تقرير اللواء جعفر النميري رئيس مجلس قيادة الثورة السوداني ورئيس وفد الملوك والرؤساء العرب إلى عمان عن المساعي التي بذلها الوفد في العاصمة الأردنية وعن حالة العاصمة

تقرير اللواء جعفر النميري عن المساعي التي بذلها وفد الملوك والرؤساء العرب في الأردن

تقرير اللواء جعفر النميري، رئيس مجلس قيادة الثورة السوداني
ورئيس وفد الملوك والرؤساء العرب إلى عمان
عن المساعي التي بذلها الوفد في العاصمة الأردنية وعن حالة العاصمة

القاهرة، 26 سبتمبر 1970
جريدة ” الأهرام “: العدد الصادر في 27 سبتمبر 1970

أيها الأصدقاء والأخوة الأعزاء

          قدمت إثر وصولنا من عمان مساء أمس ونيابة عن الوفد، إلى إخوتي الملوك والرؤساء تقريراً مفصلاً يعكس الصورة الحقيقية للوضع في الأردن، وما قام به وفدنا هناك. وبعد استماع الأخوة الملوك والرؤساء إلى هذا التقرير، قرروا أن أعقد مع أعضاء الوفد هذا المؤتمر الصحفي لأنقل لكم فيه نيابة عنهم تفاصيل هذا التقرير وما أضاف إلى محتوياته السادة الملوك والرؤساء.

          لقد تشرفت برئاسة الوفد المكون من السادة: حسين الشافعي عضو اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي العربي، والباهي الأدغم رئيس وزراء تونس، وسعد العبد الله وزير الدفاع والداخلية الكويتي، والدكتور رشاد فرعون، وقد ألمت به وعكة ولم يحضر هذا المؤتمر، وهو الممثل الشخصي لجلالة الملك فيصل، وفاروق أبو عيسى وزير داخلية السودان، والفريق محمّد صادق رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة في الجمهورية العربية المتحدة.

          وصلت اللجنة إلى عمان في السابعة مساء نفس اليوم، واجتمعت فور وصولها بجلالة الملك حسين. وفي مستهل الاجتماع تحدثت إليه في صلاحيات اللجنة موضحاً له أن الأردن لم يلتزم بما اتفقنا معه عليه بشأن وقف إطلاق النار. وهذا قد حتم علينا العودة العاجلة إلى عمان للتعرف على وجهة نظره. كما ألمحت إليه أن من مهامي وزملائي الاتصال بالسيد أبو عمار، وهو ما لم نتمكن منه في زيارتنا الأولى عندما زارت اللجنة عمان بعد مؤتمر الملوك والرؤساء الذي عقد في القاهرة في أول جلسة له.

          بعد ذلك أعطيت الفرصة لزملائي للتحدث عن آرائهم وليدلي كل بما لديه من تعليق، وقد تحدثوا جميعهم، فالتقت آراؤنا كلنا في الآتي:

  1. إن مؤتمر الملوك والرؤساء ما زال منعقداً في القاهرة ولن تعود اللجنة إلا بنتائج محددة ملزمة للطرفين طمأنة للمؤتمرين ولجماهير الأمة العربية.

<1>

تقرير اللواء جعفر نميري عن المساعي التي بذلها وفد الملوك والرؤساء العرب في الأردن

  1. ضرورة إيقاف القتال ولو لفترة محددة من الزمن، تمنح فرصة للجميع كي تعرف الحقيقة، خاصة وأن الأخبار تقدر عدد الموتى ما بين 10 و 15 ألفاً.
  2. إن سلطة الدولة الأردنية على أراضيها أمر لا مجال فيه للتشكك أو المناقشة.
  3. إن القضية ليست قضية دستورية تهم الأردن وحدها، ولكنها مسئولية تاريخية وإنسانية تتعلق بمصير أمة العرب بأسرها.
  4. إن تشككاً على المستوى القومي والعالمي تأخذ جذوره في التعمق مع تصاعد الأحداث الدامية في الأردن بأن الاتفاق الذي توصلنا إليه قد تم بإغراء أو ممارسة ضغط على اشخاص أسرى.
  5. إن الاجتماع بالسيد ياسر عرفات ضرورة ملحة تحتمها ظروف المأساة وتجعل من الاتفاق معه اتفاقاً مع الفدائي الحقيقي بعيداً عن المندسين والمشبوه في أمرهم بين صفوف المقاومة.
  6. على الملك حسين أن يذيع بياناً يؤكد فيه التزام القوات الأردنية المسلحة التزماً تاماً بوقف إطلاق النار على الفور.

