رسالة هرتزل إلى دوق بادن الكبير يعرض فيها مخططه الجديد

 

رسالة هرتزل إلى دوق بادن الكبير يعرض فيها مخططه الجديد
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 125 – 126”

رسالة هرتزل إلى دوق بادن الكبير
يعرض فيها مخططه الجديد
15 /12 /1898

         كنت أتوقع أن حالة اليهود الراهنة فى القدس كما هى في كل مكان لسوء الحظ – لن تترك أثرا طيبا فى نفس القيصر. ولكن مثل هذه الأوضاع وحماسنا لأن نبدلها هى أهم أسباب وجود الحركة الصهيونية بالمناسبة لو تفقد المستعمرات الزراعية التى كانت تأسست فى الأراضى المقدسة لكان استطاع أن يرى التغير النافع الذى حدث فى المظهرين الطبيعى والمعنوى ويرى أسلوب الحياة الجديد الذى نريد جماهيرنا أن تندمج فيه. ونحن نعتبر رفع مستوى الحياة وسيلة الى غاية أبعد هى تحسين حال شعبنا على العموم. اذا نجحنا بتأمين مجالات العمل المثمر لاخواننا التعسين على هذه الأرض التاريخية – الأمر الذى هم راغبون فيه كما برهنت حقائق كثيرة – اذا نجحنا فى هذا فان هذا العمل سيعطينا في الوقت نفسه امكانات كافية لانجاز أعمال أخرى أيضا.

         إنه لمن دواعى ارتياحى أن أعلم من سموكم الملكى أن خطابى فى القدس قد نال الرضى وأننا من الآن نستطيع أن نعتمد على مساعدتكم وإهتمامكم. هناك صعوبات فى اختلاف المواطنة بين اليهود الذين استوطنوا فلسطين حتى الآن أو بين هؤلاء الذين يستوطنون فيها فى المستقبل ولكنى – وبكل تواضع – ألفت انتباهكم إلى أن افتراض الحماية الألمانية سيبدل كثيرا فى هذه الحالة. ففى الوقت الحاضر أنا أمسك بجميع الخيوط في يدى وأنا أؤكد لك بأن جميع هذه الصعوبات يمكن ازالتها حتى استيطان الأليانس الاسرائيلى التى ما تزال حتى الآن تحت السيطرة الفرنسية سوف وأنا متأكد مما أقول. تسرع الى الاندماج فى الجالية. تلك حالما تبرز هذه الى الوجود. يبقى السؤال كيف يمكن توطد الحماية الألمانية بدون دخان ونار. لأنى على ما أعلم جيدا أن ألمانيا لا تستطيع ولا تريد أن تتدخل في أمور لا تعرف نتائجها من أجل قضيتنا مهما كانت هذه القضية إنسانية.

         على اننا الآن نستطيع أن نقترح طريقة غير علنية لهجرة اليهود تحت الحماية الألمانية بتدريج ونظام بحيث لا يكون هناك مجال للاعتراض اذا سارت الأمور بحذر.

         هذا هو خلق الشركة اليهودية للأراضى فى سورية وفلسطين التى ذكرتها في خطابى في القدس التى تشترط أن يكون مركزها فى ألمانيا مثل هذه الشركة تتصف بقانون مدنى. وكل الاتفاقات التى تجرى بين الحكومة الألمانية وزعماء حركتنا يجب


         يوميات هرتزل” – اعداد أنيس صايغ – سلسلة كتب فلسطينية.

رسالة هرتزل إلى دوق بادن الكبير يعرض فيها مخططه الجديد
“ملف وثائق فلسطين من عام 637 الى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 125 – 126”

ألا تتسرب إلى الخارج وكل ما يطلب من الحكومة التركية هو أن تبطل قانون منع الهجرة. أما هذا الأخير فهو ليس تحت الحماية على كل حال لأنه كما قد يعلم سموكم أن مندوبين مختلفين خاصة المندوب الانجليزى احتجوا عليه.

         على كل حال فسوف نؤسس الجمعية اليهودية للأراضى فى المستقبل القريب لاننا نحتاج حتما إلى هذه الوسيلة لتطورات المستقبل. هذا وأنا حتى الآن أسير فى الامر بتمهل لانه حتى فى مراحل ما قبل الخلق يجب أن نتوصل الى حماية شركة الأراضى في المستقبل.

         وحتى لا أطيل الكلام الى درجة مملة فها أنا أعطى نتاج الأفكار المختلفة: السؤال هو: هل نحصل على حماية ألمانية أو انجليزية؟ أما حماية أى قوة غير هاتين فلا نفكر فيها الآن أبدا. إن حركتنا اليوم مهيئة لتقبل الحماية الألمانية منذ أن حظيت بالاتصال بسموكم وأنا أفكر- وهذا يرجع إلى اهتمامى بالمانيا بسبب ميولى الثقافية وكونى أديبا ألمـانيا – أفكر بأنه يجب أن نجتهد أكثر حتى نحصل على حماية الامبراطورية الألمانية والقانون الالمانى. فهناك الميل فى سياسة ألمانيا للتوصل إلى موطىء قدم فى الشرق وهناك إهتمام صاحب الجلالة القيصر بأرض اجدادنا اهتماما دينيا وسياسيا وأخيرا الحقيقة القائمة وهي تأثير ألمانيا على تركيا الذى أصبح متغلبا اليوم. كل هذه الأمور تسند وجهة نظرى فى أن الحماية الالمانية هى التى نريدهـا لحركتنا لا الحماية الانجليزية التى يريدها البعض. والحاجة اليوم أصبحت ملحة لتقرير هذا فى أقرب وقت. وأنا اليوم أعتقد بأنه حتى لو تأسست شركة الأراضى ضمن القانون المدنى وكان مركزها فى انجلترا فان هذا يجب أن لا يمنع امكان وضع الاستيطان تحت حماية المانية، وتحت رعاية القانون الدولى في مرحلة متأخرة – ربما تكون نوعا من حماية المانية- انجليزية مشتركة ولكن من يستطيع أن يتكهن بالصعوبات التى قد تبرز من جراء هذا. سيكون الأمر معلقا بين قوتين وربما أكثر.

         لقد تلطف صاحب الجلالة وأخبرنى في القدس أن الموضوع يحتاج إلى دراسة أطول. أنا الآن فى انتظار الأوامر.

Scroll to Top