مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين إلى الحكومات العربية حول ظروف الشرق الأوسط الأخيرة

مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين إلى الحكومات العربية حول ظروف الشرق الأوسط الأخيرة
“الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 143 – 144”

مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين الى الحكومات العربية
حول ظروف الشرق الأوسط الأخيرة
بيروت 7/4/1965   (فلسطين – نشرة الهيئة العربية العليا لفلسطين – العدد 52 حزيران 1965)

        لقد تكررت اجتماعات كبار السياسيين والعسكريين الصهيونيين والاستعماريين في كل من لندن وباريس وواشنطن واحتلت فيها قضايا الشرق الأوسط، وعلى رأسها قضية فلسطين، المرتبة الأولى من البحث والاهتمام ففي باريس عقد المجلس الدائم لحلف شمال الأطلسي المؤلف من خمس عشرة دولة اجتماعات خاصة، كما عقدت اللجنة العسكرية لمنظمة الحلف العسكري اجتماعات مماثلة في لندن بحثت خلالها التخطيط العسكري المشترك وتنسيقه مع حلف شمال الأطلسي وحلف جنوب شرق آسيا. وفي الوقت نفسه يقوم كبار الساسة الأميركيين بالتجول في منطقة الشرق الأوسط لنقل التعليمات لأصدقائهم وجمع المعلومات من عملائهم وسينعقد قريبا في جنيف اجتماع لسفراء أميركا في الشرق  الأوسط برئاسة دين راسك وزير الخارجية الأميركية كما ان اجتماعات ومؤتمرات أخرى قد تم انعقادها او هي في سبيلها الى ذلك.

        ظروف خطيرة
         ان هذا النشاط والاهتمام الكبير من الدوائر الاستعمارية والصهيونية بشؤون الشرق الأوسط واوضاع أقطاره، يضع المنطقة بكاملها في ظروف مشابهة للظروف التي سبقت العدوان الثلاثي عام 1956 ويحمل على توقع حدوث أمور خطيرة يهيئها المستعمرون والصهيونيون للامة العربية وقضاياها الوطنية. وان اجتماعات التواطؤ الاستعماري الصهيوني ومحاولة اجتذاب نظر العالم واهتمامه إلى فيتنام وتحريك الأساطيل في اتجاه قبرص ، يذكرنا بما حدث قبل العدوان الثلاثي من مؤامرات واجتماعات واثارة لقضية المجر ، وحشد الأساطيل والقوى الاستعمارية في قبرص (واسرائيل).
        وغير خاف ان الدول الاستعمارية تعمل جاهدة على تقوية (اسرائيل) وضمان سلامتها  وتفوقها على الدول العربية وهي من اجل ذلك تستهدف دائما ضرب القوى العربية وتعطيل مشاريعها وتحطيم آمالها في سبيل المحافظة على (اسرائيل) وفرض الحلول الظالمة للقضية الفلسطينية ، على أساس الأمر الواقع ، ومتابعة توطين اللاجئين في البلاد العربية وامتصاصهم في حياتها الاقتصادية والاجتماعية ، وقطع كل امل لهم في العودة الى وطنهم ، والقاء اليأس في قلوبهم ، لاخضاعهم بالقوة للحلول الاستعمارية الرامية الى فرض تهدئة طويلة الامد على حدود (اسرائيل) الشرقية والشمالية اسوة بالتهدئة الطويلة الامد التي حققها العدوان الثلاثي على حدود (اسرائيل) الجنوبية، وهذا يؤدي الى تجميد القضية الفلسطينية تمهيدا لتصفيتها سلما، وضمان التعايش معها فعلا.

مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين إلى الحكومات العربية حول ظروف الشرق الأوسط الأخيرة
“الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 143 – 144”

التدابير الفعالة لإحباط التواطؤ:
        ونظرا إلى ما في ذلك من خطر بالغ على الأمة العربية، وبصورة خاصة على الشعب  الفلسطيني وقضيته، فان الهيئة العربية العليا تتمنى على الدول العربية بذل افضل جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى معرفة الحقائق الكاملة للمخططات المرسومة التي أشرنا اليها آنفا  كما ترجو منها اتخاذ ما تراه كفيلا من التدابير الفعالة لإحباط هذا التواطؤ الاستعماري  الصهيوني ومنعه من تحقيق أي هدف من أهدافه في أي بلد عربي.
       وتناشد الهيئة العربية العليا كافة الدول العربية الموقرة ان لا تدخر وسعا في سبيل تعبئة قواها المادية والروحية لمواجهة الأخطار المرتقبة وإحباط الخطط والمؤامرات الاستعمارية والصهيونية على سلامة امتنا العربيه والإسراع في وضع المخططات العملية التي طال انتظار الشعب العربي الفلسطيني لها والتي تؤدي فعلا إلى قيام هذا الشعب بدوره الحقيقي في تحرير وطنه السليب، كما تناشدها تنفيذ قراراتها الخاصة بمعاملة الدول الأجنبية على ضوء مواقفها من القضية الفلسطينية، ففي ذلك ما يساعد العرب على بلوغ اهدافهم وصيانة مصالحهم وحفظ كرامتهم ويوفر لهم القدرة على مواجهة ما يبيت لهم من دسائس ومؤامرات ودفع ما يراد بهم شر واذي.


 

Scroll to Top