وهنا أود أن ألخص وجهة نظر الملك حسين فيما يلي:

  1. هناك عناصر تبغي تدمير هذا البلد، وهي ليست فدائية ولكنها مدسوسة على العمل الفدائي، والأخبار ترد بتدفق اللواري المحملة بالفدائيين، وإن سوريا والعراق كليهما يشن علينا في إذاعتيهما حملات تحريض متواصلة.
  2. إن المناطق الشمالية من الأردن محتلة، خاصة مدينة أربد المدينة الثانية والعمود الفقري للثروة الزراعية للبلاد. وأما مدينة عمان فإنها آمنة تماما وليس بها سوى جيوب صغيرة نعمل على تمشيطها بغرض إعادة الحياة الطبيعية إلى المدينة.
  3. فيما يخص الاتصال بالسيد ياسر عرفات ، قال الملك إن هذا ليس من شأنه، ولكنه يترك للجنة أن تبذل ما تريده من مساع في هذا السبيل، وانه لا مانع عنده من أن يسمح بتوجيه الرسالة عن طريق الإذاعة. وذكر بأنه يحمل السيد ياسر عرفات المسئولية الكاملة في كل ما حدث.

كما ذكر حول ما يتردد من أن هناك مخاطر تستهدف حياة السيد ياسر عرفات، إن هذه المخاطر واردة.

          وختم حديثه في هذا الخصوص بقوله إلى اللجنة: حاولوا ما تستطيعون بذله من جهود، ولكني سائر في اتخاذ ما قررته من إجراءات. وكرر هذه العبارة ثلاث مرات.

<2>

تقرير اللواء جعفر نميري عن المساعي التي بذلها وفد الملوك والرؤساء العرب في الأردن

          اتخذت وأعضاء اللجنة من سفارة الجمهورية العربية المتحدة مكاناً لاجتماعاتنا مستعينين بأجهزة اللاسلكي والراديو بانتظار رد السيد ياسر عرفات.

          جاء رد السيد ياسر عرفات في حولي الساعة 11.30 وحدد موعداً للاجتماع الساعة الواحدة صباحاً، كما حدد المكان في جبل اللويبدة.

          والرسالة التي وجهت إلى الأخ ياسر عرفات هي:

الأخ المناضل ياسر عرفات

          باسمي شخصياً ونيابة عن الوفد الذي وصل إلى عمان هذه الليلة، نرجو منكم أن تقترحوا علينا كيف يمكننا الاتصال بكم ومكان وموعد الاجتماع بأي وسيلة متاحة. وبما أن الأمر هام وعاجل، أرجو تحقيق ذلك حالاً. أكرر حالاً… وشكراً.

          وكان رد السيد الأخ ياسر عرفات كالآتي:

سيادة الأخ الرئيس جعفر محمّد نميري

          سمعت نداءكم الموجه إلينا من إذاعة عمان من أجل لقاء عاجل وفوري يجمعنا. وتلبية لندائكم أرى أن يكون الاجتماع الليلة وفى حدود الواحدة. ونقترح أن تصلوا بسياراتكم عبر الطريق الموصل من فندق كرفان إلى مدرسة عالية إلى سفارة الجمهورية العربية المتحدة في جبل اللويبدة سيصلكم مندوب عنا ليرافقكم إلى مكان الاجتماع. لقد أعلنا على جنود الثورة الفلسطينية وقف إطلاق النار وشددنا عليهم. وأرجو أن تشددوا على الطرف الآخر أن يلتزم بوقف إطلاق النار في جبل اللويبدة. وإلى اللقاء.

أخوكم ياسر عرفات

          بعد هذا اتصلت بالملك حسين وطلبت منه أن يؤمن لنا سيارات لتقلنا لمكان الاجتماع.

          كما طلبت منه أن يؤمن عدم إطلاق النار في منطقة الاجتماع، خاصة وأن السيد ياسر عرفات قد طلب ذلك في، رسالته لي، وأكد إنه من جانبه قد أصدر تعليماته إلى رجاله بعدم إطلاق النار تحت أي ظرف تلك الليلة في منطقة اللويبدة.

          تأخر الملك ولم يف بوعده بإرسال العربات ولا المسئول الكبير في قواته المسلحة الذي طلبت منه أن يكون في رفقتنا حتى الثانية والربع. مما دفعني لتأجيل الموعد مع أبو عمار إلى ما بين الثانية والثانية والنصف بدلاً من الواحدة.

<3>

تقرير اللواء جعفر نميري عن المساعي التي بذلها وفد الملوك والرؤساء العرب في الأردن

          بل فكرنا في إلغاء الموعد حرصاً على حياته، بعد ما بلغنا أن نفس منطقة الاجتماع ستكون عرضة للقصف في الخامسة صباحا.

          ولكن وصلت العربات أخيراً وقررنا الذهاب. وصلنا إلى مكان الاجتماع حوالي الثالثة صباحاً، وكنا قبل ذلك بقليل قد تدارسنا كيفية معالجة الموقف مع أبو عمار، وتوصلنا إلى ما يلي:

  1. نسأله رأيه في وقف إطلاق النار وعن بنود الاتفاقية المتعلقة بهذا الأمر، إن كانت له رغبة في البقاء في الأردن أم المجيء للقاهرة معنا.
  2. إذا تمت الموافقة على وقف إطلاق النار، نسعى إلى سحب الجيش والفدائيين من المدينة.
  3. ما يخص الإمدادات المئونية والغذائية وتكوين لجنة مراقبة للتوزيع.

