رسالة الفريق حماد شهاب وزير الدفاع العراقي إلى الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية في الجمهورية العربية المتحدة والقائد العام للقيادة العليا للجبهات العربية

رسالة الفريق حماد شهاب، وزير الدفاع العراقي، إلى الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية والقائد العام
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 653 – 654”

رسالة الفريق حماد شهاب، وزير الدفاع العراقي، إلى
الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية في الجمهورية العربية
المتحدة والقائد العام للقيادة العليا للجبهات العربية

بغداد 16/8/1970

 

(الثورة ، بغداد 20/12/ 1970)

سري للغاية

          وزارة الدفاع بغداد
          ديوان الوزارة
          الرقم: د – 202 – 1 – ج – 1467
          التاريخ 16 آب
 (اغسطس) 1970
          إلى – الفريق أول محمد فوزي
          القائد العام للقيادة العليا للجبهات العربية
          الموضوع: حول توجيهات العمليات رقم 3 – 70
          كتابكم 130 – 18024 في 9/8/1970.
          نرجو الاطلاع على وجهة نظرنا حول بعض ما جاء فيه.

1 – إلغاء قيادة الجبهة الشرقية

          أ – ان وحدة القيادة مبدأ لا يمكن معارضته وعلى أي مستوى وبالتالي فان إلغاء قيادة الجبهة الشرقية سيعرض العمل العربي عسكريا وسياسيا إلى مخاطر عدة لا يمكننا القبول بها وتحمل المسؤولية التي ستترتب على ذلك.

          ب – كما نرى ان تأمين السيطرة الحازمة التي أشرتم اليها في المادة (1) في كتابكم أعلاه لا يمكن ان تتم الا بأكبر قدر من المركزية وفي مستويات القيادة العليا.

          جـ – المادة (3) من كتابكم أعلاه ان حصر حدود مسؤولية القوات العربية لكل قطر عربي بالحدود السياسية لذلك القطر بما في ذلك تمركز القطاعات وممارسة القيادة والسيطرة يعني التخلي أساسا عن فكرة قومية المعركة والعودة إلى التفكير الاقليمي الذي كان السبب الرئيسي في نكبة الحرب عامي 1948، 1967 وهو قطعا لن يؤدي وفي هذه المرحلة بالذات الا إلى نكبة أكبر قد تعرض الوجود العربي بأجمعه إلى خطر الزوال.

          د – أيدتم في المادة (2) خطة قيادة الجبهة الشرقية في معالجة الموقف والتي اقترنت بتصديقكم المؤرخ في 18/6/70 الأمر الذي يؤكد اقراركم سلاسة وضرورة وجود قيادة الجبهة الشرقية والذي لا يتفق واستنتاجكم في الغائها وتجزئتها.

          هـ – ان الغاء القيادة الشرقية مناقض لاتفاقيات العمل العسكري العربي الموحد المقررة من قبل جميع الأطراف المعنية وأي قرار مخالف لذلك دون علم العراق يعتبر قرارا ناقصا وغير شرعي ولا يمكن الأخذ به.

تنظيم التعاون

          2 – أقررتم في المادة (8) – ب مبدأ التنسيق والتعاون الكاملين بين القيادتين الشمالية والشرقية المقترحتين وهذا يؤكد مرة أخرى على ضرورة بقاء قيادة الجبهة الشرقية لا البحث عن بديل جديد لها لا تتوفر له نفس امكانيات القيادة الموحدة للجبهة الشرقية.

مركز القيادة

          3 – اننا نؤمن بمبدأ وحدة القيادة في الحرب ولكن ظروف ساحة الحرب العربية الإسرائيلية هي التي أجبرتنا وبسبب عدم تيسر اتصال مباشر ما بين ساحتي الحركات شرق وغرب فلسطين المحتلة بقبول وجود القيادتين الشرقية والغربية ولا نرى أي مبرر لتجزئة القيادة الشرقية إلى قيادتين فرعيتين طالما تيسر الاتصال المباشر ضمن الساحة الشرقية وحتمية وجود مقر واحد لادارة العمليات فيها. وعليه فأي قرار خلاف ذلك ما هو الا خطأ سوقي فادح سيؤدي إلى كارثة ولا يمكن قبوله في هذا الوقت خاصة وان ظروف المعركة وتطوراتها لا يمكن توقعها بشكل مطلق.

