رسالة موشى شاريت إلى الملك عبدالله

رسالة موشي شاريت إلى الملك عبد الله في 11 مارس 1949
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي،ج 1، ص 1019- 1020”

رسالة موشى شاريت إلى الملك عبد الله
11 مارس سنة 1949 (*)

        صاحب الجلالة الملك عبد الله ملك المملكة الأردنية الهاشمية.

        بعد تقديم التحية والسلام الى السدة الملكية نود التعبير لجلالتكم عن تقديرنا لمراجعتكم الشخصية لنا بعد فترة الانفصال الطويلة.

اننا لنؤكد لجلالتكم مرة أخرى كما سبق وأكدنا أن القوات الاسرائيلية لم تجتز الحدود الأردنية فى أى منطقة منها . وانها لن تتجاوز قيد شعرة حدود بلادنا فى المستقبل ان شاء الله.

        تعلمون جلالتكم حق العلم بأن ما بين شرق الأردن وبين مصر من أقاليم واقع فى حدود السيادة الاسرائيلية . فاذا ما قام الجيش الاسرائيلى بحركات فى تلك الأقاليم بما فيها قسم من ساحل الخليج الواقع بين الساحل الأردنى والساحل المصرى ، فما تلك الحركات الا حركات مشروعة فى صورة لا يتسرب اليها الريب. وليس هنالك أى مبرر لاعتبارها ذات نية عدوانية بالنسبة للدولة المجاورة . هذا ولم يصل علمنا أى نبأ عما يقال من اصطدام بين قواتنا وقوات الجيش العربى الأردنى ، ونرى أنفسنا مضطرين الى نفى ما زعمه مندوب جلالتكم فى رودوس من أن قواتنا قد هاجمت مواقع الجيش العربى. فان مثل هذا الهجوم لم يحصل ولم يقع فى أى مكان كان. والحادث الوحيد الذى حصل فهو اطلاق دورية من الجيش العربى النار على وحدة من الجيش الاسرائيلى على بعد بضعة كيلو مترات غربى غرندل. ولقد اطلقت الوحدة العربية الأردنية النار بدون أى تحرش بها من جهتنا. ثم ان الدورية الأردنية وقت اطلاقها النار كانت داخل حدود دولة اسرائيل دون ما مبرر. ثم لم تلبث بعد أن أطلقت النار أن ولت من تلقاء نفسها مجتازة الحدود الى شرقى الأردن.

        هذا ما حصل ولا شىء غيره بتاتا ، وحتى فى هذا الذى حصل لم يكن أى استفزاز من جانبنا . لقد ذكرتم جلالتكم حوادث وقعت بجوار النقب ووادى عربة ونواحى العقبة.

        ان المحل الأول وهو النقب فهو على حدود اسرائيل ومصر. واننا رغم ادراكنا لما تبدون جلالتكم من الاهتمام بكل ما يجرى فى هذه المنطقة جميعها ، لمن العسير علينا أن نرى ما يوجب أن يكون هذا المحل موضوع بحث بيننا وبين الحكومة الأردنية ، أو ما هو حق الحكومة الأردنية فيه.


          (*) عن كتاب : ” كارثة فلسطين – مذكرات : عبد الله التل “

رسالة موشي شاريت إلى الملك عبد الله في 11 مارس 1949
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي،ج 1، ص 1019- 1020”

        واما وادى عربة فان حدود بلادنا تمر فيه. وأن قواتنا لتتخذ أقصى الحذر فى حركاتها من أن تجتاز الحدود وتتعداها.

        واما نواحى العقبة – المنطقة المحاذية للخليج والكائنة فى شرق الأردن ، فلقد قلنا وكررنا القول انه ليس لنا نية فى أن نطرقها.

        واننا نوافق جلالتكم كل الموافقة فى انه يجب التوصل الى تسوية أساسها حفظ الحقوق الصريحة . على أن الحقوق الصريحة تشمل حقنا فى الأقاليم شمولها للحقوق الأردنية الصريحة. واننى لعلى ثقة ويقين فى أن جلالتكم لا ترغبون فى أن نتهم حكومتكم فى مؤسسة هيئة الأمم المتحدة بان قواتها أى قوات حكومة جلالتكم موجودة فى أراضى دولة أخرى ذات سيادة وان الاتفاق المؤدى الى السلام لا يمكن أن يتم ما لم يقم على اساس احترام كل دولة لسيادة جارتها. واننا واثقون من أن مثل هذا الاتفاق سيتم بيننا في العجل.

        وبما أن الحكومة البريطانية أعلمت حكومتنا رسميا بالشكوى التى تلقتها حكومة اسرائيل من حكومة شرق الأردن بشأن عمليات عدوانية مزعومة من قبل حكومة اسرائيل ،فلقد قمنا بدورنا باعلام الحكومة البريطانية بحقيقة الحال وبلغناها خلاصة كتابنا هذا الى جلالتكم.

        وتفضلوا جلالتكم بقبول خالص تحياتنا وتقديرنا

 

       موشى شاريت

 

وزير خارجية اسرائيل

Scroll to Top