مذكرة المسيحين العرب إلى رئيس أساقفة كانتربري

مذكرة المسيحيين العرب إلى رئيس أساقفة كانتربرى- القدس 23/4/1966
“ملف وثائق فلسطين من علم 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج2، ص 1425- 1426”

مذكرة المسيحيين العرب
إلى رئيس أساقفة كانتربرى(*)
القدس 23 / 4/ 1966

          حضرة صاحب السيادة رئيس أساقفة كانتربرى الجزيل الاحترام القدس.

          يا صاحب السيادة:

          نحن الموقعين ادناه من العرب المسيحيين نتشرف بان نعرب لكم عن اصدق احترامنا وأطيب تمنياتنا، وأن نرحب بزيارتكم الكريمة لبلادنا الأراضى المقدسة وللقدس، المدينة المقدسة الخالدة. ونرجو ان ننتهز فرصة وجود سيادتكم بين ظهرانينا لاسترعاء أنظاركم الكريمة، بكل احترام الى المأساة التى يقاسيها عرب البلاد المقدسة وهى مأساة لا مثيل لها فى التاريخ.

          نتيجة للتآمر الاستعمارى والعدوان الصهيونى، سقط القسم الأكبر من فلسطين فريسة لاحتلال دخيل غير مشروع، تم بالقوة والوسائل الوحشية، واجتثت شعبنا من مسلمين ومسيحيين من جذوره من بلاد ابائه واجداده، واخراجه بدون رحمة أو شفقة من بيوته ودياره وجعله من اللاجئين، وقد ديس كياننا الوطنى، واعتدى على حقوقنا السياسية والمدنية والدينية والانسانية، وصودرت ممتلكاتنا ودمرت واغتصبت ثرواتنا وسلبت.

          أما المقدسات المسيحية والاسلامية فى المنطقة الفلسطينية التى يحتلها الصهيونيون، والكنائس والمساجد والمدافن والاديرة، فقد دنست وهدمت ونهبت فى حين حول بعضها الى معابد يهودية أو نواد وأماكن للهو والعبث على أحط المستويات الخلقية. وتعرض نهر الأردن المقدس على أيدى الصهيونيين، الى أعمال غيرت من طبيعته بشكل أدى الى الحاق أكبر الاضرار بالمقدسات المسيحية واثارها ودثرها.

          وليس من شك فى أن اقامة سيادتكم فى وطننا المحبوب سيتيح لكم الفرصة لتروا على الطبيعة النتائج المحزنة التى نجمت عن العدوان الاستعمارى الصهيونى على بلادنا وشعبنا، أهل الديار المقدسة من مسلمين ومسيحين.


        * “فلسطين” نشرة الهيئة العربية العليا لفلسطين، العددان 62، 63- نيسان وأيار 1966.

 

مذكرة المسيحيين العرب إلى رئيس أساقفة كانتربرى- القدس 23/4/1966
“ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي،ج 2، ص 1425- 1426”

          لاجل ذلك فاننا نناشد سيادتكم، بصفتكم من خدام الله والحق وزعيما، روحيا ،ا كبيرا، أن تتدخلوا فى هذا الموضوع، وأن تمارسوا ضغطا على الاسرة الدولية، وعلى هؤلاء المسئولين عن نكبة شعبنا وضياع تراثنا لازالة الظلم الذى نقاسيه، ورفع العدوان الذى جعل من شعبنا فريسة له وانهاء الاحتلال الصهيونى غير المشروع الذى يمزق فلسطين ويعذب أهلها وهذا هو السبيل الوحيد الذى يؤدى الى اقرار العدالة والحق والسلام فى الأراضى المقدسة، التى هى أرض السلام.

          وتفضلوا يا صاحب السيادة بقبول خالص التحية وصادق الاحترام.


Scroll to Top