          على ضوء ذلك تحدثنا في بدء لقائنا مع أبو عمار، وتحدث بعض السادة الآخرين من الأعضاء قبل أن نعطيه الفرصة للحديث.

          وعندما حكى أبو عمار كان متأثراً تأثراً بالغاً للنكبة والمأساة.

          وألخص ما قاله في الآتي:

  1. الغدر فظيع ووحشي. ووصفه بأن هذه موقعة تشبه موقعة كربلاء، وهناك تصفية وإبادة تامة للشعب الفلسطيني، إذ إن هناك 25 ألفاً بين قتيل وجريح وليس هناك 25 ألف فدائي.
  2. أخلت السلطات عمان من الأردنيين قبل الضرب، ثم حاصروها بثلاث فرق. ويقدر عدد الجنود بـ 74 ألف جندي، أغلبهم سحب من خطوط النار إلى عمان.

قال: قُصِفْنَا بينما كنت أنت مجتمعاً معه في قصر الحمر، وفي نفس تلك اللحظة قصف بيتي حيث كنت أختبئ.

  1. بعد توقيع الاتفاقية مع اللجنة الخماسية المنبثقة عن الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية بساعة واحدة أسقطت حكومة الرفاعي، وشكلت الحكومة العسكرية.
  2. كان أول ما طلبتْه منا حكومته العسكرية ( ويعني حكومة الملك العسكرية ) أن نسلم السلاح.

وعلق أبو عمار على ذلك إنه في عام 48 سلمنا السلاح وخدعونا. هذه المرة لن نسلم السلاح وسوف نقاتل من بيت لبيت.

<4>

تقرير اللواء جعفر نميري عن المساعي التي بذلها وفد الملوك والرؤساء العرب في الأردن

  1. هناك تخطيط ومؤامرة ولدينا وثائق اليوم بأن الملك قد أحضر لواء جديد للهجوم على جبل الهاشمي.
  2. قبض على 14 ألف شاب من المنازل لأنهم شباب فقط قادرون على حمل السلاح، ولكن ليس معهم سلاح، ثم هتكت أعراض النساء وكسرت المتاجر وسرقت الأموال بواسطة الجيش.
  3. كل ما أطلبه وقف القتال لمدة 48 ساعة فقط لأدفن الجثث، ولكني أراهن إنكم لن تستطيعوا تحقيق هذا لأن المسألة مدبرة ومخططة.

وعلى كل حال قال: أوافق على وقف إطلاق النار وسآمر بهذا وأضمن لكم تنفيذه الفوري التام، شريطة أن يفعل هو المثل.

واستطرد قائلاً: إن الصليب الأحمر طلب هدنة 24 ساعة وأنا وافقت، والآن أوافق على خروج الجيش والفدائيين من عمان، ولكن لا أقبل خروج المليشيا لأن له مليشيا هو أيضاً.

  1. لابد من ضمانات لتنفيذ قرار وقف إطلاق النار، ونقترح أداة لتنفيذ وقف إطلاق النار من جيوش الدول العربية. وفى ظل هذه القوة العربية يتم انسحاب الجيش الأردني والفدائيين من عمان ثم نعيد الوحدة للشعب بقيام حكومة وطنية.
  2. ضحايا الجيش ليسو أقل من 5000 وخسائره في المعدات بلغت 93 دبابة خلاف العربات والآليات الأخرى.

والجيش معبأ ومشحون بالكراهية ضد الفدائيين.

  1. الفدائيون يسيطرون على اللواء الشمالي بأكمله، وهم قادرون على حرب العصابات. وهذا يعني أن القوات المسلحة الأردنية لا تستطيع أن تفني الفدائيين، بل إننا نستطيع أن نقاوم ونقاوم لوقت طويل.

هذا هو ملخص الكلام الذي قاله أبو عمار.

          عدنا من لدى أبو عمار في الرابعة والنصف صباحاً وحصلنا على خطاب منه بالموافقة على وقف إطلاق النار، وهو ذات الاتفاق السابق.

          ونسبة لأن أبو عمار لا يستطيع أن ينتقل إلى زملائه من الفدائيين، ونسبة لأنه رغب في أن يصحبنا، فقد جاء معنا إلى مقرنا.

