مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الرابع

من مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الرابع
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 523 – 533”

مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الرابع.

القاهرة، 17/7/1968

 

(محفوظات مؤسسة الدراسات الفلسطينية).

         ….

2 – القرارات السياسية

أ – القضية الفلسطينية على الصعيد الفلسطيني:
         لما كان تحديد هدف النضال الفلسطيني وأسلوبه وأداته شرطا مهما لتوحيد هذا النضال في مسيرة واحدة وتحت قيادة واحدة، فقد بحث المجلس في تحديد هذه المفاهيم وأقر التحديد التالي:
         أولا – الهدف هو:

         1 – تحرير الأرض الفلسطينية بكاملها وممارسة سيادة الشعب العربي الفلسطيني عليها.

         2 – الحق للشعب العربي الفلسطيني في ان يقيم لنفسه على أرضه المجتمع الذي يرتضيه وأن يقرر موقعه الطبيعي في الموحدة العربية.

         3 – التأكيد على الشخصية العربية الفلسطينية، والوقوف في وجه أي محاولة لإذابتها أو الوصاية عليها.

         ثانيا – الأسلوب:
         1 – لقد اختار الشعب العربي الفلسطيني الكفاح المسلح اسلوب نضال لاسترداد أراضيه وحقوقه المغتصبة. ولقد بدأت الموجة الحالية من موجات كفاحه المسلح، قبل هزيمة 5 حزيران (يونيو)، وما زالت مثابرة متصاعدة منذ ابتدائها. ومع ان هذا الكفاح يخدم الأمة العربية كلها في الفترة الراهنة، من زاوية أنه يحرم العدو فرصه ادعاء الأمر الواقع المبني على الاستسلام، وأنه يبقى شعلة المقاومة وجو المعركة، ويشغل العدو، ويرهق موارده، ويقلق المجتمع العالمي كله، فانه مع ذلك تعبير خالص ومستقل عن أماني الشعب العربي الفلسطيني، ومستمد من أهداف هذا الشعب. ويدعونا الواجب إلى الإعلان بصراحة ان هذا الكفاح يتجاوز ما اصطلح على تسميته إزالة اثار العدوان، وما شابهه من الشعارات لان هدفه هو هدف الشعب العربي الفلسطيني الموضح في الفقرة المسبقة. ولن يتوقف هذا القتال، بل سيستمر ويتصاعد، ويتسع حتى يتحقق النصر النهائي، مهما طال المدى الزمني، ومهما كثرت التضحيات.

         2 – لقد اختار العدو نوع القتال المناسب له، وهو قتال الحرب الخاطفة، نظرا لما يمتاز به من قدرات فنية حركية، الذي مكنه من ان يقذف بقوى تفوق القوى العربية، المهيأة للقتال في لحظة المعركة، معتمدا على تصوره بأن الانتصار الخاطف لن يكون من أثره قيام مقاومة عربية مسلحة، بل سيؤدي إلى استسلام على غرار ما حدث عام 1948. وفي مواجهة هذا الأسلوب، يتعين علينا ان نتخذ أسلوبا مستمدا من عناصر قوتنا وعناصر ضعفه.

         3 – ان العدو يتألف من قوى ثلاث مترابطة:
         أ – إسرائيل.
         ب – الصهيونية العالمية.
         جـ – الاستعمار العالمي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

         ومما لا شك فيه ان الامبريالية العالمية تستفيد من الرجعية المرتبطة بالاستعمار.

         ولا بد لتحقيق النصر وبلوغ الهدف من ضرب العدو في جميع مواقعه، وفي مواقع الارتباط بين حلقات قواه. وذلك باستعمال الأسلحة العسكرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية، ضمن خطة

من مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الرابع
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 523 – 533”

واحدة متكاملة، ترمي إلى نزف قواه وبعثرتها وتحطيم الروابط والأهداف المشتركة بينها.

         فالعمل الفدائي المستمر الطويل من داخل الأرض المحتلة، وفي كل موقع من مواقع المواجهة من شأنه ان يحدث في إسرائيل نزفا في الدم – أندر موارد الصهيونية العالمية – وفي الموارد الاقتصادية واضطرابا في الحياة وفي التطلعات.

         كذلك فانه سيفرض على الصهيونية العالمية زيادة ما تخصصه في الموارد لإسرائيل مما يحدث لها نزفا لا بد ان يلمس اثره مع الوقت.

         كذلك ستضطر القوى الامبريالية المؤيدة للصهيونية العالمية إلى زيادة مساعدتها المادية لإسرائيل، في الوقت الذي أخذت تعاني فيه من اضطراب موازين مدفوعاتها، وتواجه خطر فقدان احتكارها المالي العالمي.

         ان معركة طويلة مثابرة ومصممة، لا بد لها ان تحدث مع الوقت اثرها بسبب ما تنزفه من الموارد.

         4 – ان للمعركة الطويلة ميزة أخرى هي أنها تتيح الفرصة لكشف الصهيونية العالمية، وتحركاتها، ومؤامراتها، وشراكتها مع الاستعمار العالمي من ناحية، وما تسببه من أضرار وارتباكات لمصالح دول كثيرة وأمنها، وما تسببه من خطر على السلام العالمي مما يؤدي بالتدريج إلى زوال صورتها المزيفة، وظهورها على حقيقتها الشوهاء، وعزلها عن مراكز السلطة، واتخاذ الاحتياطات دون بلوغها تلك المراكز. وكل ضعف يصيب الصهيونية العالمية، لا بد ان يظهر اثره في اسرائيل، لان الصهيونية العالمية هي المستودع الذي تستمد منه إسرائيل جميع مواردها وقدراتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والبشرية. كذلك لا بد من السعي للحصول على تأييد القوى التحررية المكافحة ضد الاستعمار العالمي، ومن الالتقاء مع كل القوى التي لها مصلحة في مجابهة الصهيونية العالمية والامبريالية.

