ونحن نقول لهؤلاء المرجفين في عمان ان شعبنا مل هذه الأحاديث الجبانة ومل هذه الألفاظ الجوفاء التي تتحدث عن الحشد والاعداد والخطة. فأين هذا الاعداد من تسعة عشر عاما كئيبة مرت على شعبنا وهو يجتر أحاديث الكرامة والوطن السليب … ان هذا الدجل السياسي لفظه شعبنا وفضح حقيقته وأصبح يقابله بالازدراء والاحتقار والاشمئزاز ..

         الملاحظة الثانية:

         تتعلق بشجب أي محاولة لاستغلال العمل الفدائي لتحقيق أغراض سياسية آنية لا تتصل بالايمان بجدوى الكفاح المسلح الفوري كمنطلق للتحرير ولضرب العمل الفدائي القائم الذي ثبت تأييد شعبنا له واصراره على تطويره والاستمرار فيه كطريق وحيد للعودة وطرد المحتل من أرضنا ..

         وأخيرا اننا لا نملك الا أن نحيي أبطال معركة “السموع” وغيرها من القرى الامامية الصامدة الشامخة ونحيي المواطنين العزل الذين واجهوا الموت بشجاعة ورجولة مؤكدين استهانة شعبنا بالتضحيات ضاربين عرض الحائط بتهديدات الصهاينة الغادرين واننا لنعاهد هؤلاء الابطال ان نثأر للضحايا في ميداننا بعيدا عن المزايدات وسنقدم للشهداء والضحايا عزائنا بدماء أعدائنا سطورا خالدة في ساحة العمل وميدان الكفاح كما نعاهد شعبنا ان نزيد من البذل والفداء مهما وعرت الطريق ومهما كثرت العراقيل والمؤامرات حتى يكتب لشعبنا   

 بيان سياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” حول الأحداث الدامية داخل الأرض المحتلة وخارجها
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 653 – 656”

النصر على اعدائه ويطرد المحتلين الغزاة من أرضه وبلاده ..

        عاشت فلسطين عربية حرة

        وعاشت وحدة النضال العربي من أجل تحريرها

        10-12-1966

        حركة التحرير الوطني الفلسطيني

                                              “فتـح”   


Scroll to Top