<5>

تقرير اللواء جعفر نميري عن المساعي التي بذلها وفد الملوك والرؤساء العرب في الأردن

          عندما وصلنا بدأنا نتشاور فيما نفعله. وكانت أصوات الطلقات النارية لم تنقطع منذ الخامسة والنصف صباحا في عمان لحظة واحدة. وبعد اتفاقنا على خطة عمل كان رأي بعضنا أن لا نقابل الملك حسين، لأن الملك حسين لم يوقف إطلاق النار. ولكن بعد مناقشة دامت لوقت قليل استقر رأينا أن نقابل الملك حسين. فاتصلت معه تليفونيا في الساعة 8.45 صباحاً، وأخطرته أننا قد أكملنا مهمة لقائنا مع أبو عمار وإننا في طريقنا للاجتماع معه. ثم ذهبنا إلى القصر ووصلنا قصر الحمر في الساعة 9.15، وطلع علينا الملك حسين في الساعة 9.40. فحدثته عن التدمير الفظيع الذي شهدته وشهده معي زملائي بعينهم، والذي أحدثته الدبابات والمدفعية. ودعوته إلى إذاعة بيان بصوته، على أن أقرأ أنا بيان الأخ أبو عمار، وقلت له إن ما قام به الوفد، وخصوصا كبار السن فيه فجر اليوم من مجهود ومشي بالأرجل في سبيل حقن الدماء يجب تقديره تقديراً كبيراً، ويحتم ضرورة التصرف – في حكمة وسرعة. وكي نضمن التنفيذ اقترحت أن نضع تحت تصرف الطرفين عدداً من أفراد القوات المسلحة من بعض البلاد العربية.

          ووافق الملك وتم التشكيل على النحو التالي برئاسة عميد من القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة. فاتفقنا على أن يكون:

  •     5 ضباط من الجمهورية العربية المتحدة بما فيهم العميد.
  •     2 برتبة عقيد من السودان.
  •     2 برتب مختلفة من الكويت.
  •     2 برتب مختلفة من تونس.
  •     2 برتب مختلفة من السعودية.

          أرجو أن أقرأ عليكم ما تم الاتفاق عليه بين الملك حسين وبين الوفد. وقد أذيع هذا من راديو عمان. وهذا ما قلته أنا:

أيها الاخوة المواطنون

          بعد عودة وفد اجتماع الملوك والرؤساء العرب لعمان للمرة الثانية، التقينا بالأخ المناضل ياسر عرفات – أبو عمار – رئيس اللجنة المركزية للمقاومة الفلسطينية والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، وآخرين من اخوته في قيادة المقاومة. وبالنسبة للظروف والملابسات المعروفة لديكم وعدم تمكنه من مخاطبتكم مباشرة من هذا المذياع، فقد طلب إليّ أن أنقل إليكم هذا النداء المكتوب بخطه وبتوقيعه ، وهو النداء التالي:

<6>

تقرير اللواء جعفر نميري عن المساعي التي بذلها وفد الملوك والرؤساء العرب في الأردن

يا جماهير شعبنا العظيم، يا ثوارنا البواسل

         حقناً للدماء البريئة، وحتى يتمكن المواطنون من دفن شهدائهم وتضميد جراحهم، والحصول على مستلزمات الحياة الضرورية من ماء وطعام ودواء. لذلك فإنني بصفتي القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، واستجابة مني لنداء وفد اجتماع ملوك ورؤساء الدول العربية المنعقد حالياً بالقاهرة، والوفد الذي حضر إلى عمان برئاسة الأخ المناضل اللواء جعفر محمّد نميري، وحتى نفوت على أعداء أمتنا مراميهم الشريرة ومخططاتهم ضد أمتنا. فإنني أوافق على إيقاف إطلاق النار وآمر جميع قوات الثورة الفلسطينية بوقف إطلاق النار فوراً، وأن الثورة الفلسطينية سوف تبقى ملتزمة بهذا القرار إذا التزم الطرف الآخر بذلك.

ياسر عرفات         
 القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية

         ودي بخط يده وممكن بعدين تعمل منها نسخ، واللي عايز يدوه منها.

         بعد ذلك تكلم الملك حسين مخاطباً رجال القوات الأردنية المسلحة الباسلة قائلاً:

         توكيداً لأمري بوقف إطلاق النار، وبعد أن أكد الأخوة قادة العمل الفدائي الفلسطيني استعدادهم للتقيد بوقف إطلاق النار تقييداً تاماً، إثر اجتماعهم بوفد الأخوة القادة العرب. فإنني أكرر أمري للقوات الأردنية المسلحة بوجوب التقيد بوقف إطلاق النار تقيداً فورياً وكاملا. وفي الوقت ذاته فإن على جميع المحرضين والضالين والمضللين أن يثوبوا إلى رشدهم وأن يتقوا الله في وطنهم وأمتهم وقضيتهم. فقد قبلنا بالاتفاقية التي اقترحها علينا بعض الاخوة من قادة منظمة التحرير الفلسطينية كصيغة نهائية لاجتثاث الأزمة من جذورها، بعد أن أقرها معنا أيضاً وفد الاخوة الملوك والرؤساء العرب أثناء زيارتهم الأولى لعمان. وإني أطلب من الجميع التعاون بصدق وإخلاص لإتاحة الفرصة أمام جهودنا المبذولة لإعادة، الأمن والنظام والحياة الطبيعية إلى شعبنا العزيز وبلدنا الغالي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

         واختتمت أنا هذه البيانات بالآتي:

أيها الاخوة المواطنون في الأردن الشقيق

         لقد استمعتم للبيانين الموجهين إليكم من الأخ جلالة الملك حسين والأخ ياسر عرفات بوقف إطلاق النار فوراً حقناً للدماء وصوناً لوطننا من الأخطار والمؤامرات الاستعمارية وحماية للثورة الفلسطينية الباسلة. أناشدكم جميعاً باسم إخواني الملوك والرؤساء العرب المجتمعين حالياً بالقاهرة وباسم جماهير أمتنا العربية

<7>

تقرير اللواء جعفر نميري عن المساعي التي بذلها وفد الملوك والرؤساء العرب في الأردن

المناضلة والتي تتجه إليكم بقلبها ووجدانها أن تتقيدوا بالوقف الفوري لإطلاق النار. أكرر الوقف الفوري لإطلاق النار، تمهيداً لتنفيذ الاتفاق الذي ارتضيناه جميعاً وأعلنته عليكم من قبل. على أن تلتقي الأطراف المعنية لمتابعته.

          وفقنا الله لما فيه خير أمتنا، والله المستعان.

          بعد ذلك اتفقنا على أن تكون لجنة، وهذا حسب اقتراح الملك حسين، تكون لجنة مشتركة بين حكومة الأردن والفدائيين لتنفيذ الاتفاق والنظر في تفاصيله. وقد وافق الوفد على ذلك. كما طلب الملك حسين أن يساعد الوفد في توزيع المؤن والأشياء التي تأتي للأردن على الأهالي، وقد أخطرناه بأن مؤتمر العرب عين لجنة إغاثة للقيام بهذه المهمة.

          ثم طلبت منه أن يعمل على إطلاق سراح 14.000 فلسطيني اعتقلوا من منازلهم لأنهم قادرون على حمل السلاح فقط.

          فقال إن الجيش يقوم في الوقت الحاضر بفرزهم، لأن من بينهم أجانب، ولكنه وعد بإطلاق سراح الفلسطينيين والأردنيين إن وجدوا.

          في طريق عودتنا من قصر الحمر إلى مقر سفارة الجمهورية العربية المتحدة، بعد هذا الاجتماع، وبعد إعلان البيانات بالراديو. كان القصف مستمراً والرصاص يدوي في مختلف مناطق عمان وجبالها وبصورة رهيبة، خاصة في أماكن تجمعات الفلسطينيين وفي أحياء الأشرفية وجبل اللويبدة وحي المصاروة.

          كما تم قصف مستشفى الأشرفية ونقل مئات من الأطفال والنساء والعجزة ووضعوا في الطريق ، وأحضرت الآليات لسحقهم. كما قاموا بعملية خطف للأطباء والممرضين والممرضات، وهددت حياتهم ما لم يخل الفدائيون والفلسطينيون المنطقة بأسرها.

          وظللنا نرقب الموقف ونتابعه حتى الساعة الواحدة والنصف، حين صدر بيان عن المشير حابس المجالي الحاكم العسكري العام يدعي فيه ان ما يسمع من دوي الرصاص والمدفعية ما هو إلا عمليات يقوم بها سلاح المهندسين لتفجير الطلقات العمياء والألغام التي كانت مزروعة في تلك المناطق. فلم يجد أعضاء اللجنة مفراً سوى الاتصال بمقر القيادة العامة ولفت نظرها.

          وقد لفت نظرهم إلى ذلك الفريق صادق، ثم تحدث إليهم باسمه مرة ثانية موضحاً لهم أننا قد أسكتنا الضرب من جانب الفدائيين، بينما هم يتعرضون لضرب مكثف من القوات المسلحة الأردنية، ويتعرضون للقتل والإبادة الجماعية.

<8>

تقرير اللواء جعفر نميري عن المساعي التي بذلها وفد الملوك والرؤساء العرب في الأردن

          وفي نفس المعنى تحدث إليهم الشيخ سعد العبد الله، ثم تحدث إليهم السيد الباهي الأدغم، وقال لهم إن ما يجري هذا مخطط إجرامي يقومون بتنفيذه نيابة عن إسرائيل. إنها حرب إبادة للشعب الفلسطيني، وإن اللجنة لا يمكن أن تتحمل مسئولية كهذه. وكذلك تحدث إليهم الدكتور رشاد فرعون، وبعد ذلك تحدث إليهم السيد فاروق أبو عيسى في نفس المعنى، وكان حديثه بتكليف مني. وطلب منهم أن يبلغوه للملك حسين، كما طلب منهم ان يلغوا على الفور القرار الذي صدر بنقل العقيدين السودانيين ودون استشارتنا إلى منطقة أربد. وكذلك طلب منهم أن يبلغ الملك حسين إنني بوصفي رئيساً للجنة قررت رفع تقرير عاجل للملوك والرؤساء في القاهرة موضحاً لهم الوضع بأسره والخرق المستمر لاتفاقية وقف إطلاق النار من جانب السلطة الأردنية، في وقت لم يجف فيه مداد الحبر الذي كتبت به الاتفاقية. وانهم يواصلون الضرب والتقتيل على العزل والأبرياء دون شفقة أو رحمة، وأن الملك حسين يتحمل وحده المسئولية الكاملة عن كل هذا.