         5 – ولا بد من خطة اعلامية تقوم على ابراز الحقائق التالية:
         أ – ان الصورة الحقيقية للمعركة الفلسطينية هي أنها معركة بين شعب صغير هو الشعب العربي الفلسطيني، وبين إسرائيل مدعومة بالصهيونية العالمية ومؤيدة بالامبريالية العالمية.
         ب – أنها ستؤثر على مصالح كل دولة تؤيد إسرائيل والصهيونية العالمية.
         جـ – ان الشعب العربي الفلسطيني يمثل جانب المقاومة والكفاح والتحرر، وان العدو فيها يمثل جانب الاعتداء والاغتصاب والتحلل من كل المثل التي تحكم العلاقات الإنسانية الفاضلة.

         6 – لا بد من وضع خطة متكاملة ترمي إلى دمج الكفاح العربي مع الكفاح الفلسطيني في معركة واحدة، وذلك بمجهود فكري وإعلامي وسياسي مركز يوضح للأمة العربية أنه لن يكون لها أمن أو سلاما ما لم تهزم موجة الغزو الصهيوني، وان أراضيها ستسقط حتما، قطعة بعد أخرى، ما لم تبادر إلى وضع امكاناتها في المعركة، فضلا عما سببه الوجود الصهيوني من نزف في الموارد وإعاقة تنمية مجتمعاتها.

         وان العمل الفلسطيني يعتبر الأمة العربية مستودع الاحتياط الذي تستمد منه العون السياسي والمالي والبشري، والذي تتكون بمساندته ومشاركته الموجات المتلاحقة لهذه المعركة.

         7 – لا بد من إفهام الأمة العربية، شعبا وحكومات، ان عليها واجب حماية الكفاح الفلسطيني حتى يستطيع ان يتحرك لمواجهة العدو على أرض صلبة، ويركز قواته وإمكاناته كلها لهذه المواجهة، وسط اطمئنان كامل إلى أمنه وسلامه. وهذا الواجب ليس مجرد واجب قومي، بل هو ضرورة نابعة من كون هذا الكفاح، هو النضال الطليعي لحماية كل دولة عربية وكل تراب عربي وكل تطلع عربي.

         8 – ان أي دراسة موضوعية للعدو تظهر بأن قدراته على الصمود، فيما عدا مجال الحرب الخاطفة، قدرات محدودة، وان النزف الذي تسببه معركة طويلة سيتيح الفرصة حتما لمعركة فاصلة حاسمة تشترك فيها الأمة العربية كلها اشتراكا مظفرا.

         وعلى الفلسطينيين في كل مكان ان يجندوا أنفسهم لتوعية الأمة العربية بهذه الحقائق كلها، ولنشر ارادة الكفاح، والمثابرة والتضحية والمشاركة في صفوفها.

من مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الرابع
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 523 – 533”

         ثالثا – الاداة:

         – التعريف النظري:
         1 – أن أداة الثورة هي الجماهير العربية الفلسطينية، سواء من كان منها داخل الأرض المحتلة أو خارجها، ملتحمة التحاما عضويا وثيقا فيما بينها، وملتفة حول ميثاق الثورة الفلسطينية، ومعبرة عن ارادتها من خلال قيادة فلسطينية واحدة تسندها وتشترك معها في النضال الجماهير العربية المؤمنة كل الايمان بأن ثورة الشعب العربي الفلسطيني هي التعبير الحي عن الارادة العربية المتحررة، التي ناضلت منذ مطلع هذا القرن في سبيل حريتها ووحدتها وعدالة مجتمعها، والتي آمنت الآن بأن لا وحدة ولا حرية ولا عدالة اجتماعية الا بتحرير الأرض المغتصبة، تضاف لها قوى التحرر العالمي التي ترفض هيمنة الامبريالية الغربية الصهيونية على مقدرات الشعوب، والتي تؤمن بأن تحرير فلسطين وجه من وجوه الثورة العالمية ضد الامبريالية العالمية ومؤامراتها.

         2 – ان الكفاح الفلسطيني المسلح في سبيل تحرير وطننا المغتصب، لا يكتمل الا بالتوافق والترابط الكامل مع العمل السياسي المتمم له والذي يشكل مرتكزه ويحدد أهداف ويوضح لجماهير شعبنا مواقفها اليومية ويحدد لها تحركاتها التفصيلية. وان المجلس، إذ يقرر هذه الحقيقة، فانه يدعو جميع القوى والعناصر العاملة إلى التقيد بها والسير على هديها.

         3 – ان جماهير شعبنا الفلسطيني العربي تشكل مادة الكفاح المسلح، وان المقاومة الجادة للاغتصاب والعدوان لا يمكن أن تصل إلى أهدافها اذا لم تعتمد على الجماهير الفلسطينية، وبالأخص جماهير شعبنا في الأرض المحتلة. وان المقاومة الشاملة، التي يتجند في صفوفها أوسع قاعدة من الجماهير، هي الضمانة الحقيقية التي تمكننا من بلوغ الهدف.

         4 – ولا بد في سبيل الوصول إلى شعبنا وتأمين انخراطه الكامل في النضال من مراعاة المبدأين التاليين:
         أ – ضرورة خدمة المواطن مثل طلب الواجب منه.
         ب – ضرورة حل المشاكل كل الحياتية للمواطن الفلسطيني في الأرض المحتلة كأساس للصمود في وجه المحتلين.

– التطبيق العملي في مجال الكفاح المسلح:
         1 – منظمة التحرير هي تجمع للقوى الفلسطينية في جبهة وطنية من أجل ثورة مسلحة تحرر الأرض.

         2 – ولهذه المنظمة ميثاق يحكم سيرها، ويحدد أهدافها، وينظم عملها ولها مجلس وطني وقيادة تنفيذية يختارها المجلس الوطني وتكون أعلى سلطة تنفيذية للمنظمة، كما يحدد ذلك النظام الأساسي.

         وتقوم اللجنة التنفيذية بوضع خطة عامة موحدة للعمل الفلسطيني على مختلف مستوياته وفي كافة مجالات، يصير تنفيذها من خلال أدوات الثورة التي جرى لقاؤها داخل هذا المجلس، وعليها جميعا ان تكون ملتزمة بدورها فيها، وبما يصدر عن هذه القيادة من قرارات.

