رسالة هرتزل إلى سيدني ويتمان

 

رسالة هرتزل إلى سيدنى ويتمان
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 الى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج1، ص101 – 102”

رسالة هرتزل الى سيدنى ويتمان
4/ 6/ 1897

         اكتب اليك على ورق مراسلات جريدة جديدة، أسبوعية، ذات مستوى رفيع، سنصدرها لسد حاجات القضية. ستصدر “دى ولت” فى الرابع من حزيران 1897 نريد أن نقدم فيها، الى تركية، أصدق مشاعرنا العميقة. بامكانك أن تبلغ أحمد مدحت أفندى اننا سننشر فيها، بسرور وبحياد أكيد، المراسلات والانباء التى قد تكون فى صالح حكومة السلطان وهذا الحل هو خطوة نحو تكريس الصحافة اليهودية لمصلحة تركية. اننا سوف نتبعها بخطوات أخرى ان شجعتم جهودنا بمشاعركم نحو القضية اليهودية.

         ان أحد هذه الجهود، قمت به حسب اقتراحكم بمساعدة الجنود الجرحى جاء متأخرا جدا – ولا أريد أن أقول “لسوء الحظ” فان انتصارات القوات التركية جعلت من هذه التبرعات لا ضرورة لها. وإذ أن الوضع السياسى فى انجلترة وفرنسة لا يسمح ليهود هذين البلدين بالتعبير عن مشاعرهم، الموجودة فعلا، تجاه الاتراك فى هذه القضية، اضطررنا أن نحصر أنفسنا بلجان اسسناها فقط فى المانية والنمسة وهنغارية، طالبين من أصحابنا فى البلاد الاخرى بتقديم مساعداتهم بالطريقة التى يرتأون.

         صحيح أن ما نريد انما هو فى صالح الشعب اليهودى، لكنه سوف يخدم فى تجديد القوى الفعالة فى الامبراطورية العثمانية وفى تمديدها.

         بادىء ذى بدء ، يجب ألا يؤخذ كتابى “الدولة اليهودية” كشكل حاسم للمشروع. انى أول من يعترف ان فيه الكثير من العقائديات. وقد نشرت الفكرة، وكنت آنذاك مجرد كاتب بسيط، دون أن أعلم كيف يستقبلها الشعب اليهودى. وأفضل برهان على ذلك هو اننى اقترحت الاقامة اما فى الارجنتين أو فى فلسطين. لكن الحركة اليهودية الجديدة أخذت ، منذ آنذاك، شكلا مختلفا بالمرة. وأصبحت عملية وممكنة. اننا نراعى الظروف ونريد أن نعمل عملا سياسيا جيدا، وعملا مخلصا وقديرا.

         فيما يلى تلخيص للحالة: اذا منحنا صاحب الجلالة السلطان الظروف الضرورية لإسكان شعبنا فى فلسطين، نؤمن للاقتصاد التركى النظام والازدهار بالتدريج. حالما يقبل الطرفان هذا المبدأ ينصرفان الى التفاصيل.

        يوميات هرتزل” – اعداد انيس صايغ – سلسلة كتب فلسطينية.

رسالة هرتزل إلى سيدنى ويتمان

ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج1، ص101 – 102″

         ان من السهل أن نرى ان الراغبين فى اضعاف الامبراطورية العثمانية وتفتيتها هم أعداء خطتنا. وأعداؤنا أيضا هم الذين يريدون امتصاص دماء تركية بقروضهم الشرهة. ذلك لأن الحكومة بواسطتنا، سوف تستعيد سيطرتها على موارد البلاد. وسوف تبعث البلاد من جديد.

         ليس كلامي هذا الفاظا فارغة سوف تتاح لجلالة السلطان الفرصة للاقتناع بذلك اذا شرفنا بارسال ممثل عنه الى المؤتمر الصهيونى الذى سينعقد فى ميونخ من الخامس والعشرين الى السابع والعشرين من آب 1897. بامكان ممثل صاحب الجلالة أن يحضر اجتماعاتنا كلها ، وفى هذه الاجتماعات وحدها نستطيع أن نبرهن له البرهان الساطع على طاعتنا.

         غير اننا – وهذه نقطة يجب التشديد عليها – لا نريد أن نعمل على تهجير شعبنا الى فلسطين قبل أن ننجز أولا الاجراءات مع الحكومة التركية صحيح أن شعبنا تعيس فى عدة دول. الا أن ذلك لا يبدل فى الوضع لا نريد أن نستبدل حالة البؤس الحاضرة بحالة أخرى قبل التأكد منها يجب أن تكون الحالة الجديدة حرة وواضحة.

         يصبح المهاجرون اليهود الى فلسطين رعايا لصاحب الجلالة السلطان شرط حصولهم على حق مطلق بحماية أنفسهم بأنفسهم.

          وأن يعطوا حق شراء الاراضى بدون الى قيد. ولا يمكن أن تكون مسألة “اغتصاب” أحد أبدا. فالملكية حق خاص لا يمكن التنكر له. أما ممتلكات السلطان الخاصة فيدفع ثمنها نقدا حسب قيمتها، اذا شاء بيعها.

         أما من حيث مسألة “حقوق الشعب” في الأجراءات فان تقدمات اليهود ستصبح ضريبة سنوية تدفع لصاحب الجلالة. سنبدأ بضريبة مائة ألف جنيه مثلا، تزداد نسبيا، أى بنسبة الهجرة، الى أن تصل مليون جنيه سنويا واستنادا على هذه الضريبة نستطيع أن نضمن قرضا. وسوف تضمن هذه الضريبة الكميات الضخمة يا صديقى العزيز، أكثر من مرة: وهو ان حل المسألة اليهودية انما يتضمن تقوية المودعة التى حدثتك عنها سابقا، عدة مرات، ولا أريد هنا ان أعيد ما قلته قبلا، تركية. ان نشاط اليهود وأهميتهم تجاريا وماليا، معروفان جدا. انه نهر من الذهب، والتقدم، والحيوية يحوله السلطان نحو تركية حينما يسمح بدخول اليهود، الذين هم أصدقاء تركية منذ القرون الوسطى. ومع تصحيح الشئون المالية، يتوقف تدخل الدول المتستر بحجج مزورة، وينتهى “الدين العام” وينقطع “مص الدم”.

Scroll to Top