          وتبع هذه المحادثات من الأعضاء مع القيادة العامة بدقائق ضرب مكثف موجه لمقرنا بسفارة الجمهورية العربية المتحدة، استمر دون انقطاع، مما سبب قلقاً ويأساً بالغين دفعاني على الفور للاتصال شخصيا بالملك حسين وأبلغته خطورة الموقف والخطر الذي كان يتهدد حياة أفراد اللجنة، بل أسمعته دوي الرصاص على التليفون، فسكت وقال إنني سأقوم بالواجب الآن. وبعث إلينا باللواء محمّد خليل نائب رئيس الأركان، وأحمد طوقان رئيس الديوان، وزيد بن شاكر نائب مدير العمليات، وزهير مطر مدير الأمن، الذين تحدثوا إلى إدارة العمليات العسكرية بالتليفون من مقرنا وطلبوا وقف إطلاق النار فوراً لأنهم قد شاهدوا بنفسهم ما يجري، ولم يستطيعوا دخول السفارة إلا بعد ان غيروا سياراتهم وركبوا سيارة مصفحة.

          ومن الأشياء المستغربة ان القصف علينا قد وقف بسرعة خيالية بعد اتصالهم مع مدير العمليات. وهذا يؤكد لنا إنه مخطط قصد به إجبارنا على الرحيل فوراً.

          ويؤكد أيضاً أن المزاعم التي كانت تقولها السلطات الأردنية من أن إيقاف ضرب النار يجد صعوبة، والصعوبة في توصيل الأوامر والتعليمات إلى الجنود في المناطق المختلفة، وهذا يأخذ وقتاً طويلاً. هذا أيضاً قد أكد لنا أن التعليمات تصل للجنود بسرعة، وأن سلكية القيادة جيدة للغاية في الجيش الأردني.

          وبعد وقف إطلاق النار علينا بقليل، بدأ بصورة أخف، وكنا نسمع دوي الرصاص من جميع نواحي عمان، والدخان يتصاعد من معظم أماكنها.

          وفى طريقنا إلى المطار البارحة من السفارة، كنا نركب سيارة مصفحة. وأيضاً من الأشياء المستغربة أن الجيش أطلق علينا الرصاص على هذه السيارة، فقررنا أن نبلغ هذه الحادثة مع الحوادث الأخرى إلى مؤتمر الرؤساء والملوك وقد فعلنا.

<9>

تقرير اللواء جعفر نميري عن المساعي التي بذلها وفد الملوك والرؤساء العرب في الأردن

          غادرنا عمان في الساعة السابعة مساء بتوقيتها وسط الإزعاج والضرب المستمر والقصف الشديد من المدفعية والدبابات ومدافع الماكينة المختلفة الخفيفة منها والمتوسطة والثقيلة. وشاهدنا ونحن في المطار عمليات الاستكشاف المختلفة تسلط على جبل الأشرفية ومخيم الوحدات لتحديد أهداف المدفعية لضربها مرة أخرى ولحرقها ودكها.

          على كل حال خرجنا من عمان بانطباع جماعي بأن هناك مخططاً كاملاً لإبادة كافة رجال المقاومة الفلسطينية الباسلة وكافة الفلسطينيين الموجودين في عمان، ويجري تنفيذ هذا المخطط بالرغم من كل الوعود والاتفاقات، وليس هناك أي شيء سوف يوقف تنفيذ هذا المخطط. وخرج الوفد بنتائج على ضوء كل هذه التفاصيل تجعله على يقين بأن ما يجري في الأردن مؤامرة مدبرة وتخطيط مسبق لسحق الشعب الفلسطيني كما قلت وتصفية المقاومة الفلسطينية، وأن السلطة الأردنية كانت وما زالت وستظل تراوغ وتخادع لغرض كسب الوقت حتى تستطيع أن تنفذ مخططها.

          وقد علمنا أن تقويم الموقف أو تقدير الموقف الذي وضعته السلطة الأردنية قد خرج بنتائج أن هذه الإبادة سوف يُنْتهى منها في ظرف على الأكثر ثلاثة أيام. ولكن كانت هذه النتائج أو الوصول إلى هذه النتائج خطأ، لأنه مر إلى الآن ثمانية أيام ولم تستطع القوات الأردنية أن تسيطر على عمان، ولن تستطيع أن تسيطر عليها لمدة ثلاثة أشهر أخرى. وهذا رأيي الشخصي.

          وأخيراً وأمامكم أيها الأصدقاء، أحب أن أسجل شكري البالغ وتقديري العظيم للسادة أعضاء الوفد الذين صحبوني في هذه المهمة الشاقة، وهم السادة: حسين الشافعي، والباهي الأدغم، والشيخ سعد العبد الله، والدكتور رشاد فرعون، والفريق محمّد صادق، وفاروق أبو عيسى، وبقية السادة المرافقين من أعضاء الوفود الذين عملوا بجهد متواصل وفي ظروف شاقة وسط مخاطر جمة عرضت حياتهم جميعاً للخطر في عدة مرات، فلهم تقديري وشكري.