– الدعوات المشبوهة لانشاء كيان فلسطيني مزيف:
         تسعى الحركة الصهيونية والاستعمار واداتهما إسرائيل إلى تثبيت العدوان الصهيوني على فلسطين وإلى تعزيز الانتصار العسكري الإسرائيلي في سنة 1948 وفي سنة 1967 باقامة كيان فلسطيني في الأراضي المحتلة بعد عدوان 5 حزيران (يونيو)، كيان يقوم على اعطاء الشرعية والديمومة لدولة إسرائيل الأمر الذي يتناقض كليا مع حق الشعب العربي الفلسطيني في كامل وطنه فلسطين، فان مثل هذا الكيان المزيف هو في حقيقة حاله مستعمرة إسرائيلية يصفي القضية الفلسطينية تصفية نهائية لمصلحة إسرائيل، وهو في نفس الوقت مرحلة مؤقتة تتمكن فيها الصهيونية من تفريغ الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد 5 حزيران (يونيو) من السكان العرب تمهيدا لدمجها دمجا كاملا في الكيان الإسرائيلي هذا بالإضافة إلى خلق ادارة عربية فلسطينية عميلة في الأراضي المحتلة بعد 5 حزيران (يونيو) تستند اليها إسرائيل في التصدي للثورة الفلسطينية، ويدخل أيضا في هذا النطاق المخططات الإستعمارية والصهيونية ووضع الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد

من مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الرابع
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 523 – 533”

5 حزيران (يونيو) تحت الإدارة والحماية الدولية، ولذلك فان المجلس الوطني يعلن عن شجبه المطلق لفكرة الكيان الفلسطيني المزيف في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد 5 حزيران (يونيو) وأي شكل من أشكال الحماية الدولية، كما يعلن ان أي فرد أو جهة عربية فلسطينية أو غير فلسطينية تدعو لهذا الكيان العميل والحماية الدولية أو تؤيده، عدو للشعب العربي الفلسطيني وللأمة العربية.

– المنحنى العملي في توجيه الكفاح:
         1 – ينشأ في منظمة التحرير الفلسطينية جهاز تخطيط دائم تختاره اللجنة التنفيذية على ان يتمتع باستقلال ذاتي.

         2 – يتولى هذا الجهاز بتكليف من اللجنة التنفيذية وعلى ضوء التوجيهات والخطوط العامة التي يقررها المجلس الوطني الفلسطيني، وضع خطة علمية شاملة للعمل التحريري الفلسطيني في شتى ابعاده وحقوله العسكرية والسياسية والاقتصادية والنفسية والإعلامية، وذلك على مستوى الاستراتيجية. وتنقسم هذه الخطة إلى قسم طويل المدى وقسم آخر يضم سلسلة من الخطط المرحلية القصيرة المدى. ويقوم جهاز التخطيط بمراجعة الخطة أولا فأولا في ضوء التجربة والاختبار وتبدل الظروف الموضوعية المحيطة بالعمل. وأخيرا يقوم الجهاز بتقديم الرأي للجنة التنفيذية حول الفجوات بين توقعات الخطة وإنجازاتها وأسباب الفجوات وكيفية تضييقها.

         3 – تكون اللجنة التنفيذية المرجع المختص لقبول الخطة الموضوعة أو طلب تعديلها ولوضعها موضع التنفيذ كليا أو جزئيا، ولمراقبة مدى التنفيذ بصفتها الهيئة القيادية المسؤولة عن العمل.

         4 – تتمثل في جهاز التخطيط الخبرات والعلوم الرئيسية ذات العلاقة بالعمل التحريري من عسكرية وسياسية واقتصادية وطبيعية واجتماعية ونفسانية وإعلامية. ويكون العلماء والخبراء الذين يشكلون الجهاز من غيرة العناصر العربية المتوفرة، سواء أكانت فلسطينية أم لم تكن في جملتها. ولا يراعى إلا أعتبارات الكفاءة والالتزام الوطني في اختيار افراد الجهاز.

         5 – يتفرغ عدد من أفراد الجهاز، تفرغا كليا، تأمينا لاستمرار العمل وكما تقرر اللجنة التنفيذية، ويستعان بخبراء آخرين على أساس التكليف بمهام معينة ان لم يكن تفرغ هؤلاء ممكنا.

         6 – تضع اللجنة التنفيذية موازنة مستقلة لجهاز التخطيط توفر للجهاز التسهيلات اللائقة والوافية والقادرة على استخدام الخبرات اللازمة في الجهاز.

         7 – يحتفظ جهاز التخطيط بطابع السرية التامة ان لجهة هوية أعضائه أو الخطط التي يضعها أو أي شأن آخر من شؤونه.

ب – الكفاح الفلسطيني في المجال العربي:
         1 – ان معركة فلسطين معركة مصير بالنسبة للأمة العربية كلها، ولئن خلقت تسميتها باسم معركة فلسطين وهما بأنها تتناول تراب فلسطين وحده، من بين أجزاء تراب الوطن العربي كله، أو شعب فلسطين وحده، من بين شعوب الأمة العربية كلها، فالحقيقة الواضحة التي يجاهر بها العدل نفسه هي أنها غزو صهيوني للوطن العربي، يتناول اقطارا عربية عديدة، وأراض عربية واسعة من بينها لبنان وسورية والأردن ومصر والعراق والحجاز وأقطار الخليج العربي. وما كان غزو فلسطين يوما إلا لإقامة رأس الجسر لهذا الغزو الواسع، وما كانت حرب حزيران (يونيو) عام 1967، إلا الموجة الأولى للوثوب من رأس الجسر إلى أراضي عربية تتجاوز نطاق فلسطين. مما جعل العدو يحتل الان أراضي تابعة لسورية ولمصر، ويخرج من النطاق الفلسطيني إلى النطاق العربي الأوسع الذي يطمع فيه، ويزعزع الحصانة التي كانت تتمتع بها الحدود الدولية المتعارف عليها ويجعل هذه الحدود موضع مساومة.

