تشمبرلين يعرض مشروع أوغندا على هرتزل

 

تشمبرلين يعرض مشروع أوغنده على هرتزل
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 145 – 146”

تشمبرلين يعرض مشروع أوغنده على هرتزل
23 /4 /1903

         بدأ الحديث بذكر رحلاته الأخيرة. وما هى الا لحظات حتى بدأنا نتكلم فى المسائل المختصة بالموضوع.

         قال تكلمت مع لورد كرومر عن مشروعك كنت فى مصر ماذا جد فيه؟

         أخبرته ما كان وأشرت الى تقرير البعثة الذى كنت قد أرسلته اليه أمس وكان موضوعا أمامه.

         قال: إن التقرير غير مشجع

         قلت: البلاد فقيرة ولكننا سنخلق منها شيئا

         قال تشمبرلين العظيم: لقد وقعت لكم أثناء سفرى على بلاد مناسبة. أوغنده. انها حارة على السواحل ولكن الطقس يصبح ممتازا فى الداخل حتى للاوروبيين تستطيعون أن تزرعوا القطن والسكر فيها وقد قلت فى نفسى وأنا هناك هذه البلاد تصلح للدكتور هرتزل ولكنك طبعا تريد أن تذهب الى فلسطين أو ما يجاورها. أجبت : “نعم” يجب أن تكون قاعدتتا فلسطين ثم فيما بعد نستطيع ان نستوطن في أوغنده ذلك لأن هناك عددا كبيرا جدا من اليهود الذين يريدون أن يهاجروا. ولكن يجب أولا أن نضع أساسا قوميا ولهذا فكرنا بالعريش لوضع سياسة جذابة ولكنهم لا يفهمون هذا فى مصر. ولم أستطع أن أوضح الأمر لهم كما أفعل هنا. لذلك اضطررت هناك أن أطلب تنازلا غير تام بسبب الحالة السياسية الراهنة – وكان هذا التنازل ماليا فقط. وهى بذلك صفقة خاسرة اذا فكرنا بالأرض لأن لا أحد يدفع ثمنا لمثل هذه البلاد لا أحد غيرنا – وذلك لأن لنا وراء هذا الدفع مطامع سياسية. ويجب أن يكون واضحا أننا لن نضع أنفسنا تحت حكم مصرى ولكننا نريد حكما بريطانيا.

         هو: عندى شعور بأن الأوضاع ستبقى على ما هى. لن نترك مصر. هذه كانت نيتنا فى الاصل وأنا أعرف ذلك لأنى كنت فى الحكومة. كنا قد قررنا أن ننسحب من مصر فى الثمانينات ولكنا استثمرنا كثيرا من أموالنا فيها وأصبح لنا مصالح عديدة هناك الى درجة لا نستطيع معها أن نخرج. وهكذا يمكن لك وللوطن الذى تعمل له أن تستفيد من الممتلكات البريطانية وأنا متأكد أنكم تستطيعون أن تستفيدوا أما اذا سارت الامور إلى حل غير هذا واذا كانت مستعمرتكم قوية فأنا متأكد أنكم ستستطيعون أن تثبتوا أنفسكم جيدا. وتكلمنا فى مواضيع مختلفة.

تشمبرلين يعرض مشروع أوغنده على هرتزل
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 145 – 146”

         قال تشمبرلين: أن مصالحنا فى آسيا الصغرى تقل يوما بعد يوم وسيأتى الوقت الذى يقوم فيه النزاع حول هذه المنطقة بين فرنسا وألمانيا وروسيا بينما نحن نتراجع إلى مناطق أبعد. وفى هذه الحالة ماذا يكون مصيرمستعمرتكم اليهودية فى فلسطين إذا تأسست فى هذه الفترة؟

         قلت: أظن أن ذلك سيكون فى صالحنا ذلك أننا سنكون “دولة شاغلة” وهذا لن يكون لنا عن حسن نية القوى المتنازعة وإنما بسبب الغيرة ومتى تركزنا فى العريش تحت الحكم البريطانى فان فلسطين ستصبح أيضا ضمن السلطة البريطانية.

         وبدا أنه إقتنع الى حد بهذا.

         بعد ذلك تكلمت عن قضية جمع المال (بواسطة جمعية الاستعمار اليهودى وروتشيلد). صحيح أننا لا نستطيع أن نعمل الكثير بخمسة ملايين جنيه يجب أن تحسن البلاد قليلا. وبعد ذلك يكون لجو تشمبرلين شرف اعطاء انجلترا مستعمرة أخرى.

         وسره هذا أيضا وقال أنه يجب أن يكون روتشيلد إلى جانبنا على كل حال لأن الحكومة الانجليزية أعتمدت عليه.

         قلت: هو معنا طبعا وأستطيع أن أعمل بدونه أيضا. أن أهم شىء هو أن أحصل فى النهاية على التنازل والا لا أستطيع أن أسير فى العمل إن حياة الانسان قصيرة.

         كذلك تكلمنا عن الهجرة اليهودية. قال أن معارضة الاجانب هى نتيجة المنافسة. وهذه المعارضة تلاحظ فى انحاء أخرى من الامبراطورية ضد فئات من العناصر الأخرى كما فى جنوب أفريقيا مثلا وأظنه ذكر الهنود الذين يعارضون في جنوب أفريقا. وقد تجابه الحكومة الأنجليزية بما يضطرها الى أصدار قانون للأجانب ضد اليهود. ويكون ذلك بسبب الضغط الشعبى عليها قلت لو سمحت لى بأن أقول كلمتى هنا يامستر تشمبرلين فأنا أفضل أن لاتصدر بريطانيا مثل هذا القانون أخرجوهم ولكن اياكم أن تصدروا قانون الاجانب بحقهم.

         وعند النهاية وعدني أن يتكلم مع لانسدون. حتى يكون هناك ضغط على كرومر ليسرع فى العمل.

Scroll to Top