          وكذلك لا بد أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى أسرة سفارة الجمهورية العربية المتحدة التي قاسمتنا لقمة العيش، وقاموا بالترحيب بنا في سفارتهم، وقدموا لنا كل المساعدات التي مكنتنا من أداء مهمتنا، وقد وضعوا إمكانياتهم تحت يدنا وتحت تصرفنا، الشيء الذي ساعدنا لإنجاز مهمتنا على أكمل وجه.

          وأخيراً أحب أيضاً أن أقدم شكري الجزيل لكل الذين يعملون بالصّحافة والإعلام الذين حضروا لهذا المؤتمر. وأرجو أن أقدم ثنائي بالنيابة عن الوفد المرافق لكم جميعاً لتتبعكم لأخبار هذه النكبة الكبرى التي لم أر مثلها في حياتي، وتجد منكم كل إخلاص في الإعلام لأن هناك الآن شعباً يفنى بقوات نظامية. وشكراً

<10>

تقرير اللواء جعفر نميري عن المساعي التي بذلها وفد الملوك والرؤساء العرب في الأردن

الرد على الأسئلة

س: ما هو تصوركم لحل المشكلة بعدما رأيتموه في الأردن؟

نميري: لقد أوفدت للقيام بعمل خاص وإلزام الطرفين المعنيين بتنفيذ اقتراح الملوك والرؤساء المجتمعين في القاهرة، وهو وقف إطلاق النار فوراً. وقد حاولنا ذلك ولم ننجح لأن بعض الأطراف لا تريد أن تلتزم بالاتفاق الذي تتفق به معنا، ولذلك فإن سؤالك هو ما سيقوم به واجب مجلس، الملوك والرؤساء بعد حين. ولا أستطيع أن أقول ما هو الإجراء الآخر، فسوف يبحث الملوك والرؤساء هذا الإجراء.

س: ( من مراسل أجنبي ) هل يمكن أن تتخذ الدول العربية إجراءات فعالة وأن تشترك قواتها في عمل داخل الأردن؟

نميري: وهذا السؤال أيضاً من اختصاص الملوك والرؤساء، وهم الذين يستطيعون أن يجيبوا عليه في الجلسة التي ستعقد اليوم. سيناقشون هذه المشاكل، ولكن رأيي الشخصي أن تدخلاً عسكرياً من جانب الدول العربية في الأردن بعيد الحصول.

س: ( من مندوب صحيفة البلاغ الليبية ) هل ما يحدث الآن في الأردن هو مقدمة لتوريط مصر في حرب بشكل أو بآخر؟

نميري: أعتقد إننا إذا حسبنا جيداً وقدرنا موقفنا تقديراً جيداً نجد أن الجواب على سؤالك: نعم.

س: ( سؤال من مراسل وكالة الأنباء السورية ) هل ستقطع بعض الدول الأخرى علاقاتها الدبلوماسية مع الأردن كما فعلت ليبيا؟

نميري: إن ما يجري في الأردن يستحق أن تقوم الدول العربية بإجراء خاص لإيقاف المخطط أو الإبادة التي تجري الآن. ومن ناحية جماعية من الدول العربية لا أستطيع. الرد على هذا السؤال. أما من ناحية دول فرادى، فإن كثيراً من الدول التي في الاجتماع الآن لا تريد أن تتعامل مع السلطة الأردنية معاملة جيدة، إذا هي تمادت في أسلوبها وفي مخططها في الأردن.

( ورداً على سؤال حول مسئولية الملك حسين فيما جرى؟ )

قال الرئيس نميري: إن ما أعتقده شخصياً أن الملك حسين، وهو جزء من السلطة الأردنية، شريك في هذا المخطط، لأنه يصر وتصر السلطة الأردنية على التمادي في إبادة الشعب الفلسطيني. والمخطط لإبادة الشعب الفلسطيني مخطط كبير. الأردن جزء صغير من الأجزاء التي تقوم بتنفيذ هذه الإبادة.