وثائق قيادة الجبهة الشرقية

          4 – ان فكرة تقسيم وثائق قيادة الجبهة الشرقية إلى القيادتين المقترحتين أمر غير قابل للتنفيذ لأن هذه الوثائق تتضمن خططا وواجهات وضعت وفق تصور يشمل القيادة الشرقية وخلافه يتطلب تصورا جديدا للواجبات التي ستلقى على عاتق كل جيش عربي في الساحة الشرقية ومن المؤسف حقا انكم قمتم بقطع الاتصال اللاسلكي وسحب جماعات الارتباط ما بين قيادتكم وقيادة الجبهة الشرقية مع ان أمركم يشير إلى الغاء القيادة في آخر ضياء يوم 22 آب (اغسطس) 1970.

ارتباط القوات العراقية

          5 – ومع اننا لا نقر موضوع الغاء أو تجزئة قيادة الجبهة الشرقية الا اننا نستغرب وضع القوات العراقية في الجبهة الشرقية بأمر القيادة الأردنية (الشرقية المقترحة) اذ ان ذلك يعني اجبارنا على قبول الحل

<1>

رسالة الفريق حماد شهاب، وزير الدفاع العراقي، إلى الفريق أول محمد فوزي، وزير الحربية والقائد العام المصدر:
“الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 653 – 654”

التصفوي والتقيد بقرار وقف إطلاق النار، وكان الأجدر أن تبقى القيادة الشرقية لقيادة جيوش الدول العربية الرافضة لمشروع روجرز.

الخطط والنوايا المقبلة

          6 – جاء في المادة (7) وتحت عنوان (المهام) ان من واجب القيادة العليا للجبهات العربية والتي مركزها القاهرة التخطيط العام للعمل العربي العسكري الموحد بريا وبحريا وجويا بما يخدم النوايا المستقبلة. ومع هذا لم نجد في توجيهاتكم أي تحديد أو تعريف للهدف الاستراتيجى آنيا ومستقبلا وهذا يخالف مبدأ (وضوح الهدف في الحرب).

الخاتمة

          7 – ان قرار تشكيل قيادة الجبهة الشرقية قد تم بناء على اتفاقيات وقعت ما بين الأقطار (السوري والمصري والعراقي) من جهة وبين الأقطار (المصري والأردني والعراقي) من جهة أخرى، وعليه فان الغاء القيادة الشرقية لا يتم من قبل أية جهة كانت الا من نفس المصدر التشريعي السابق الذي أوجدها وبموافقة العراق، ونعني به نفس الجهات التي أوجدت القيادة الشرقية وعلى نفس مستواها.

          8 – نعتقد ان جهود ثلاث سنين بنيت على أساس تصور معين لاستراتيجية الحرب المحتملة مع العدو ونظمت المقرات والمواصلات والخطط وهيئت القطاعات وفق ذلك التصور فلا يجوز لنا والحالة هذه ان نهدم ذلك الجهد الذي استنزف من طاقات الأمة العربية الشيء الكثير لنعود إلى خط البداية في محاولة جديدة ليس هناك ما يشير إلى ضرورتها في هذه المرحلة ولا ندري ان كان هناك تصور آخر نجهله كما تجهله الجماهير العربية، أم ان ذلك قد أقر وخطط له من طرف واحد ليتفق ومساعيه في جر الأمة العربية نحو قبول الحل التصفوي الذي يتنافى وأهداف الأمة العربية.

          9 – ان الأمانة الملقاة على عاتقكم بصفتكم قائدا عاما للقيادة العليا للجبهات العربية تجيز لنا ان نسألكم ما اذا كان ما ورد في كتابكم أعلاه يتفق وهدف الأمة العربية في تحرير الأرض المحتلة أو حتى في ازالة آثار العدوان.

          اننا نستشهد بالقادة العسكريين الناجحين على مدى صحة هذا التخطيط. ان التاريخ سيحاسب كل مقصر في اداء الأمانة في معركة العرب المصيرية.

          نسخة منه إلى:

          العقيد الركن معمر القذافي
          – رئيس مجلس قيادة الثورة الليبي

النسخة رقم (2)

          العقيد هواري بومدين
          – رئيس مجلس قيادة الثورة الجزائري

النسخة رقم (3)

          الفريق الطيار الركن حافظ أسد
          – وزير الدفاع السوري

النسخة رقم (4)

          السيد عبد الوهاب المجالي
          – وزير الدفاع الأردني

النسخة رقم (5)

          اللواء خالد حسن عباس
          – وزير الدفاع السوداني

النسخة رقم (6)


<2>

Scroll to Top