بيان وجهته حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” إلى هيئة الأمم المتحدة حول أهداف حركة المقاومة الفلسطينية وشرعيتها

بيان وجتهه حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” إلى هيئة الأمم المتحدة حول أهداف حركة المقاومة الفلسطينية
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 1008- 1009”

بيان وجهته حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” إلى هيئة الأمم المتحدة
حول أهداف حركة المقاومة الفلسطينية وشرعيتها.

17 / 10 / 1968

 

(حركة التحرير الوطني الفلسطيني
“فتح”، “الكتاب السنوي 1968″،
بيروت، 1968، ص147)

         بمناسبة اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الحالية في نيويورك، وبحثها للازمة الشرق الأوسط الناشئة عن العدوان الصهيوني الغاشم على العرب في حزيران (يونيو) 1967، تود حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” ان تعلن للأمم المتحدة ودولها الأعضاء الموقرة، ما يلي:
         1 – ان حركة المقاومة الفلسطينية للغزوة الصهيونية الاستعمارية لفلسطين، ما انفكت قائمة منذ عام 1918، عندما احتلت بريطانية فلسطين وبادرت الى تنفيذ المؤامرة الاستعمارية – الصهيونية لتحويل فلسطين الى دولة يهودية وإخلائها من سكانها العرب، أصحاب البلاد الشرعيين ومواطنيها الأصليين. ولكن بعض الظروف القاهرة، والأوضاع المجحفة التي وقفت ضد ارادة الشعب الفلسطيني رغم مشيئته، أدت الى تجميد المقاومة الفلسطينية في الأعوام التي تلت كارثة فلسطين عام 1948.

         2 – لما كان الشعب العربي الفلسطيني مصمما على تحرير وطنه، وعودته اليه، واستعادة حقوقه المشروعة فيه، فقد بادر عدد من ابنائه المجاهدين المخلصين الى استئناف المقاومة الفلسطينية للاحتلال الأجنبي لفلسطين، فتشكلت عام 1955 حركة التحرير الوطني الفلسطيني المعروفة بـ “فتح” واضطلعت بعبء هذا الواجب. ولا تزال تواصل اعمالها، المبنية على الجهاد والفداء حتى اليوم، ولن تكف عنها حتى تتحقق للشعب الفلسطيني مطالبه.

         3 – ان حركة المقاومة الفلسطينية للاحتلال الأجنبي لفلسطين، حركة مشروعة، من واجب جميع الشعوب والدول المحبة للعدل والسلام، والمؤمنة بحقوق الشعب ومبدأ حق تقرير المصير، والمتمسكة بميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان وبنصوص القانون الدولي، تأييد حركة المقاومة الفلسطينية ودعمها، لا مقاومتها والتنديد بها كما يفعل اليوم الاستعماريون وذوو المطامع والأهواء وأعداء الحق والإنسانية.

         وحركة المقاومة الفلسطينية التي تتولاها منظمة “فتح” شبيهة كل الشبه بحركات المقاومة الباسلة التي قامت في أوروبة ضد الاحتلال الالماني لبعض أقطارها، أن مثل حركات المقاومة في كل من فرنسة وايطالية وتشيكوسلوفاكية والاتحاد السوفييتي ورومانية وغيرها من الأقطار الأوروبية وقد هب العالم الحر، ودول الحلفاء، الى دعم هذه الحركات ومساعدتها ومساندتها، واعتبرتها حركات مشروعة مقدسة، يجب على أحرار العالم مناصرتها. لذلك فان منظمة “فتح” تستغرب لماذا تقف بعض الدول الأوروبية والأميركية من حركة المقاومة الفلسطينية موقفا يختلف كلية عن مواقفها من حركات التحرر الأوروبية خلال الحرب العالمية الثانية.

         4 – تؤكد منظمة “فتح” تصميمها على مواصلة المقاومة للاحتلال الأجنبي لفلسطين، مهما طال الزمن وتعاظمت، الصعوبات والتبعات، وهي تشعر بأن الشعوب العربية وأحرار العالم يقفون الى جانبها، ويؤيدون أعمالها وجهودها، كما تأمل ان تبدل بعض الدول والشعوب موقفها، وتتخلص من دعايات التضليل المغرضة، فتبادر الى تأييد حركتنا المشروعة الإنسانية.

         5 – وتعلن منظمة “فتح” باسم الشعب الفلسطيني بأسره، تمسكها بمطاليبه والتزامها بأهدافه، وهي تحرير فلسطين بأكملها من الاغتصاب والاحتلال، وإنشاء دولة مستقلة ديمقراطية ذات سيادة يتمتع في ظلها جميع المواطنين الشرعيين، بغض

<1>

بيان وجهته حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” إلى هيئة الأمم المتحدة حول أهداف حركة المقاومة الفلسطينية
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 1008 – 1009”

النظر عن الدين واللغة، بحقوق متساوية ولن تكف “فتح” عن أعمالها حتى يبلغ الشعب الفلسطيني هدفه هذا.

         ونظرا لان قرار مجلس الأمن الصادر في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 1967، يلحق أكبر الأذى بحقوق الشعب العربي الفلسطيني، ويناقض ميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان والقانون الدولي، ويقضي بتنفيذه على كل أمل في الاستقرار والسلام في فلسطين ومنطقة الشرق الأدنى، تعلن منظمة “فتح” رفضها لهذا القرار، وتؤكد ان قبول أي من الفرقاء به، لا يربط الشعب العربي الفلسطيني ولن يعيقه عن اتمام رسالته المقدسة في مقاومة الاحتلال الأجنبي وإنقاذ الوطن السليب من براثنه.

         6 – ان السلم لا يمكن أن يحل في فلسطين الا بالاتفاق مع الشعب الفلسطيني نفسه عندما يعود هذا الشعب الى بلاده.

         ان عودة هذا الشعب هي أمر مشروع أقرته هيئة الأمم أكثر من مرة. وكل تجاهل لهذا الحق سوف يجعل قضية السلم أصعب وأصعب في فلسطين.

         ان حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” تنظر الى هذه النقطة على انها نقطة مبدئية وقد حملت السلاح لكي تحقق هذا الهدف.

         7 – ان حركتنا تغتنم هذه المناسبة لتناشد ممثلي شعوب العالم وتحثهم على اتخاذ موقف واضح من قضية الشعب الفلسطيني الطريد، وترجو ان يتخذ هذا المجلس القرارات اللازمة في سبيل تحقيق قراراته السابقة في اعادة شعب فلسطين إلى بلاده.


<2>

Scroll to Top