<11>

تقرير اللواء جعفر نميري عن المساعي التي بذلها وفد الملوك والرؤساء العرب في الأردن

س: هل حقيقة ما تردد من أن الملك حسين سيشكل حكومة وطنية؟

نميري: إن الحكومة الوطنية التي أعلن عنها السيد حسين هي مطلب من مطالب المقاومة الفلسطينية وهي أيضاً مطلب من مطالب أو موضوع من المواضيع الذي ناقشه مؤتمر الملوك والرؤساء، وإن أي حكومة لا يمكن أن تقول عنها إنها حكومة ناجحة أو فاشلة إلا بأعمالها. فإن حسين إذا استطاع أن يشكل حكومة وطنية تستطيع أن تعيد إلى الشعب الأردني وحدته وتستطيع ان تزيل المأساة التي تجري الآن في الأردن، فهذا ما نطلبه. وأما إذا أتت حكومة وطنية وقامت أيضاً بتنفيذ المخطط، فيعني أنها كمثيلتها الحكومة العسكرية. والحقيقة أحب هنا أن أضيف شيئاً، وأنا لاحظته في الأردن. أنا لا أستطيع أن أعرف ما هي سلطات الملك حسين، هل هو ملك أم رئيس وزراء أم قائد عام أم رئيس هيئة أركان حرب. فهو يقوم بكل هذه الأشياء فالحكومات في الأردن ما شايف لها مسئولية. فالملك حسين هو كل شيء ملك وقائد وحكومة وكل شيء.

( ورداً على سؤال عما إذا كان الرئيس نميري قد وجد صعوبة في التفاهم مع رجال المقاومة ؟ )

قال الرئيس السوداني: إنه لم يواجه هذه الصعوبة، وكانوا كلهم متفقين على ما قيل، ولكن الصعوبة الوحيدة التي وجدت وهي من الاعتراضات التي جاءت من بعض الدول العربية التي لم تحضر هذا المؤتمر مؤتمر الملوك والرؤساء تقول إن عدداً من رجال المقاومة لا يمثلون اللجنة المركزية. فهذه هي الصعوبة الوحيدة. ولكن بعد حضور رئيس المنظمة السيد ياسر عرفات، هنالك أغلبية من اللجنة الفلسطينية ، فهذه الصعوبة تزول.

( ورداً على سؤال آخر )

قال الرئيس نميري: أقول إن العدو الأول للأمة العربية هو الصهيونية المتمثلة في دولة اسرائيل، وإن دولة إسرائيل كما نعلم جميعاً لها مطامع كبيرة ومطامع توسعية في البلاد، ودولة إسرائيل هي ربيبة الولايات المتحدة الأمريكية وتعمل معها متضامنة ومتعاونة في التآمر على الشعوب، وأنا أقول إن هذا المخطط هو مخطط من هاتين الدولتين يستهدف ليس الأردن فحسب، بل كل الدول العربية في المنطقة وخصوصا الدول التقدمية منها.

س: هل في اعتقادكم أن ما حدث في الأردن ( يقصد به فرض تسوية سلمية ) لأزمة الشرق الأوسط وما هو موقفكم إذا ما عقد الملك حسين تسوية منفردة مع إسرائيل؟

نميري: هذا الموضوع سيناقش في الاجتماع القادم لمؤتمر الملوك والرؤساء، ولا أريد أن أدخل في تفاصيله حتى لا أؤثر على سير المناقشات.

<12>

تقرير اللواء جعفر نميري عن المساعي التي بذلها وفد الملوك والرؤساء العرب في الأردن

س: سؤال عما إذا كان هناك رد قد جاء على آخر برقية أرسلها الرئيس عبد الناصر إلى الملك حسين؟

نميري: لا علم لي بوصول رد حتى الآن

س: سؤال حول ما إذا كان لسوريا دور فيما حدث بالأردن

نميري: أعتقد إنني كنت أقوم بمهمة خاصة، ولم أتحصل على المعلومات الكافية عن التدخل السوري الذي قيل إنه حصل في الأردن، وما هي نتائج هذا التدخل وما هو موقف حكومة الأردن منه. إنني كنت أقوم فقط بمهمة وقف إطلاق النار بين الحكومة الأردنية والفدائيين.

س: هل أحيطت البلدان العربية التي لم تشترك في المؤتمر علماً بكل ما شاهدته اللجنة وما قامت به من جهد خلال السفريتين اللتين قامت بهما؟

نميري: أرجو أن نفهم جميعاً أن مؤتمر الملوك والرؤساء هنا لم تكن له سكرتارية خاصة به لأن هذا الاجتماع ليس يتبع الجامعة العربية، بل هو مؤتمر عمل بخصوص أزمة خُلقت فجأة في المجتمع العربي. ولذلك فنحن لم تكن لدينا وسائل لإرسال وإبلاغ الحكومات التي لم تحضر هذا المؤتمر. ولكننا ننشر في الجرايد والإذاعات أو بواسطة مؤتمرات صحفية كل نتائج مجهوداتنا وكل نتائج أعمالنا، ومن ضمن الدول التي سوف تفهم هذه النتائج الدول التي لم تحضر هذا الاجتماع.

س: لقد تبادر إلى ذهننا أن السيد ياسر عرفات قد جاء بصحبتكم بصورة شبه سرية، فهل كانت السلطات الأردنية لو علمت إنه جاء علانية ستتخذ إجراءات ضده على الرغم من إنه قد جاء بصحبتكم؟

نميري: إنه لم يأت بطريقة سرية، إنه ركب من مطار عمان معنا في الطائرة إلى أن وصل إلى القاهرة، وهو مدعو إلى حضور الاجتماع.


<13>

 

 

Scroll to Top