بيان منظمة التحرير الفلسطينية حول حادث الاستيلاء على الطائرة التابعة لشركة “العال” الإسرائيلية للطيران

بيان منظمة التحرير الفلسطينية حول حادث الاستيلاء على الطائرة التابعة لشركة “العال” الإسرائيلية للطيران.
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 548 – 549”

بيان منظمة التحرير الفلسطينية حول حادث الاستيلاء على الطائرة التابعة لشركة
“العال” الإسرائيلية للطيران.

عمان، 28/ 7/ 1968

 

(الدستور، عمان، 29/7/1968 )

         أثارت إسرائيل ضجة واسعة حول حادث الطائرة التابعة لشركة “العال” في الثالث والعشرين من الشهر الحالي، مستخدمة في ذلك ما رأته واختارته من القوانين الدولية.

         وإننا اذ نستغرب هذا المسلك من إسرائيل وهي التي عودتنا طيلة عشرين عاما انتهاك عشرات القرارات الدولية المتعلقة بحقوق عرب فلسطين وعودتهم إلى ممتلكاتهم ووطنهم، وهي التي ضربت بعرض الحائط قرارات مجلس الأمن الاجتماعية المتعلقة بالقدس. إننا اذ نستغرب كل هذا، فإننا نستغرب أكثر منه انسياق بعض الدوائر الأجنبية وراء هذه الضجة التي تفتعلها إسرائيل في الوقت الذي تجثم فيه على صدر مليون ونصف مليون من عرب فلسطين، تتحكم بمصائرهم وحرياتهم دون ان ترفع هذه الدوائر صوتا واحدا بالاستنكار أو الاحتجاج.

         ان قيام إسرائيل في حد ذاته كان انتهاكا صارخا ليس للقوانين والأعراف الدولية فحسب، بل انه لم يأت الا على حساب حقوق شعب فلسطين في السيادة. ان نشوء أسرائيل كان نتيجة لعدوان استعماري صهيوني مبيت لاغتصاب وطن كامل وقتل وتشريد أهله الشرعيين عنه بكل أنواع العنف والقوة.

         ان حادث الطائرة اليوم هو ناقوس لإيقاظ الضمير العالمي، وتوجيهه لما ترتكبه إسرائيل بحق المواطنين العرب اجمالا، وما تنتهكه من قوانين واتفاقيات تتعلق بمعاملة الأسرى الذين لا تتورع إسرائيل عن معاملتهم كمجرمين، يخضعون للأحكام العسكرية تصدر بحقهم بصورة قطعية لا تقبل النقاش.

         فمنذ عدوان حزيران (يونيو) في العام الماضي لم تتورع إسرائيل عن اعتبار مجموعة الأطفال الجزائريين الخمسين الذين كانوا يقيمون في حي المغاربة في القدس القديمة الذي نسفته سلطات الاحتلال الصهيوني – وهو وقف إسلامي يعرف بوقف أبي مدين – مجرمين دون محاكمة، طبقت بحقهم عقوبات السجن الطويلة مع ما يرافقها من سوء المعاملة.

         كما أنها ما زالت حتى اليوم تمنع هيئة الصليب الأحمر الدولية من الاطلاع على أحوال أسرى النضال الفلسطينيين والتعرف على المعاملة المجرمة التي يخضعون لها.

         ان عملية اختطاف الطائرة – رغم ما جهدت به إسرائيل في تصويرها – هي عملية فلسطينية محضة، ليس لأية جهة عربية علاقة بها، وهي تمثل ممارسة فعلية لحق شعب فلسطين في استرداد وطنه الذي سلبه الغزو الصهيوني الاستعماري.

         وليست محاولة إسرائيل الرامية إلى اشراك دولة عربية في هذا الحادث الا محاولة مكشوفة لطمس نضال

بيان منظمة التحرير الفلسطينية حول حادث الاستيلاء على الطائرة التابعة لشركة “العال” الإسرائيلية للطيران
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 548 – 549”

شعب فلسطين في سبيل استرداد وطنه المغتصب، وتصوير القضية ضمن إطار النزاع العادي بين دولة وأخرى، وإبعاد الطرف الحقيقي عن هذا النزاع.

         وفي نفس الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل ذلك، فإنها تقوم بعملية أخرى ضد شعب فلسطين بعيدة عن أعين الرقابة الدولية أو القانون الدولي، فهناك خمسون الفا من عرب فلسطين في قطاع غزة مهددون في هذه اللحظات بانتزاعهم من بيوتهم وحقوقهم وإجلائهم بالعنف عن مساكنهم، وتهجيرهم وتشريدهم تحقيقا لمطامع إسرائيل التوسعية العدوانية التي لا يحكمها قانون دولي ولا ضمير عالمي. وليست هذه العملية الأخيرة في ما تقوم به إسرائيل من افراغ فلسطين المحتلة من سكانها العرب.

         ان منظمة التحرير الفلسطينية تعلن باسم الشعب الفلسطيني الذي كان ضحية العدوان الإسرائيلي ان هذا الشعب يعتبر نفسه في حالة حرب مع هذا العدوان منذ اللحظة التي بدأ فيها، وتهيب بالرأي العام العالمي والشعوب المؤمنة بحق تقرير المصير، وبحق الشعوب في العيش بسلام في أوطانها، ان تساند شعب فلسطين وتدفع شر العدوان الإسرائيلي والاستعماري لتقدم بهذا وحده الخدمة الحقيقية للقانون الدولي والأعراف الدولية.

         ان هذه العملية هي تأكيد لوجود الشخصية الفلسطينية وإصرارها على حقها في ممارسة كافة أساليب النضال في صراعها ضد القوى الصهيونية الإمبريالية لاسترداد وطنها المغتصب وحقها السليب. وسيواصل الشعب الفلسطيني نضاله بعزم وإيمان في جميع الميادين.


Scroll to Top