إن هذا اليوم بوصفه العدوان الثلاثي على مصر لم عداناً على مصر فقط بل كان عدواناً ضمن سلسلة العدوان على الشعب الفلسطيني، فإن هذا اليوم هو يوم مجزرة ((كفرقاسم)) .
تلك القرية الصغيرة في الأراضي المحتلة لتي إغتال الصهاينة سكانها عشية العدوان الثلاثي على مصر، لكن مأساتهم لم تصل غلى الرأي العام العالمي بما تنطوي عليه من إدانة فاضحة للصهيونية، بل لم تصل غلى الرأي العام العربي ما تستحقه من غضب وإهتمام إلا بعد بضع سنوات من وقوعها.
لقد حدد الحاكم العسكري اليهودي الساعة الخامسة من مساء اليوم موعداً لمنع التجول في منطقة كفرقاسم تحت طائلة القتل لمن يخالف، مع العلم أن هذا الوقت هو المعروف لدى الفلاحين بأنه وقت إنتهاء العمل ولذا أصدر الحاكم العسكري أوامره في الساعة الرابعة من مساء هذا اليوم والمزارعين ما زالوا في حقولهم فمن جهة أولى لم يسمعوا بأوامر الحاكم العسكري وحتي لو سمعوا لما استطاعوا العودة في ظرف ساعة من الزمن، هذا من جهة ثانية.
وما أن عاد الفلاحين حتى أخذت الرشاشات تحصدهم دون تمييز وكانت بعض الشاحنات يتم إيقافها على جانب الطريق ويُقتل من فيها فرداً فرداً على مرأى من الآخرين.
ولم يتحرك العالم للمرة المليون ولا حتى الدول العربية للمرة المليار!!!