         كذلك فإن الشعار المطروح الآن جهارا في إسرائيل، وهو شعار ما يسمى “إسرائيل الكبرى”، هو دلالة على ان المرحلة الجديدة المتضمنة الاندفاع بموجات متلاحقة لاغتصاب أراضي عربية جديدة، قد بدأت بالفعل، ولا يجوز لأي قطر عربي ان يقف من المعركة غير موقف المشارك بكل موارده وكل قواه وكل امكاناته، وإلا سقطت أراضيه قطعة إثر قطعة، أو جاءه الدور بعد الفراغ من غيره.

من مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الرابع
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 523 – 533”

         ولا سبيل للقضاء على هذا الغزو الا بالتصدي العربي الكلي له في حرب شعبية ونظامية تدفع إليها جميع امكانات الأمة العربية.

         2 – أن عرب فلسطين، إذ يبصرون الشعوب العربية الشقيقة بهذه الحقيقة، لا يفعلون ذلك تواكلا أو تهربا من واجب فرضه الله عليهم، بل بالعكس فانهم مصممون على ان يظلوا طليعة في النضال المسلح الذي سيتطور من غير شك إلى حرب تحرير، والى ثورة شاملة لن تتوقف الا بالقضاء النهائي على العدو. وهم يعززون الآن بالدم الذي يبذلونه حقيقة الرؤيا الواضحة التي يعلمونها علم اليقين، ويرون من واجبهم تبصير الأمة العربية كلها بها قبل فوات الأوان. وهم يعلنون، جهارا وبغير تردد، ان طريق الكفاح المسلح بجميع أدواته، وأشكاله وتنظيماته، معبأة من أجله جميع الموارد البشرية والمادية والعسكرية وموضوعة في خدمته جميع الإمكانات، هو الوسيلة الوحيدة لإيقاف هذا الغزو الذي لم يتوقف منذ بدأ حتى الآن الا فترات استعداد بين وثبة ووثبة، والذي لن يوقفه شيء غير هزيمته في ساحة القتال.

         3 – وان عرب فلسطين، فيما خص معركتهم ومسيرتهم الحالية، يعلنون ان الانصراف الكامل إلى المعركة، وتركيز القوى كلها ومن أجلها يفرض عليهم ان لا يتدخلوا في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية ما دام أمن كفاحهم مصونا.

         4 – لا بد للشعب العربي ان يجند نفسه لضرب مصالح الدول المؤيدة لإسرائيل والصهيونية العالمية، في الوطن العربي، ويعلن العداء الصريح لهذه المصالح، وذلك لأفهام هذه الدول ان أذى واقعيا لا بد لاحق بمصالحها من جراء مساندتها لإسرائيل، مما سيضطرها ان تدخل مصالحها في موازين حساباتها، بعد ان ظلت إلى الآن تتصرف على أساس من التصور بأن أي مقدار من مساندتها لإسرائيل والصهيونية العالمية لمن يلحق أي اذى بمصالحها في البلاد العربية. ولا بد من دراسة متعمقة ومفصلة لاستعمال السلاح الاقتصادي، في معركة التحرير، بما في ذلك سلاح البترول العربي، ووضع خطة ملائمة لاستعماله.

         5 – رعاية شؤون الفلسطينيين: حيث ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الشخصية الفلسطينية الاعتبارية التي يقع على عاتقها رعاية شؤون الفلسطينيين في مختلف أماكن اقامتهم، لذلك يقرر المجلس تكليف اللجنة التنفيذية بالعمل على:
         أ – تأمين حرية العمل الوطني لجميع الفلسطينيين باعتبار ذلك حقا طبيعيا وواجبا قوميا.
         ب – الدفاع عن الحريات السياسية لأبناء فلسطين في كفاحهم الوطني من أجل تحرير بلادهم.
         جـ – معالجة قضايا السفر والإقامة والعمل للفلسطينيين.
         د – انطلاقا من مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، والذي التزم فيه جميع المناضلين الفلسطينيين، تكون اللجنة التنفيذية هي الجهة المسؤولة عن بيان الوضع الوطني الفلسطيني للأفراد والجماعات التي تخرج أو تتهم بالخروج عن هذا المبدأ.

ج – الكفاح الفلسطيني في المجال الدولي:
         – حول قرار مجلس الأمن والحل السلمي:
         1 – ان قرار مجلس الأمن الصادر في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 1967 مرفوض للأسباب التالية:
         أ) ان القرار يتضمن انهاء حالة الحرب فيما بين الدول العربية وإسرائيل، ويترتب على ذلك انهاء حالة الحرب وفتح الممرات العربية المائية للملاحة الإسرائيلية والتزام الدول العربية المقاطعة العربية لإسرائيل، بما في ذلك الغاء جميع التشريعات العربية الخاصة بتنظيم المقاطعة العربية، لإسرائيل، كما يترتب على انهاء حالة الحرب التفريج عن الاقتصاد الإسرائيلي وفتح الباب لغزو المنتوجات الإسرائيلية لجميع الأسواق العربية، ذلك ان انتقال السلع والاتجار بها وانتشارها للأسواق لا يتوقف على وجود أو عدم وجود اتفاقات اقتصادية.

         ب) أن القرار يتضمن اقامة حدود آمنة ومتفق عليها مع إسرائيل. وعدا عن أن الحدود الآمنة والحدود المتفق عليها تنطوي على الاعتراف الواقعي بإسرائيل، كما تنطوي على تجاوز مرفوض من الدول العربية على حق الشعب العربي الفلسطيني المطلق بكامل وطنه. فان موافقة الدول العربية على

من مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الرابع
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 523 – 533”

الحدود الآمنة لإسرائيل تنطوي على التزام الدول العربية بالمحافظة على أمن إسرائيل وفي مقدمة ذلك ضرب العمل الفدائي وتوقيف الثورة الفلسطينية والحيلولة دون الشعب العربي الفلسطيني والجماهير العربية من تحقيق الواجب القومي المقدس في تحرير فلسطين واستردادها والقضاء على الوجود الصهيوني الامبريالي بها.

