نص البيان التمهيدي لوثيقة تبرئة اليهود

وثيقة تبرئة اليهود (نص البيان التمهيدي نوفمبر 1964)
“ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1279 – 1280”

وثيقة تبرئة اليهود(*)
نص البيان التمهيدي نوفمبر 1964

         “.. إن كنيسة المسيح تعترف بأن مبادئ عقيدتها قد نبتت لدى الرسل والأنبياء طبقا لسر الخلاص الإلهي” فهي تعترف فعلا بأن جميع المؤمنين وهم أبناء إبراهيم – حسب العقيدة – داخلون في رسالة ذلك النبي. كما أن خلاص الكنيسة سبق ذكره في صورة صوفية في خروج الشعب المختار من أرض الاستعباد. لهذا فإن الكنيسة – ذلك المخلوق الجديد في المسيح وشعب العهد الجديد – لا يمكن أن تنسى أنها استمرار لذلك الشعب الذي تفضل الله عليه برحمته الواسعة، في يوم من الأيام بتحقيق عهده القديم موكلا إليه الوحي المذكور في كتب العهد القديم.

         “ولا تنسى الكنيسة كذلك أن المسيح ولد – من ناحية الجسد – في الشعب اليهودي وأن أم المسيح مريم العذراء والحواريين وهم أساس ودعامة الكنيسة قد ولدوا أيضا في الشعب اليهودي.”

         “وتضع الكنيسة نصب عينيها دائما ما قاله بولس الرسول في شأن اليهود: الذين هم إسرائيليون ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد”.
(الرسالة إلى أهل رومية 9 / 4)

         ولما كان المسيحيون قد تسلموا من اليهود ذلك التراث العظيم فإن هذا المجمع المسكوني يهدف إلى التشجيع والتوصية بمراعاة التعارف والاحترام المتبادل تماما بين المسيحيين واليهود الذي سيصبح عميقا عن طريق البحث اللاهوتي والحوار الأخوي. كما أن المجمع المسكوني بالإضافة إلى ذلك يستنكر بشدة ذلك الظلم الذي يستهدف له الناس في أي مكان يستنكر أيضا الكراهية والمعاملة السيئة لليهود”.

          “ومن الواجب أيضا أن نذكر أن اتحاد الشعب اليهودي مع الكنيسة هو جزء من الأمل المسيحي والواقع أن الكنيسة حسب تعاليم بولس الرسول (رسالة رومية 11 / 25) تفتح بعقيدة متينة ورغبة أكيدة في وجه ذلك الشعب باب الدخول في سلطان شعب الله كما وطده المسيح”.

         “لهذا يجب على الجميع أن يراعوا سواء عند تلقين الدين المسيحي أو نشر كلمة الله أو في المحادثات اليومية عدم إظهار الشعب اليهودي كأنه ملعون أو القيام بما يباعد بين الناس وبين اليهود. ويجب بالإضافة إلى ذلك أن نحرص أشد الحرص ألا نعزو إلى يهود عصرنا ما ارتكب من أعمال أيام عذاب المسيح”.


          (*) من كتاب: “نحن والفاتيكان” – أنيس القاسم

وثيقة تبرئة اليهود (نص البيان التمهيدي نوفمبر 1964)
“ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1279 – 1280”

        “وكثيرا ما أكد المسيح بأن الله هو أبو البشرية كما جاء في “العهد القديم” وفي المسيحية. وكما يقول بذلك المنطق أيضا. ولكننا لا نستطيع أن نتوجه إلى الله أو نعبده كأب لكل الناس إذا ما نحن رفضنا المعاملة الأخوية لبعض الناس الذين خلقهم الله على صورته. والحقيقة أن علاقة الإنسان بالله الأب وعلاقة الإنسان بإخوته متحدتان فيما بينهما إلى درجة تجعل كل إنكار للإخوة البشرية إنكار لله نفسه الذي لا يرضى على ذلك من أحد فالوصية الأولى تتفق مع الوصية الثانية بشكل يجعل خطايانا لا تغفر إذا لم نغفر نحن من كل قلوبنا لكل من يعتدي علينا. ولقد قيل في العهد القديم: ألسنا أبناء أب واحد ؟ ألم يخلقنا إله واحد؟ إذن ولماذا يكره بعضنا البعض؟

        وهذا المعنى أكده العهد الجديد بوضوح: من لم يحب أخاه الذي يراه فكيف يستطيع محبة الله الذي لا يراه؟ وهذه الوصية التي جاءتنا على لسان المسيح أيضا من يحب الله فليحب أيضا أخاه.

        وبدافع هذه المحبة نحو إخواننا فلننظر بعين الاعتبار إلى الآراء والمذاهب التي وإن تباينت كثيرا عن آرائنا ومذاهبنا فإنها تضم نواة من تلك الحقيقة التي تثير قلب كل إنسان يولد في هذا العالم.

        ولنعانق أولا المسلمين الذين يعبدون إلها واحدا والذين هم أقرب إلينا في المعنى الديني وفي علاقات ثقافية إنسانية واسعة.

        ولننزع من نفوسنا كل أساس تقوم عليه كل نظرية أو عملية من شأنها أن تميز بين الإنسان وأخيه في الكرامة والحقوق والتي تميز بين أمة وأمة.

        ومن الضروري إذن أن يتوقف الناس أصحاب القلوب الطيبة وخصوصا المسيحيين عن التفرقة بين الناس وأن يكفوا عن المعاملة السيئة بسبب الجنس أو اللون أو الوضع الاجتماعي أو الدين.

        “والمجتمع المسكوني يناشد كل المسيحيين بكل ما وسعهم من قوة أن يكون سلوكهم – حسنا بين الأمم ليكونوا في سلام مع جميع الناس. والمجتمع المسكوني يناشد المسيحيين أيضا أن يحبوا أعداءهم وبذلك تكونون أباكم الذي في السموات فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين”.


 

Scroll to Top