مؤتمر الشونة الذي عقد بين وفد أردني برئاسة الملك عبدالله ووفد إسرائيلي برئاسة دتور ايتان

مؤتمر الشونة الذي عقد بين الملك عبد الله ووفد إسرائيلي برئاسة ايتان
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي،ج 1، ص 1025 – 1027”

مؤتمر الشونة
الذى عقد بين وفد أردنى
برئاسة الملك عبد الله ووفد اسرائيلى برئاسة
دكتور ايتان (*)

30/3/1949

المجتمعون:

جلالة الملك عبد الله

 

توفيق أبو الهدى

رئيس الحكومة

سعيد المفتى

وزير الداخلية

محمد الشنقيظى

وزير المعارف

فلاح المدادحة

وزير العدلية

فوزى الملقى

وزير الدفاع

حمد الفرحان

سكرتير الحكومة

القائمقام أحمد صدقى الجندى

رئيس وفد رودس

الرئيس على أبو نوار

عضو وفد رودس

الميجر كوكز

رئيس فرع الحركات الحربية

شوكت الساطى

الطبيب الخاص

أما الوفد اليهودى فكان مكونا من:

الدكتور ايتان

وكيل الخارجية

بريجادير يادين

رئيس العمليات الحربية

روبين شيلوح

رئيس وفد رودس

كولونيل ديان

كبير العسكريين فى وفد رودس

ميجر هاراكابى

من وزارة الخارجية

 


          (*) “كارثة فلسطين” – مذكرات عبد الله التل قائد معركة القدس  

مؤتمر الشونة الذي عقد بين الملك عبد الله ووفد إسرائيلي برئاسة ايتان
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي،ج 1، ص 1025 – 1027”

        وبعد أن كرر الملك عبارات الترحيب بالضيوف ، اذن لرئيس الحكومة بالتحدث إلى الوفد رسميا وباسم الحكومة الاردنية.

كلمة توفيق أبو الهدى:

        أكلمكم باسم حكومة المملكة الاردنية الهاشمية وبحضرة جلالة سيدنا وأرحب بقدومكم الذى نأمل منه كل خير لصالح البلدين.

        إذا ذكرنا الماضى نجد كيف تورط الأردن فى الحرب ، والأسباب المباشرة كانت مدينة القدس القديمة، ومحاولة قواتكم الاستيلاء عليها مما أدى الى اشتباك الجيش العربى مع جنودكم اشتباكا فعليا . وما عدا ذلك لم تقع معارك من طرفنا.

        وتعلمون سعادتكم ان السياسة الأصلية التى سرنا عليها، هى أن يقف الجيش العربى على حدود القسم العربى فى فلسطين ولا يتعداه ولم يتعده بالفعل ولو أن تلك السياسة لم تقل أو تنشر، الا أنها كانت بالفعل مرسومة. ولم يكن هنالك ميل للحرب بالمرة ، ولا نية أكيدة. ويمكنكم أن تقدروا صعوبة موقفنا فى تنفيذ تلك السياسة المرسومة، وفي الانجراف مع سياسة الدول العربية مجاراة لها وللتغطية فقط. والآن لن نتقيد بعد اليوم بنصائح خارجية حتى ولا بالسياسة العربية. ونرغب من كل قلوبنا أن نصل معكم الى تسوية وصلح دائم. واذا توافرت لديكم حسن النية كما هى عندنا ، لا شك بأننا سننهى كل المشاكل بما تمليه المصالح المشتركة وحسن الجوار بين بلدينا.

        والمشكلة الحالية هى الهدنة الدائمة التى تطالبون فيها بتغيير الحدود وصعوبة ذلك علينا . وحكومة صاحب الجلالة ترى وجوب التقيد بمشروع التقسيم وفيه تقسيم المنطقة إلى:

(أ) منطقة داخلة حسب المشروع بدولتكم.
(ب) منطقة داخلة حسب المشروع لنا أى بالقسم العربى.

        فلماذا لا نتقيد الآن بذلك ، حتى لا تزيدوا من متاعبنا ، وخصوصا مشكلة اللاجئين..؟ لأن تحقيق مطالبكم هذه يجعل الحكومة وجلالة سيدنا فى مركز محرج ، ويعوق خطواتنا التى سنخطوها نحو الصلح النهائى معكم.

        وبمناسبة عودة فوزى باشا وهو الوزير المختص ، فقد انتدبته الحكومة مع فلاح باشا المدادحة والقائمقام أحمد صدقى الجندى وحمد الفرحان وكوكر، للتفاوض معكم هذه الليلة ، وكلنا أمل أن تتوصلوا مع وفدنا الى اتفاق حول المسائل المختلف عليها ، وهى فنية حسب اعتقادى ولا أرى لزوما لحضورها فتعذرونى. أما عن سرية الاتفاق فانا أميل الى ذلك ، مع انه ما من شىء يبقى مكتوما ولا بد من ظهوره . ولذلك فان اتفاقية هذه الليلة ستدخل فى اتفاقية رودس وكأنها جزء منها ، وهو ما جعلنا نستدعى صدقى بك ليشترك بنفسه فى محادثات الليلة.

مؤتمر الشونة الذي عقد بين الملك عبد الله ووفد إسرائيلي برئاسة ايتان
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي،ج 1، ص 1025 – 1027”

رد ايتان:

        ان الخوض فى الماضى لا يجدى نفعا بل يحيى الجراح ، والأفضل أن يتحدث عن الحاضر. ونوه ايتان بالصداقة العربية اليهودية المنتظرة فى المستقبل ، بمساعى أشخاص حكماء غير ميالين للحرب ، أمثال جلالة الملك وبن غوريون وفخامة توفيق باشا وأمثالهم من الشخصيات الحكيمة المحبة للسلام.

        ووصل بحديثه إلى الموضوع الرئيسى فقال:

        ان الصداقة يجب أن تكون على أساس متين لا تشوبه شائبة فى المستقبل ومن الأسس التى ستجعل صداقة اسرائيل بالاردن قوية ، هى تسوية مشكلة المثلث بما يرضى اسرائيل ويؤمن سلامتها وطمأنينة شعبها . وقال ان الوضع الداخلى فى اسرائيل ، وخاصة وضع الحكومة ، ليس أحسن بكثير من وضع حكومة صاحب الجلالة. وكما ان فخامة الرئيس لا يريد ان تزداد متاعب حكومته ، فان حكومة تل أبيب تريد ان تهدىء الرأى العام الثائر على الوضع فى المثلث ويطالب فى الحرب لتسوية المشكلة هناك.

        ان طلبات اسرائيل فى المثلث لا تقبل المساومة ، ولا يمكن التنازل عن شىء منها ، لأن الخبراء العسكريين أوصوا بها كحد أدنى لتأمين سلامة الدولة اليهودية الفتية من تلك الناحية ، وتواصيهم هذه تعتبر بنظر الحكومة أهم بكثير من قضية لاجئين وتعويضات وما شابه ذلك ، لأن سلامة اسرائيل هى ما يطالب به الوفد اليهودى ، بالدرجة الأولى ، ومتى تأمنت هذه المطالب سيتم الاتفاق هذه الليلة.

  

Scroll to Top