         جـ) ان القرار يقضي بإقامة سلام دائم بين الدول العربية وإسرائيل، ويترتب على السلام الدائم النتائج الضارة التالية:
         1 – توفير الأمن والاستقرار لإسرائيل، داخليا وعربيا ودوليا، وان هذا يفتح الأبواب على مصاريعها أمام الحركة الصهيونية في اغراء أقسام كبيرة من التجمعات الإسرائيلية المقيمة في غرب أوروبة وأميركة في الهجرة إلى إسرائيل والاستيطان بها، بعد ان امتنعت هذه الجماعات عن ذلك طيلة العشرين سنة الماضية بسبب عامل عدم الاطمئنان على أمن إسرائيل ومستقبلها واستمرار وجودها.

         2 – زوال الأسباب والمؤثرات العربية التي حالت حتى الآن دون دول صديقة من السماح بهجرة مواطنيها من اليهود إلى إسرائيل، وفي مقدمة ذلك ملايين اليهود الموجودين في الاتحاد السوفييتي.

         3 – زوال جميع أسباب امتناع الكثير من الدول الصديقة للعرب من الاعتراف بإسرائيل والتعامل معها في كافة المجالات.

         4 – تثبيت حاجز بشري وجغرافي يقسم مشرق الوطن العربي عن مغربه، الأمر الذي يلحق الأضرار الكبيرة المعوقة لإقامة الوحدة العربية الجزئية والكاملة.

         5 – طعن النضال الفلسطيني المسلح، وكذلك حركة التحرر العربي نحو التحرر والتقدم الاجتماعي والوحدة، وبالتالي زيادة النفوذ الاستعماري وما يحمل معه من نفوذ صهيوني في الوطن العربي بحكم العلاقة العضوية فيما بين الاستعمار والصهيونية في المجالات السياسية والاقتصادية والمجالات الأخرى، وما يترتب عن ذلك كله من اضطرار السياسة العربية للابتعاد عن خط الحياد وعدم الانحياز.

         6 – ان القرار تجاوز قضية فلسطين حتى من حيث التسمية، وتجاوز حقوق عرب فلسطين في وطنهم وأرضهم، وأشار اليها واليهم بصفتها قضية لاجئين مما ينذر بالتصفية النهائية للقضية الفلسطينية من حيث هي قضية أرض ووطن.

         7 – لم تقتصر خسارة الأمة العربية في حرب حزيران (يونيو) على الأرض فقط، وإنما تناولت أيضا الكرامة العربية وثقة العرب بأنفسهم. والحل السلمي قد يعيد بعض الأرض أو كلها، الا انه لن يعيد الكرامة والثقة بالنفس.

         8 – على الأمة العربية ان تدرك بأن عليها واجبا لا مفر منه، وهو واجب الدفاع عن الوطن، وان ترفض الاعتماد على الغير لحمايتها أو لاستعادة أراضيها وحقوقها، وان قبول الحل السلمي هو بالضرورة تسليم من الدول العربية إلى الدول الكبرى في التحكم بمصيرها وتنازل عن الإرادة العربية.

         9 – ان الحل السلمي قد يخلق وهما لدى الدول العربية بأنها آمنة، ومن خلال هذا الوهم ستضرب إسرائيل حتما من جديد وبعد ان تهيئ ظروفا سياسية أكثر ملاءمة لها فتحقق بذلك مطامعها التوسعية على حساب تراب الدول العربية.

         لذلك فان المجلس الوطني يوصي اللجنة التنفيذية المنتخبة بوضع مخطط متكامل لإحباط أي حل سياسي للقضية الفلسطينية على المستويات العربية والشعبية والرسمية والدولية.

         كما ان المجلس يؤكد ان العدوان على الأمة العربية وترابها قد بدأ بالغزو الصهيوني لفلسطين عام 1917، ولذلك فان إزالة آثار العدوان يجب ان تعني ازالة جميع الآثار التي تحققت منذ بداية الغزو الصهيوني لا منذ حرب حزيران (يونيو) 1967، وعليه فان شعار ازالة آثار العدوان بشكله الحالي شعار مرفوض وينبغي استبداله بشعار القضاء على أداة العدوان، وبذلك وحده يتحقق السلام القائم على العدل.

         ويوصي المجلس الوطني اللجنة التنفيذية المنتخبة بوضع الخطة اللازمة لحماية الثورة الفلسطينية من الأخطار التي تهددها في حالة وضع قرار مجلس الأمن موضع التنفيذ.

من مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الرابع
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 523 – 533”

         ويدعو المجلس ان يحذو الشعب العربي والدول العربية، مؤيدة من الأمة العربية كلها، حذو الشعب العربي الفلسطيني في انتهاج طريق الكفاح المسلح على المستويين الشعبي والنظامي في سبيل استرداد الأرض والكرامة.

د – الكفاح الفلسطيني في مجال النضال العالمي للتحرر والقضاء على الاستعمار:
         ان الثورة الفلسطينية، في الوقت الذي تشكل فيه جزءا من الثورة العالمية ضد الاستعمار العالمي والامبريالية الاميركية بشكل خاص، فانها تتميز عن كل ثورة تحرير اخرى لسبب في طبيعة الحركة الصهيونية القائمة على التعصب العنصري والتوسع والعدوان الاستيطاني، واغتصاب وطن الشعب العربي الفلسطيني واقتلاعه منه، بالإضافة إلى أجزاء أخرى من الوطن العربي الكبير، ولذلك فان الثورة الفلسطينية تجمع خصائص كافة الثورات التحررية في العالم، فضلا عن خاصة تنفرد بها القضية الفلسطينية وهي هدف اعادة الشعب العربي الفلسطيني إلى وطنه واسترجاع حقه في السيادة عليه. ولما كانت الحركة الصهيونية وأداتها إسرائيل ترتبط ارتباطا عضويا بالاستعمار العالمي وبخاصة الامبريالية بقيادة الولايات المتحدة، فان إسرائيل تشكل قاعدة جغرافية بشرية للامبريالية العالمية، تستثمرها نقطة انطلاق ووثوب ليس ضد الأمة العربية فقط، وانما ضد كل الشعوب وبخاصة دول العالم الثالث في آسية وافريقية والدول الاشتراكية، ومن هنا نجد حرص الامبريالية اللا متناهي على الابقاء على دولة إسرائيل ودعمها دعما قويا في كافة الميادين، وبخاصة العسكرية والمالية ورفع شعار: “ان إسرائيل وجدت لتبقى” والتمسك بهذا الشعار. وانطلاقا من هذا المفهوم، فان من واجب جميع الدول المعادية للامبريالية العالمية، وبخاصة دول المعسكر الاشتراكي والعالم الثالث وجميع حركات التحرر في العالم وجميع احرار العالم، ان تقف إلى جانب الثروة الفلسطينية، وان تقدم لها كل دعم وتأييد في كافة المجالات العسكرية والمادية والسياسية والاعلامية وغيرها.

