رأي القاهرة الرسمي في الرد الأمريكي على المشروع الروسي المقدم في 15/ 1/ 1969

رأى القاهرة الرسمي في الرد الأمريكي على المشروع الروسي المقدم في 15/1/1969
“ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1623-1624”

رأى القاهرة الرسمى فى الرد الأمريكى(*)
على المشروع الروسى المقدم فى 15/ 1/ 1969
(19/ 1/ 1969)

          لقد جاء رد الولايات المتحدة أسوأ بكثير مما كنا نتوقع لانه أظهر انحياز الولايات المتحدة الكامل لاسرائيل.

          وملاحظاتنا عليه هى:-

1 –

انحياز كامل للعدوان الاسرائيلى وهذا يعيد للأذهان موقف الحكومة الامريكية فى 5 يونية سنة 1967 عندما رفضت ادانة العدوان الاسرائيلى بالرغم من أنها أبلغتنا رسميا بمذكرة قدمها لنا السفير الأمريكى يوم 23/ 5/ 1967 أى قبل العدوان الاسرائيلى ببضعة أيام أنها ستعارض بحزم أى عدوان عسكرى تقوم به أى دولة فى المنطقة وذلك داخل الامم المتحدة وخارجها. كما أكدت لنا الحكومة الأمريكية فى هذه المذكرة أن الولايات المتحدة ترى بأن اتفاقيات الهدنة هى أفضل وسيلة للمحافظة على السلام فى المنطقة.

2 –

ويتبين لنا من موقف الحكومة الامريكية عدم التزامها بسياستها التى أبلغتها لنا رسميا قبل العدوان الاسرائيلى.

3 –

تجاهلت الولايات المتحدة فى ردها القضية الفلسطينية ولم تشر فى مذكرتها بكلمة واحدة حول حقوق الشعب الفلسطينى أو عن رأيها فى كيفية حل مشكلة اللاجئين.

4 –

أطلقت الحكومة الأمريكية تعبير الارهاب العربى على كفاح الفلسطينيين عن قضيتهم ومقاومتهم النبيلية للعدوان الاسرائيلى. واعتبرت أن المقاومة الباسلة التى يقوم بها الفلسطينيون هى العائق الأساسى فى اقرار السلام متجاهلة بذلك عدوان اسرائيلى على الدولة العربية.

5 –

جاء فى الرد الامريكى أن اسرائيل قبلت بقرار مجلس الامن. والواقع انه لم يعد مقبولا الاستمرار فى مثل هذا التلاعب بالألفاظ. ذلك أن اسرائيل كشفت أخيرا عن موقفها بصراحة تجاه قرار مجلس الأمن عندما أعلنت عن نواياها فى استمرار احتلال الأراضى العربية وضم هذه المناطق اقتصاديا لها فى أية تسوية سلمية نهائية.

 


        (*) من جريدة الأهرام في 20 / 1 / 1969

<1>

) رأى القاهرة الرسمي في الرد الأمريكي على المشروع الروسي المقدم في 15/ 1 / 1969
“ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1623-1624”

6 –

رفضت حكومة الولايات المتحدة حتى الآن أن تحدد موقفها بالنسبة للمواقع التى يجب أن تنسحب اليها اسرائيل. وهى تطالب الدول العربية أن تتفاوض مع اسرائيل حول مصير الاراضى العربية وحدود الدول العربية بحجة تأمين سلامة اسرائيل وذلك فى الوقت الذى تحتل فيه اسرائيل الأراضى العربية بل ان رأى الولايات المتحدة هو عدم عودة اسرائيل الى خط 5 يونيه سنة 1967 الذى بدأت منه العدوان.

7 –

ترفض المذكرة الأمريكية ما أسمته “بفرض الحل” على دول المنطقة بينما المطلوب من الدول الكبرى مواجهة مسئولياتها طبقا لميثاق الأمم المتحدة وذلك باتخاذ الاجراءات الكفيلة بتنفيذ قرار مجلس الأمن والذى ترفض اسرائيل تنفيذه.

8 –

لم ترفض الولايات المتحدة احتلال اسرائيل لشرم الشيخ فى التسوية النهائية بل اعتبرت هذا الموضوع من المسائل التى يجب مناقشتها لضمان حرية الملاحة فى خليج العقبة.

9 –

تتحدث الولايات المتحدة فى مذكرتها بصراحة أنها ترى نزع سلاح سيناء بالكامل وأن نزع السلاح الجزئى لسيناء غير كاف وذلك بحجة أن سيناء كانت مصدرا للعدوان عامى 1967 و 1956 ولا تتحدث المذكرة الأمريكية عن نزع سلاح النقب أو جزء منه.

10 –

أشارت المذكرة الى الملاحة فى خليج العقبة وقناة السويس والى نزع سلاح سيناء وتأمين حدود اسرائيل عن طريق التفاوض مع الدول العربية ولم تشر الى أنسحاب اسرائيل من الضفة الغربية والقدس ومرتفعات جولان السورية وقطاع غزه.

11 –

الرد الأمريكى يلقى بالمزيد من الصعوبات أمام مهمة يارنج ويحول دون تحركه فى المستقبل من أجل تحقيق التسوية السلمية.


<2>

Scroll to Top