         وان الشعب العربي الفلسطيني، اذ يطلب إلى الدول الاشتراكية والعالم الثالث وجميع حركات التحرر في العالم واحراره ادراك الأخطار المترتبة على الحركة الصهيونية واداتها إسرائيل، فانه يقف طرفا مع جميع حركات التحرر الوطني في العالم وهو يقرر ما يلي:
         أ – المطالبة يوقف العدوان الاميركي الاستعماري على شعب فيتنام في الجنوب والشمال، والانسحاب الكامل من فيتنام الجنوبية.
         ب – تأييد ثورة شعب كورية الجنوبية المساحة الهادفة إلى طرد الاحتلال الاميركي، ووحدة الأرض الكورية في الشمال والجنوب.
         جـ – تأييد حركات التحرر الوطني في الأقطار الإفريقية.
         د – استنكار الحكم العنصري الاستعماري الاستيطاني في روديسية وافريقية الجنوبية.
         هـ – استنكار التمييز العنصري في جميع أنحاء العالم، وسائر أنواع التمييز الأخرى.
         و – تأييد شعب كوبة ضد المؤامرات الاميركية.
         ز – التعاطف مع مؤتمر تضامن الشعوب الآسيوية والافريقية، ومع مؤتمر شعوب القارات الثلاث المنعقد في كوبة، ومع كافة الحركات والمؤسسات المؤيدة للتحرر والمعادية للامبريالية العالمية وبخاصة الاميركية.
         ح – يحيي الشعب العربي الفلسطيني جميع الدول والشعوب والحركات التي أيدت وتؤيد ثورته المسلحة وحقه الطبيعي المطلق في تحرير كامل وطنه فلسطين.
         ط – تأييد كافة شعوب اميركة اللاتينية في نضالها ضد الاستعمار الاميركي.
         ي – يعرب المجلس لحكومة الصين الشعبية ولشعبها عن تقديره لتأييدها للنضال الفلسطيني وعدائها الصريح، لإسرائيل، ورفضها الاعتراف بها أو بشرعية اغتصابها أرض فلسطين. ويعرب كذلك عن ثقة الشعب العربي الفلسطيني باستمرار التأييد والمساندة الصينية للشعب العربي الفلسطيني، لما يربط بينه وبين الشعب الصيني العظيم من أهداف مشتركة في مكافحة الاستعمار العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية، ومن واجب مشترك في مساندة حركات التحرر في جميع انحاء العالم.

من مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الرابع
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 523 – 533”

         ك – يعرب المجلس عن تقديره لجميع الشعوب الإسلامية لوقوفها، بدون تحفظ، وراء الحق العربي في فلسطين، وكذلك لجميع الدول الإسلامية، لوقوفها في الجانب العربي في المجالات الدولية، وبخاصة مجال الأمم المتحدة. ويؤيد المجلس الوطني ارتباط الدول الإسلامية بالمطالبة الحازمة بعروبة القدس، لما لها من أهمية دينية خاصة في نظر المسلمين، وبالنظر إلى ان المسلمين قد اكتسبوا خلال أكثر من ألف سنة حق سدانة الأماكن المقدسة للأديان السماوية كلها في القدس، وثبتوا هذا الحق بحروب دامت مدى قرنين وشارك فيها العالم الإسلامي كله. ويناشد المجلس الوطني دول العالم الإسلامي، بشعوبها وحكوماتها، ان تقدم للكفاح الفلسطيني جميع المعونات السياسية، بما في ذلك قطع العلاقات السياسية مع إسرائيل، وان تؤازر الكفاح الفلسطيني مؤازرة مادية فعالة.

3 – القرارات العسكرية

أ – جيش التحرير الفلسطيني:
         1 – العمل على تدعيم جيش التحرير الفلسطيني وزيادة حجمه وتطويره.

         2 – يجب العمل على ان يكون جيش التحرير الفلسطيني حر الإرادة والقيادة، وتكلف اللجنة التنفيذية باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك.

         3 – العمل على وفاء دول الجامعة العربية بالالتزامات المترتبة عليها في ميزانية جيش التحرير الفلسطيني، وزيادة هذه الالتزامات.

         4 – رصد الاعتمادات المالية اللازمة لتصعيد الكفاح المسلح وتطويره، وكذلك الاعتمادات المالية اللازمة لدعم وتطوير جيش التحرير وزيادة حجمه.

         5 – العمل على تمكين قوات جيش التحرير الفلسطيني من ان ترابط في الأماكن التي ينبغي ان ترابط فيها لصالح الثورة الفلسطينية.

ب – توحيد القوى المقاتلة الفلسطينية:
         1 – تشكل قيادة عسكرية لقوات المنظمات الفدائية الممثلة في المجلس الوطني.

         2 – تسمى هذه القيادة مؤقتا – قيادة قوات الفدائيين – إلى ان يتم الاتفاق على اسم جديد.

         3 – تضع هذه القيادة مشاريع الأنظمة والقوانين والصلاحيات التي ترتأيها مناسبة لتحقيق حسن سير العمل والغاية المرجوة من هذه القيادة، وترفعها إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ليصار إلى مناقشتها وإقرارها، وبالتالي لتكون نافذة المفعول بعد ذلك.

         4 – تقوم هذه القيادة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق الوحدة الكاملة لقوات المنظمات الفدائية خلال أقصر فترة ممكنة.

         5 – تصدر البلاغات العسكرية عن هذه القيادة مع ذكر الجهة التي قامت بالتنفيذ – مرحليا.

         6 – تقوم الدائرة العسكرية في منظمة التحرير الفلسطينية بالتنسيق بين قيادة الجيش وهذه القيادة من جهة، والربط بين هاتين القيادتين واللجنة التنفيذية من جهة أخرى.

         7 – تكلف اللجنة التنفيذية بتنفيذ هذه القرارات.

ج – قرارات عامة:
         1 – الغاء قرار المجلس الوطني الثالث رقم (10)، وإحداث دائرة تسمى بالدائرة العسكرية تتبع اللجنة التنفيذية للمنظمة.

         2 – اعتماد ورصد المال اللازم لتنفيذ القرار القاضي بتشكيل قيادة عسكرية لقوات المنظمات الفدائية.

         3 – تخصيص القسم الأكبر من امكانيات المنظمة المالية لتدعيم الجيش وتطويره وخدمة العمل الفدائي.

         4 – مراعاة مبدأ وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

         5 – العمل على ان يشمل نظام التدريب الإجباري الشعب الفلسطيني في مختلف الأقطار العربية.

         6 – العمل على حرية العمل الفدائي من جميع الأراضي العربية المجاورة للأرض المحتلة.

من مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الرابع
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 523 – 533”

         7 – على اللجنة التنفيذية ان تبادر في الحال السعي لإيجاد مصدر ثابت للتسليح، وان تستعين بلجنة خبراء من الجيش لتنفيذ هذه التوصية.

         8 – وضع الخطط اللازمة للاستفادة من طاقات المرأة الفلسطينية في الكفاح المسلح بما يتناسب وإمكاناتها.

         9 – تلتـزم كافـة الفئـات الفلسطينية المقاتلة، والممثلة في المجلس الوطني المنعقـد في القاهـرة يـوم 10/7/1968، بإصدار بيانات تتضمن لقاءها، ولتوجهها منحى الموحدة والإخاء مع ضرورة شرح فحوى هذه البيانات على أفراد المنظمات وإبلاغهم ضرورة الالتزام والامتناع عن كل ما يسيء لهذا التوجيه الجديد.

         10 – تصدر اللجنة التنفيذية الجديدة لمنظمة التحرير بيانا على الشعب الفلسطيني يوضح هذا اللقاء والالتزامات التي ترتبت عنها.

4 – القرارات الإعلامية

         لما كانت المعنويات والصمود النفسي تلعب دوراً حاسما في النضال، ولما كان كفاحنا المسلح كفاحا سيطول مداه وتكثر تضحياته، مما يتطلب من شعبنا صبرا واحتمالا عظيمين،

         فان العمل الإعلامي من جميع الفلسطينيين، سواء كانوا منظمات أم أفرادا، يجب ان يقوم على الأسس التالية:
         1 – عدم الدخول في منافسات اعلامية، وإعطاء صورة واقعية عن الحوادث والمعارك، ودعوة الصحف ووسائل الإعلام العربية إلى الانضباط فيما تكتب عن الكفاح الفلسطيني المسلح، والابتعاد عن أساليب الإثارة والاحتراز من افشاء المعلومات التي قد تفيد العدو.

         2 – ايجاد ادارة تخطيط مركزي للإعلام، تنبثق عنها الأساليب والمحتويات التي تستعملها وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية الرسمية والشعبية.

         3 – يجب ان يكون الإعلام الفلسطيني متيقظا للحرب الإعلامية التي يشنها العدو، ولأساليبها ومحتوياتها وأن يجابهها يوميا، اولا بأول، بتحركات دفاعية وأخرى مضادة.

         ولذلك، فان من المهم كشف أكاذيب العدو، وما ينطوي عليه اعلامه من خبث وضرب معنوي، كما ان من الضروري بناء جسر من الثقة بين المواطن العربي الفلسطيني ووسائل الإعلام الفلسطينية، من أجل ان يصمد ازاء محاولات التشكيك والتكذيب.

         4 – الانتباه إلى ان أسطورة المقاومة، التي تلقى عطفا من جميع المؤمنين بالفضائل والمثل العليا في العالم كله، هي أهم اداة اعلامية تملكها في المجال الدولي فيجب أن نحفظ لها رونقها، ونصونها من كل شائبة، ونعود الناس بإعطاء الصورة المعقولة و المقبولة، والتزام الدقة، على تصديق ما نقول، وذلك بالطبع مع مراعاة كافة الظروف التي لا تمكن من اعطاء كامل المعلومات.

         5 – تقدير الجهود التي يبذلها مركز الأبحاث، التابع لمنظمة التحرير، وكذلك الجهود المستقلة التي تقوم بها مؤسسة الدراسات الفلسطينية، في حقلي البحث والإعلام وأثرهما العظيم في نقل التصورات العربية لقضيتنا، إلى المستوى العلمي، وانتهاجهما أساليب يمكن بواسطتها ايصال الحقائق عن القضية إلى جميع من يتبعون الطرق العامية في التفكير والعرض، وكذلك خدمتهما لواضعي السياسة والاستراتيجية، بتوفير المعلومات الأساسية والمنحى العلمي في التفكير، ومساهمتهما في ايجاد جيل جديد متنور بقضية فلسطين والغزو الصهيوني لتراب الدول العربية.

توصيات اعلامية

         وقد أقر المجلس التوصيات التالية:
         1 – تخصيص الأموال التي تكفي مركز الأبحاث في مضاعفة عمله وتعين مؤسسة الدراسات على متابعة رسالتها، ويأمل استمرار تنسيق العمل والجهد بينهما لينطلق عملهما، كما هو الآن متكاملا، وليتسع بذلك نطاق الإعلام والبحث والتوثيق والتحليل في مختلف نواحي القضية.

         2 – دراسة امكانية نشر صحيفة فلسطينية في بيروت تؤدي مهمة مزدوجة هي اعلام الشعب الفلسطيني، وبلورة أفكاره وتوحيد اجتهاداته.

         3 – ان يراعي الإعلام الموجه إلى العرب الفلسطينيين نشر المبادئ التالية والتأكيد عليها:

 

من مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الرابع
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 523 – 533”

         أ – ان العمل الوطني عمل واضح الهدف والأسلوب والأداة، ومصمم على بلوغ النصر النهائي مهما طال النضال وكثرت التضحيات.
         ب – ان العمل الوطني أساسه الوحدة الوطنية.
         جـ – ابراز الوجه الفلسطيني للثورة وربطه بالأمة العربية.
         د – ابراز مركز الثورة الفلسطينية في الثورات العربية والثورات العالمية، وأن يقوم على اعطاء الإرشادات اللازمة الواضحة للمواطنين الفلسطينيين في الداخل والخارج مما يعينهم على أداء واجبهم في الأرض المحتلة وخارجها.
         4 – ان يراعى في وضع الخطة الإعلامية ضرورة القيام بحملة اعلامية مركزة إلى الإسرائيليين أنفسهم خلال الإذاعات والصحف العالمية، باللغة العبرية وغيرها من اللغات المتداولة بينهم، تعتمد على دراسة تفصيلية وافية للتركيب الفكري للمجتمعين الإسرائيلي والصهيوني.
         5 – تكليف مجلس التخطيط، المقترح انشاؤه، بوضع خطة شاملة للإعلام الفلسطيني، وإجراء الدراسات الأساسية والحقلية التي تمكنه من القيام بهذه المهمة بأجدى وأفعل شكل ممكن.
         6 – بذل جهود خاصة من أجل التعريف بالقضية الفلسطينية في العالم الخارجي، وعلى وجه الخصوص في البلدان التي توجد فيها مجتمعات عربية والبلدان التي تعتبر معقلا للصهيونية والامبريالية العالمية.

5 – قرارات التنظيم الشعبي

         لما كان الشعب عمادا لكل ثورة تحررية ومنبعا يغذيها بالإمكانيات والطاقات المادية والروحية وجدارا فولاذيا يحميها ويصونها من أعدائها، ولما كانت جماهيرنا الفلسطينية قد قدمت الآلاف من الشهداء في ساحات الكفاح والمقاومة عبر التاريخ وتصدت بعناد لكافة المشاريع الاستعمارية المشبوهة وظلت متشبثة بوطنها ومعبرة بإصرار عن تمسكها بأرض الآباء والأجداد وظل شعبنا في صموده ونضاله يهيئ للتحول الإيجابي الذي عبرت عنه طلائعه المنظمة عسكريا وسياسيا،

         واقتناعا من المجلس الوطني بهذا الدور البطولي لشعبنا، يرى حتمية وضرورة تنظيم صفوف الشعب وحشد طاقاته في وحدة وطنية تصعد بالثورة حتى النصر،

         ولما كان النظام السابق للتنظيم الشعبي لا يتناسب والظروف الحالية، ولا يخدم هذه المرحلة من كفاحنا الوطني، يقرر المجلس استبداله بنظام آخر،

كما يقرر:
         1) اعتماد أسلوب التنظيم الشعبي القائم على تنظيم القطاعات الشعبية نقابيا ومهنيا وبأي شكل آخر.

         2) أ – تكوين دائرة مختصة تسمى دائرة التنظيم الشعبي يتولى العمل فيها أشخاص من ذوي الكفاءة والاختصاص وبإشراف أحد أعضاء اللجنة التنفيذية.
         ب – تتولى دائرة التنظيم الشعبي متابعة تنفيذ خطط الاتحادات والتنظيمات والهيئات الشعبية القائمة منها والتي سوف تستجد.
         جـ – تعمل دائرة التنظيم الشعبي على تنظيم صفوف المهنة الواحدة. وتأليف اللجان التي تخدم تعبئة جميع جهود أبناء شعبنا لخدمة الثورة.
         د – تعنى بالأمور الثقافية والاجتماعية.
         هـ – تنظيم الفلسطينيين، أينما وجدوا، في تجمعات لخدمة الثورة الفلسطينية.

         3) يتشكل مجلس أعلى من الاتحادات القائمة، وما يستجد من اتحادات أخرى في المستقبل يكون عمله:
         أ – يلتزم المجلس الأعلى بمقررات المجلس الوطني واللجنة التنفيذية فيما يختص بالتنظيم الشعبي، ويعمل على تنفيذها بما يحقق الوحدة الوطنية.

         ب – رسم السياسة العامة لنشاط الاتحادات، وتنسيق جهودها، وتحقيق ارتباطاتها بالكفاح المسلح، وتنظيم العلاقات بالجماهير العربية وغير العربية، والقيام بأعمال المساندة المادية والطبية والاجتماعية والدعاية للثورة.

من مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الرابع
المصدر: “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 523 – 533”

         جـ – معاونة دائرة التنظيم الشعبي بكل ما يتعلق بشؤون التنظيم.

         4 – يوصي المجلس الوطني اللجنة التنفيذية للمنظمة ان تدعم جميع الاتحادات القائمة وما يستجد منها، وتقدم لها كافة الإمكانات المادية الممكنة والتسهيلات الكفيلة بتأدية رسالتها في خدمة القضية الفلسطينية على كافة المستويات.

         5 – يشكل في كل قطر عربي، توجد به تنظيمات شعبية، مجلس فرعي قطري للمجلس الأعلى للعمل على تنظيم الجماهير الشعبية ويتعاون، بالإضافة لأعضاء المجلس الوطني، مع التجمعات الوطنية الأخرى بالقطر ومع مكتب المنظمة.

         6 – يشكل مكتب لشؤون الأرض المحتلة من ذوي الاختصاص في دائرة التنظيم الشعبي والمجلس العسكري، وتوضع له الإمكانات التي تمكنه من خدمه أهداف الثورة.

         7 – تضع اللجنة التنفيذية جميع اللوائح التنظيمية الخاصة بالعلاقة بينها وبين الاتحادات والمجلس الأعلى، وتصبح سارية المفعول بعد مناقشتها وإقرارها في اجتماع مشترك بين ممثلي دائرة التنظيم الشعبي والمجلس الأعلى للاتحادات.

         8 – يوصي المجلس الوطني الاتحادات، ذات الطبيعة الواحدة، ان تعمل على الاندماج فيما بينها.


Scroll to Top